ماذا ينتظرنا؟
ماذا ينتظرنا؟

خاص - Saturday, May 8, 2021 7:04:00 AM

الاعلاميّ د. كريستيان أوسّي

كل ما في الوضع الداخلي يزداد تعقيداً – لأن الجميع في انتظار ما ستحمله رياح المفاجآت التي ستهبّ علينا من الخارج، وأهمها مرتبط بالحركة المستجدّة على خطّ واشنطن – طهران، وما تتسبب من تطورات على خطّ الرياض – دمشق، والرياض – بغداد – طهران، او تلك المرتبطة بما شهدته وتشهده العاصمة العمانية "مسقط"، بعيداً من الأضواء.
هذه التطورات جمّدت طويلاً كل شيء في الداخل اللبناني، فَشُلَّت الادارة وصارت الحياة السياسية تعاني خواءً قاتلاً، فيما الاقتصاد يلفظ آخر انفاسه، وتحوّل اللبناني في غالبيته الى فقير، يستجدي نفحةً من بطاقة تمويلية، تستجدي حكومته بدورها عواصم العالم لتوفير المال المطلوب لتنفيذها.
لكن لماذا يحصل كل ما يحصل، وهل من سبيل الى الخروج من النفق المظلم ما دام الجميع في انتظار ما سيحمله الخارج، علّه يحسن من موقعه وموقفه ويحصّن أكثر حضوره السياسي في الداخل ويثبّت مطالبه؟
هذا الترابط دفع بمرجع أمني مطّلع الى ترجيح عدم توافر امكانات تشكيل حكومة جديدة قبل الخريف المقبل، أو قريبا". في اعتقاده انه، وحتى ذلك الوقت، ستظهر نتائج الاتصالات الايرانية – الاميركية، وقد تبيّن جلياً انّ ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن إختطّت لنفسها سلوكاً مغايراً لما كانت قد فرضته ادارة دونالد ترامب حيال الملف النووي، لا بل يبدو ان هناك علامات إيجابية طغت على هذا الأمر بدأت ملامحها تلوح بشكل أو بآخر.
الجديد في هذا الملف، استعجل تطوراً جذرياً طرأ على علاقة سوريا مع الدول العربية، وتحديداً مع الممكلة العربية السعودية، وهو ما ظهر في تصريحات لولي العهد محمد بن سلمان، ما أطلق تسريبات عن تواصل أمني استخباري يتمّ بين الطرفين، في مقابل توجّه لمدّ خطوط تواصل مع العاصمة الايرانية طهران، بهدف تنفيس الاحتقان الذي تصل سخونته الى اليمن وما صارت تسبّبه الحرب هناك من صداعٍ ومن إحراج ومن أكلاف باهظة للمملكة، ومن هنا فإنّ ملف اليمن له الأولوية القصوى، وقد يكون سبباً لمقايضات عندنا.
كل هذا لا بد ان تكون له تفاعلاته على الساحة اللبنانية، لذلك تأخر تشكيل الحكومة، ورفعت الذرائع لتبرير التأخير: فمرة حكومة بعددٍ محدد، ومرة يصير العدد اياه خاضعاً للتعديل، مرة تأكيد على الاخصائيين، ومرات حوار عن حقائب الاخصائيين، مرة تأكيد على المستقلين، مرّات صراع عمنّ يسمّي المستقلين...
مع ذلك هناك من يجزم بأن شيئاً ما سيحصل عند تبلور مسألة التفاوض الاميركي- الايراني وما يستتبعه من تواصل سعودي – سوري، وسعودي – ايراني...
ولا تستبعد المعلومات ان يكونَ انتظار هذه النتائج سبب الجمود في الحركة السياسية وتشبث كل فريق وطرف برأيه حيال التشكيلة الوزارية...
فكل فريق يرى انّ مستقبله السياسي رهن بما ستتمخّض عنه حركة الاتصالات الراهنة وما ستحمله من نتائج، علماً انه إذا نالت ايران مبتغاها – وهو ما يظهر حتى الساعة – وارتاحت سوريا ... فستتحدد الغلبة في لبنان وسيتكرس الغالبون نفوذاً وقراراً... ضمن اطار مدروس يُرضي الخليج والغرب ويكرس واقعاً جديداً.
... اما إذا تعطلت المساعي، واستمر التجاذب، فستعزز المصالح والاحلاف الاقليمية شكيمة فريق الغالبين، وتقوّي نفوذه اكثر، بشكل فوضوي، ولعل هذا ما يفسر مواقف اكثر من طرف لبناني ويبرّر تعنته...
فماذا ينتظرنا؟؟

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني