هل تعود العقدة الميثاقية المسيحية لعرقلة التأليف بعد تكليف ميقاتي؟
هل تعود العقدة الميثاقية المسيحية لعرقلة التأليف بعد تكليف ميقاتي؟

أخبار البلد - Sunday, July 25, 2021 7:40:00 AM

صونيا رزق - الديار

بعد إشاعة اجواء من الايجابية خلال الاسبوع الماضي، بإمكانية تكليف الرئيس نجيب ميقاتي بمهمة توّلي الحكومة، عادت الاجواء السلبية لتسيطر من جديد، قبل موعد الاستشارات النيابية التي ستجري يوم غد الاثنين، مع إحتمال تأجيلها نظراً لعدم الاتفاق النهائي على الإسم، قبل بدء تلك الاستشارات كما تجري العادة في لبنان.

اذا الاجواء ضبابية ومتأرجحة، بعد ان كانت أسهم ميقاتي في لائحة بورصة المرشحين، وفي لبنان كل شيء وارد خصوصاً المفاجآت السياسية، وقد يُؤتى بإسم غير معروف في آخر ساعة، خاصة اذا حصل التأجيل، فيُطرح فجأة على غرار إسم السفير مصطفى اديب، الذي كُلّف ولم يستطع التأليف، بسبب ما شهده من عرقلة طوّقت مهمته الشاقة، ففضّل العودة الى السفارة اللبنانية في المانيا، ليتابع عمله الديبلوماسي، هارباً من العيش في جحيم السراي الحكومي، المطوّق بالخلافات السياسية.

الى ذلك ثمة من يؤكد بأنّ ميقاتي غير راض بعد على هذا التكليف، لانه سيفكر مئة مرة قبل إعطاء الجواب النهائي، فالمهمة تتطلب فدائياً يمتلك ضمانات مسبقة، كي لا يصطف الى جانب المعتذرين من رؤساء الحكومات السابقين، لانّ تجارب مَن سبقوه ليست سهلة، كما انّ كل مَن سيتولى هذه المهمة التي تتطلب جهوداً إستثنائية لا يملك عصا سحرية تقلب لبنان من الانهيار الى الانفراج، مع ما يتبع ذلك من «حرتقات» سياسية سيقوم به رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ابرزها خياره المتجه نحو السفير نواف سلام، الامر الذي يعرفه رئيس « التيار» سلفاً، بأنه لن يصل الى ذلك التكليف، ويعتبره كثيرون مجرّد مناورة، تمهيداً لتسوية مع الرئيس ميقاتي، تنتج حلاً للمعضلة الحكومية بحسب ما يريد باسيل، خصوصاً انّ ميقاتي لن ينال دعم كتلتي « لبنان القوي»و»الجمهورية القوية» أي التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، الامر الذي يعيدنا بالذاكرة الى شهر تشرين الاول الماضي، حين كُلّف الرئيس سعد الحريري، بتوّلي رئاسة الحكومة ب65 صوتاً، بغياب تأييد التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، ما جعل الميثاقية المسيحية غائبة ، لانّهما الحزبين الاكثر تمثيلاً على الساحة اللبنانية. وحينها خرج رئيس «التيار» من الاستشارات النيابية، ليُعلن من قصر بعبدا، بأنّ «هذا التكليف مشوب بضعف ونقص تمثيلي، من خلال هزالة الأرقام وغياب الدعم من المكوّنات المسيحية الكبرى، ومَن يحاول التغاضي عنه يحاول إعادتنا إلى الوصاية السورية وهذا لن يحصل». اما القوات اللبنانية فرشّحت حينها السفير نواف سلام.

في غضون ذلك، ستنقلب هذه الادوار يوم الاثنين بين «التيار والقوات»، فالاخيرة لن تسميّ احداً، فيما «التيار» سيدعم نواف سلام ليس محبّةً به، انما للإستعانة بإسمه ضمن إطار تكتيكي – سياسي- تحايلي، يصّب في خانة النكايات اولاً ضد الرئيس الحريري، وثانياً لتبيّيض صفحة باسيل السياسية امام المجتمع الدولي، وخصوصاً الاميركيّين وملف العقوبات ضده، على إعتبار انّ سلام مدعوم اميركياً، فيما تشير الادارة الاميركية الى انها لا تدعم احداً، انما تشدّد على الإسراع بتشكيل حكومة بأقرب وقت ممكن.

إنطلاقاً من هنا، يبدو انّ التيار الوطني الحر في أسوأ ايامه، فلا حليف يرّد عليه ويسير في مخططاته، كما لا يوجد في يديه اوراق لمواجهة الخصوم، ومع إنهيار اوراق «التيار» التي تتوالى يومياً، خصوصاً على الصعيد الشعبي، إضافة الى إستشعاره جديّاً هذه المرة بمرارة العزلة الدولية والعربية، فحتى حزب الله لم يعد قادراً على تقبّل « تذاكي» رئيس «التيار»، لذا وإنطلاقاً من كل هذا التراجع، ستعود النغمة التي يُطلقها باسيل صباحاً ومساءً بزخم اكبر، وهي إستعادة حقوق المسيحيين التي لم تعد تنطلي على احد، لانه لم يُحقق منها شيئاً على ارض الواقع، لذا لم يعد لديه سوى الإستعانة بغياب الميثاقية المسيحية، إعتباراً من لحظة تكليف ميقاتي، في حال لم تحصل مستجدات.

لذا ستكون المثاقية حرباً جديداً سيلجأ اليها باسيل، لوضع العصيّ في دواليب التأليف، مما يعني ان التكليف وارد، لكن التأليف سيُلاقي صعوبة كبرى، خصوصاً انّ ميقاتي غير مُستحب ايضاً على قلب رئيس الجمهورية ميشال عون.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني