ساقوا الشعب الى الانتخابات كما الأغنام... هكذا وصلنا الى يوم أصبح فيه سعر كيلو لحم الغنم حلما صعب المنال لشعب سيتحول في غضون أيام قليلة الى شعب نباتي وليصبح بعد حين شعبا جائعا لا قوت له حتى الحشائش والخضار.
عزيزي اللبناني، هل تذكر شكل اللحمة ومذاقها ورائحتها الزكية على منقل الشواء يوم الأحد؟... اذا كنت لا تزال تذكر... "ايه انسيها" وقل وداعا للحمة الحمراء الطازجة التي كنت ترمي ما تبقى منها عن مائدتك في يوم من الأيام الى الكلاب أو في القمامة!
واذا كنت تتساءل عن سعرها الذي دفعنا الى تحويل المذاق الى صورة، فاليك تسعيرة اليوم:
كيلو لحم الغنم: يسلم الى التاجر بسعر يتراوح بين 140 ألف ليرة و160 ألف ليرة، ليبيعه بدوره بسعر يتراوح بين 180 ألف ليرة و 220 ألف ليرة.
كيلو لحم البقر: يسلم الى التاجر بـ95 ألف ليرة ويبيعه الأخير بسعر يتراوح بين 120 ألف ليرة و130 ألف ليرة.
فهنيئا لك أيها اللبناني النمط الغذائي الصحي الجديد، والذي يرتكز في كل نقاطه على الخضار غير الطازجة والتي كانت ترمى للدواجن والدواب سابقا لأنها غير صالحة للشراء، وذلك لأن أسعار الخضار الطازجة لم تعد تليق براتبك الذي لا يكفيك لشراء أبسط السلع للبقاء على قيد الحياة.
والمؤسف أكثر من كل ذلك، بيانات الاستنكار الصادرة عن مسؤولين لعدم انسانية احتلال، يتوقّع الانسان اجرامه، فيما هم مستمرون باهمالهم لوجع مواطنيهم وفقرهم وجوعهم!
أيها المسؤول الحبيب، الذي جردتنا من خبزنا وودائعنا ومياهنا وكرامتنا ولاتزال، توقف عن بطشك بمستقبلنا واذلالك لنا قبل بيانات الاستنكار!
ترحموا على لحم الأغنام والأبقار لأن لا شيء سيبقى رخيصا في هذا البلد الا كرامات مذلولة تموت جوعا!