هل ما يشهده العالم أكبر من مُجرّد فيروس؟
هل ما يشهده العالم أكبر من مُجرّد فيروس؟

خاص - Thursday, March 26, 2020 8:46:00 AM

كريم حسامي

من كان ليُصدّق يوماً أن يأسر فيروساً البشرية في منازلها؟ وان يُغيّر حياتنا بنحو غير مسبوق من كل نواحيها الى الأبد؟ وخصوصاً ان يتكامل مع الأزمات الاقتصادية العالمية ويخلق لدى الانسان شعورا لمواجهة تحدي البقاء.
بعد نحو شهرين من انتشار "كورونا" وإعلان الدول الحرب على الفيروس، حقّق ما لم تتمكن أيّ حالة من تحقيقه خلال العقدين الماضين. وأصبحت كل دول العالم متشابهة، عبر تطبيق الحجر الصحي للجميع، إقفال تام للبلدان، تقنين الغذاء، تكدّس الأسهم، تصفية محال البقالة، زيادة القيود على السحوبات المالية، فرض القانون العسكري عبر رؤية الدبابات والآليات العسكرية تجوب شوارع عدد من البلدان من أميركا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها، ما يُشكّل نوعا من الانقلاب العسكري العالمي.
ومثال على ذلك ما طلبه حاكم ولاية نيويورك أندريو كوومو، بتدخّل الجيش الأميركي للانتصار على الفيروس.
لذلك، يؤكّد مراقبون أن "أي بلد أو مدينة لم تكن محصّنة ضدّ الفيروس كسلاح بيولوجي وليست حالة طبيعية وسمحت الدول له بالانتشار عبر تأخير تطبيق الاجراءات"، مضيفين أن "الناس في حجر صحي داخل منازلهم لسبب ما والرُعب يُسيطر على الجميع، وبالتالي يجب أن يكونوا متسلحين عند الخروج من منازلهم، بالأقنعة والقفازات وأدوات التعقيم، فتراهم يجوبون الشوارع وهم يخشون اعتقالهم بسبب مرض يفتك بالبشر".
والحجر المنزلي يُغيّر العادات التي اصبحت تعتمد على الانترنت والعمل الفردي وبعيداً عن الآخرين تحت وصاية الإنترنت، أي الذكاء الاصطناعي، في كل المجالات، فهل هذا هدفنا كمجتمعات؟
ويتوقع المراقبون أن يكون هناك حظر على سحب النقود لأننا نتجه إلى "مجتمع غير نقدي" من خلال انهيار الأسواق المالية أكثر وهبوط الدولار بنحو مريع ودراماتيكي، فضلاً عن انهيار شركات الطيران والكازينوهات وغيرها.
في السياق، أفادت معلومات سرية عن استقالة عدد من مدراء شركات كبيرة حول العالم وبيع أسهم شركات أخرى قبل أسابيع من وقوع أكبر انهيار اقتصادي تاريخياً بسبب "كورونا". وأضافت ان "هدف التسبّب بأكبر انهيار اقتصادي هو لإعادة هيكلة الديون العالمية، وهذا ما يحصل".
وما يحصل أسوأ من الانهيار الاقتصادي عام 1929 لأنّه يشمل البقاء في المنازل وارتفاع معدلات البطالة بنحو صاروخي وغيرها، ما يؤدي الى تحقق الأمور التي تحدث عنها ترامب قائلاً إن "إغلاق البلاد سيؤدي الى عدد قتلى أكبر مما يُسبّبه الفيروس".
إلى ذلك، ستنقلنا هذه الأحداث إلى المرحلة التالية حيث يتم تركيز الدور المحلي للمجتمعات، أي الشعوب يجب أن تعمل بين بعضها لتخطي هذه الأزمة.
كل ما تقدّم يؤشّر إلى تحضير الأرضية لحدث عالمي كبير، فمتى يكون؟ وهل يتحمّل العالم مزيدا من التداعيات السلبية التي تُضاف على التداعيات الموجودة أصلاً بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية؟

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني