العميد حسون لـ "صوت بيروت انترناشونال": تسهيل روسي للضربات الاسرائيلية لتقليص النفوذ الايراني
العميد حسون لـ "صوت بيروت انترناشونال": تسهيل روسي للضربات الاسرائيلية لتقليص النفوذ الايراني

دولية وإقليمية - Saturday, May 8, 2021 11:16:00 AM

المصدر: صوت بيروت انترناشونال

على مدى يومين كثف “الطيران الاسرائيلي” من غاراته على سوريا مستهدفاَ عدة مواقع على الساحل الغربي لمدينة اللاذقية قرب قاعدة «حميميم» الجوية الروسية. اما الغارة الاخرى فقد استهدفت محيط بلدة جباتا الخشب في ريف القنيطرة الشمالي.

تساؤلات عديدة تطرح حول عدم تصدي الدفاعات الروسية لهذه الغارات التي تستهدف محيط قاعدتها الرئيسية “حميميم” وللاضاءة على هذه التساؤلات “صوت بيروت انترناشونال” حاور العميد الركن فاتح حسون القيادي في المعارضة السورية الذي اعتبر انه حتى اليوم يمكننا القول ان العلاقة بين روسيا وايران تأخذ طابعاً استراتيجياً يُبحر بالبلدين بعيداً عن أي توتر أو اختلاف جوهري يكون سبباً في زعزعة التنسيق بينهما، خاصة في الملف السوري.

ويتابع حسون بالنظر إلى مقتضيات المصالح الجيوسياسية للبلدين، نجد أن روسيا وايران يجمعهما الكثير من العناوين الرئيسية الناظمة لمسار التطورات في الشرق الأوسط، وعليه فإن إيران لا ترى حرجاً في الحديث عن علاقات قوية ومتينه مع روسيا قوامها الثقة المتبادلة والمصالح الاستراتيجية المشتركة بعيدة المدى، وكذلك روسيا التي ترى أيضاَ أن التعاون مع ايران في الكثير من القضايا الإقليمية والدولية ضرورة تؤسس لمحور مناهض لمحور واشنطن التوسعي والتقسيمي، وبالتالي فإن العلاقة بين البلدين قد تشكل في جزئياتها مشهداً لمستقبل الشرق الأوسط.

ويلفت حسون الى ان “هذا بالتأكيد لا يعني وجود تطابق في سياسات وأدوات وآليات وطرق البلدين، لا بل قد تظهر تنافسية بينهما في ملفات مشتركة، وهذا ما بات يظهر جليا في الملف السوري، فروسيا التي تدعم نظام الأسد في عدة اتجاهات تتفوق على إيران بمجال دعم النظام سياسيا والسيطرة عليه من خلال هذا الدعم، كونها عضو دائماَ في مجلس الأمن وتمتلك حق النقض الفيتو، لكن في الوقت نفسه فإن إيران تتفوق عليها بمجال دعم النظام ميدانيا والسيطرة عليه، كونها الأقدم بمشاركته حربه على الشعب السوري عسكريا، والأوسع انتشارا والأكبر عددا وميليشياتيا وتحكما بمفاصل النظام الأمنية والعسكرية، مما يجعل التنافس الروسي الإيراني على السيطرة على نظام الأسد الضعيف يبدو واضحا مع هدوء الأوضاع الميدانية، وغالبا ما تكون الكفة راجحة باتجاه روسيا بسبب وزنها أولا، وعلاقاتها مع اسرائيل والولايات المتحدة ثانيا، لا سيما أنها تحاول الاستفادة من كافة الأطراف لتحقيق مصالحها التي تصطدم تكتيكيا في سوريا مع المصالح الإيرانية، خاصة الاقتصادية منها، وهذا ما يجعل الحليف الاستراتيجي حليفا تكتيكيا في ملف، وخصما في ملف آخر”.

واضاف “دولتا الاحتلال الروسي والإيراني” في سوريا تتركز جهود كل منهما على اقصاء الآخر من مناطق جغرافية محددة، ففي الوقت الذي تنتشر به إيران وميليشياتها بشكل متفوق على الانتشار الروسي في جنوب سورية، نجد أن العكس صحيح في منطقة الساحل السوري، الذي بات كأنه حاضنة روسية، لا سيما أنه تتمركز فيه أكبر قاعدتين روسيتين في سورية (مطار حميميم)، و(ميناء طرطوس).

ويتابع من المنظور السابق نجد أن قرب الغارات الإسرائيلية من قاعدة حميميم في منطقة الساحل التي تسيطر على أغلبها روسيا، يدل على وجود موافقة روسية ضمنية على الغارات، إن لم يكن تنسيقا حولها، فروسيا ترغب بأن تعطي إيران حيّزا من الأمان في منطقة الساحل يجعلها تعمل تحت ناظريها، وعندما تجد أن هذه الأعمال ستزيد من النفوذ الإيراني في سورية فهي تنسق مع حليفتها إسرائيل لاستهدافها، وتجد أنها بذلك تمسك بخيوط متعددة مع أطراف متصارعة، مما يعطيها دورا أكبر.

واعتبر العميد حسون انه في الآونة الأخيرة، باتت إيران تتقل بضائعها النفطية والتجارية بحرا باتجاه سورية تحت حماية القوات الروسية خوفا من استهدافها من الطيران الإسرائيلي، لكنها لم تلتزم بالنوع المتفق عليه من البضائع، فهي سرا تضع ضمن الحمولات عتاداَ عسكريا وأجهزة تستخدم في زيادة دقة الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى كالجايروسكوبات وغيرها، وهذا ما يقلق إسرائيل، ويزيد من نفوذ إيران في سوريا، وكون هذه البضائع غير المعلنة تدخل بشكل سري إلى قواعد ومصانع إيرانية في سوريا، منها ما هو متمركز في الساحل السوري، فإن روسيا تسهل عملية استهدافها من قبل اسرائيل، مساهمة في أمن إسرائيل من جهة، ومقلصة للنفوذ الإيراني من جهة ثانية، ومتقربة بذلك من الولايات المتحدة من جهة ثالثة.

أما الجنوب السوري شاملا القنيطرة، فقد بات ساحة انتشار بامتياز للقوات الإيرانية والميليشيات المرتبطة بها، والتي احضرتها إيران من عدة دول إضافةً للمحلية منها، وقد باتت خطرا كبيرا على إسرائيل، التي تعلم أن روسيا أقدر من الولايات المتحدة على مساعدتها في تخفيف هذا الخطر في هذه المنطقة، حيث لا تواجد أمريكيا فاعلا بها، أو قريب منها، إلا بشكل رمزي في قاعدة التنف الحدودية مع الأردن، لذا حتى روسيا تجد أن هذا الوضع هو ورقة قوةً في يدها تساوم بها إسرائيل وأمريكا والأردن كذلك، وتريد لمعالجة هذا الوضع إطلاق يدها في سوريا كلها من جهة، وتحقيق شروطها المتمثلة بإعادة شرعية الأسد واستجلاب أموال إعادة الإعمار من جهة أخرى، وهي أمور تختلف بين الادارتين الأمريكيتين السابقة والحالية.

ويختم حسون بالقول “بالنسبة لي أرى أن كل الأطراف الموجودة على الساحة السورية لا تمتلك استراتيجية ثابتة، ولا حتى تكتيكا ثابتا، فالساحة السورية وتبدلاتها وارتباطاتها بعدة ملفات دولية يقوم بعضها على الفعل ورد الفعل يجعل كل دولة طرف تعمل بسياسة خطوة مقابل خطوة، لا بل أحيانا نية خطوة، وغالبا ما تكون غير ثابتة”.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني