" شرّد وقتل ودمّر واغتال"... بعد 10 أشهر: مضى "الزلزال" وبقيت الصور!
" شرّد وقتل ودمّر واغتال"... بعد 10 أشهر: مضى "الزلزال" وبقيت الصور!

خاص - Friday, June 4, 2021 3:20:00 PM

لم يكن يوما عاديا، لا اللحظة ولا الساعة ولا الصور ولا الأصوات ولا الروائح... مشاهد ترحل وتغيب ثم تعود لتضرب بجدران ذاكرتنا... أصوات أطفال يبكون خوفا، وأمهات تصرخن ألما... رائحة دماء بريئة أغرقت العاصمة وحطام زجاج خرق الأبنية والقلوب في آن...
10 أشهر مرت والارتجاج الذي هز دنيانا واغتال عاصمتنا في 4 آب الفائت لا يزال حاضرا في أحاديثنا وكوابيسنا وذكرياتنا... انفجار حوّل الأحباء الى صورة عالقة في اطار... صورة لا تتحدث ولا تبكي ولا تصرخ ولا تتفاعل... صورة تنظر فقط... ربما عاتبة وربما حالمة... عيون في صورة تريد البكاء لكن لا دموع لها، أفواه تريد الصراخ لكن لا حناجر لها...
صغار وكبار، أبناء وأشقاء وآباء وأمهات وزملاء وعشاق وأزواج... في ذلك اليوم المشؤوم الانفجار المهول لم يرحم أحدا ولم يميّز بين الناس... شرّد وقتل ودمّر واغتال وجرح ويتّم و... قتل فينا كل أمل بمستقبل أوهمونا أنه موجود وخنق ما بقي من حياة في نفوسنا...
شعور غريب يتسلل الى قلوبنا في هذا الرابع من كل شهر... ربما هو شعور بالذعر والحزن، وبما هو الاشمئزاز أيضا! فكيف لا نشمئز من سلطة ودولة تعرت من كرامتها وكبائعة الهوى التي تدّعي العفة غسلت أيديها وتبرّت من مسؤولياتها... ضربت أهالي الشهداء وأهملت المتضررين... لم تسأل ولم تأبه ولم تقدم التعازي ولم تعتذر... ربما لأن الاعتذار فن لا يتقنه الا الشجعان وفي دولتي لا وجود الا للحكام الجبناء!
10 أشهر مرت... ربما انتهى الكلام وربما صمتت التينة، ليس راحة ولا تماثلا للشفاء... بل ربما هو فقدان الأمل والاستسلام للموت المحتوم في بلد لم يعرف سبيلا للحياة الا القتل!
تحية من هنا، من هذا الجحيم الذي نموت فيه كل يوم الى الأرواح الطاهرة التي رحلت عنا في 4 آب وتوجهت الى علياء الله لتلاقيه وتشعر بدفء سلامه...

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني