ماريا ايفانوفا سوراي: أحب اثنين.. السينما ولبنان
ماريا ايفانوفا سوراي: أحب اثنين.. السينما ولبنان

مشاهير ومتفرقات - Wednesday, June 23, 2021 6:07:00 PM

قبل الوقوع في حب لبنان، ما كان يهمّ المخرجة الروسية ماريا إيفانوفا سوى عائلتها والسينما. ولكن، بعد أن أصبح لبنان حبها الثالث وموطنها الثاني، شعرت إيفانوفا بالانتماء إلى لبنان، وقررت أن تصور فيلمها "لست لقيطًا" "Je ne suis pas un Lakit" فيه.

ولدت ماريا إيفانوفا سوراي في موسكو عام 1983، وتخرجت من كلية الصحافة في جامعة موسكو الحكومية، لكنها اتجهت بعد ذلك إلى الفن السابع، لتمارس بعد ستة عشر عامًا ثلاث مهنٍ: فأصبحت منتجة وكاتبة سيناريو ومخرجة. قامت ايفانوفا بتصوير أكثر من مئة فيلم وثائقي عُرضت على مختلف القنوات التلفزيونية. وفي عام 2014، تم اختيار فيلم روائي قصير من انتاجها، The Last One أو Sonuncu (إنتاج مشترك بين روسيا وأذربيجان)، للمشاركة في المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة في مهرجان كان السينمائي السابع والستين. شاركت ايفانوفا بعد ذلك في 87 مهرجانًا وحازت على 9 جوائز. في عام 2017، أطلقت فيلمًا وثائقيًا قصيرًا، "محمد"، وفيلمًا وثائقيًا طويلاً عن اللاجئين السوريين بعنوان "الفرار من الحرب". حاز هذا الفيلم على جائزة خاصة من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في روسيا وجائزة اختيار النقاد الرئيسية في مهرجان ستوكر السينمائي الدولي.

أُغرمَت الباحثة وعالمة الأنثروبولوجيا، ماريا إيفانوفا سوراي، بصخرة الروشة الأسطورية، ومنذ ذلك الحين، لم تتوقف عن السفر ذهابًا وإيابًا من وإلى لبنان، وعن صناعة الأفلام والأفلام الوثائقية كما والاستثمار في الثقافة اللبنانية.

في عام 2021، أنهت فيلمها الطويل الأول "الغضب" The Anger (إنتاج مشترك لبناني-ألماني). تلعب الممثلة منال عيسى الدور الرئيسي في هذا الفيلم. يدور موضوع The Anger حول علاقة غرامية "معقدة في لبنان" بين شابة لبنانية مسلمة ورجل فرنسي. تقول ايفانوفا: "شعرت بأن أوجه التشابه بين لبنان وموطني في هذا الموضوع كثيرة". كان هذا الفيلم أول إنجاز لها في لبنان.

كانت الكاتبة / المخرجة مأخوذة بعملها وحبها للبنان، لدرجة أنها على الرغم من انفجار المرفأ في 4 آب، بقيت في لبنان واستأنفت التصوير. "لا أجد الكلمات الكافية لكي أعبر عن هذا الشعور بالانتماء إلى بلاد الأرز وشعبها. بالنسبة لي، يتمتع اللبنانيون بشجاعة فائقة، ويبرع أكثرهم في مجال تخصصهم".

وقد أعربت عن ألمها بشأن جميع اللبنانيين الذين استسلموا لواقعهم المرير وشرعوا يتهيؤون للهجرة، مضيفةً: "لقد مررنا في روسيا بأوقات عصيبة مماثلة وتمكنّا من التغلب عليها". هذه رسالة مثابرة حقيقية ترسلها المخرجة إلى لبنان، لأنها مقتنعة بأن الثقافة وحدها قادرة على مساعدة الناس في التحلي بالأمل.

عادت ماريا إيفانوفا سوراي إلى ديارها بعد تصوير الجزء الوثائقي من فيلم Je ne suis pas un Lakit "لست لقيطًا" الذي يتناول وضع الأيتام في لبنان. وستعود مرة أخرى في تموز وآب لتصوير الجزء الثاني الذي يتضمن الجانب الخيالي من الفيلم. تشرح إيفانوفا قائلة: "تعتبر صناعة أفلام الخيال أسهل من صناعة الأفلام الوثائقية التي تفاجئك بأمور غير متوقَّعة. يخبئ لك هذا النوع من الأفلام مفاجأة كل يوم، ففي الأفلام الوثائقية، يُدوَّن السيناريو في أنسجة القلب وليس بين سطور الورق". وسيتم إطلاق فيلم Je ne suis pas un Lakit في العام المقبل، بينما يشق The Anger طريق النجاح على الصعيد الدولي وفي المهرجانات.

تعترف ماريا إيفانوفا سوراي بأن السينما "مسؤولية". "خلال الستة عشر عامًا التي عملت فيها في مجال الإنتاج، جهزت نفسي لمواجهة هذه اللحظات. لقد تعلمت كل شيء في أوقات التصوير في الميدان. في بيئة مشابهة، يجب عليك أن تكون واثقًا من أهدافك وتطلعاتك. لم أشعر أنني مستعدة لتأدية دور المخرجة والكاتبة حتى العام الماضي".

على صعيد آخر، أوضحت ايفانوفا: "أحب كتابة نصوصي بنفسي فأنا أضع فيها كل طاقتي. أميل للمواضيع الاجتماعية لأن السينما بالنسبة لي هي أداة لإحداث تغيير في المجتمع. إن صناعة الأفلام بالنسبة لي مهمة بقدر التنفس. ولا أستطيع التوقف عن التنفس لأنني سوف أموت حتمًا حينها".

المصدر: l'orient le jour

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني