محمد علوش - الديار
قبل تكليفه بتشكيل الحكومة، التقى نجيب ميقاتي رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، وفي هذا اللقاء إشارة إيجابية لناحية تذليل العقبة الأولى بوجه الرئيس المكلف، فموافقة باسيل ضرورية لكي تولد الحكومة، وهذا ما يُدركه رئيس الحكومة المكلف جيداً.
أبدت مصادر مقربة من ميقاتي ارتياحها الى اللقاء مع باسيل، كما الى تصريحه بعد اللقاء أمس في المجلس النيابي، مشيرة الى أن باسيل كان واضحاً خلال اللقاء بأن التيار لا يريد المشاركة بالحكومة، ولكن هذا القرار لا يرتبط بإعطائها الثقة، وفي هذه النقطة تباين مع الموقف الذي كان قائماً مع الحريري يوم كان رئيساً مكلّفاً، إذ أن التيار الوطني الحر لم يكن يرغب بإعطاء حكومة الحريري الثقة بغض النظر عن الشكل والأسماء.
تكشف المصادر أن باسيل طرح شرطاً لدعم تشكيل الحكومة والرئيس المكلف، وهو احترام الشراكة الدستورية الكاملة مع رئيس الجمهورية، أما مسألة الثقة فهي تُحدد بحسب الأسماء المشاركة بالحكومة، مشيرة الى أن الرئيس المكلف كان مرتاحاً لبداية مسار التفاوض مع الكتل، ولكن هذا التفاوض لن يستمر طويلاً.
لا يريد ميقاتي من الكتل تسمية الوزراء بنفسها والتمسك باختيار الحقائب، ولكنه بنفس الوقت يعيش الواقعية السياسية، فهو يعلم أن الكتل هي من ستعطيه الثقة بالمجلس النيابي، لذلك سيتعامل معها على أساس أنها شريكة، عليها أن تتفهم المطلوب منه على المستوى الحكومي، وتُشير المصادر القريبة من الرئيس المكلف الى أن ميقاتي أبدى انفتاحه على كل الأمور، ولكنه يريد حكومة مختصين لا حكومة تكنوسياسية كما كان طرح سابقاً، لأن الظرف الزماني قد تغيّر.
أثار حديث ميقاتي عن الضمانات الدولية التي تلقاها الكثير من الأسئلة، أبرزها ما هي هذه الضمانات؟ إن الإجابة على هذا السؤال بسيطة، تقول مصادر نيابية في فريق 8 آذار، مشيرة الى أن الضمانات هي بعدم انهيار لبنان بشكل كامل، وهي ليست متعلقة بنهوض لبنان من كبوته، وبالتالي لا يجب إعطاء هذه المسألة أكثر من حجمها، كاشفة أن الضمانات قد تحمل كمية من الدولارات الى لبنان خلال فصل الخريف تُتيح تحسن الظروف، والحديث هنا عن أكثر من مليار دولار، بحسب المصادر.
ترى المصادر أنه لا يمكن تحميل هذه الحكومة إن ولدت ما لا تحتمل، فهي ستنمع الإنهيار وستتيح الاستمرار حتى موعد الإنتخابات النيابية المقبلة، لأن الجميع يعلم أن المجتمع الدولي يريد للضغط أن يستمر بغية استثماره في الإنتخابات، ولا يريد تعويم السلطة الحالية.
بدورها ترى المصادر المقربة من ميقاتي أن الاخير ليس ساحرا،ً وهو يعلم مدى صعوبة الخروج من النفق المظلم، وهو لن يقدم الوعود التي لن يتمكن من تحقيقها، مشيرة إلى أن ميقاتي لن يتحدث سوى عن الملفات التي تلقى وعوداً بالمساعدة فيها، ومنها الكهرباء على سبيل المثال، حيث أبدت الكويت استعدادها الكامل للمساعدة في هذا الملف.
وتشير المصادر الى أن مهمة ميقاتي محددة بأمرين: كبح الإنهيار والتواصل مع المؤسسات المالية الدولية وإجراء الإنتخابات، مشددة على أن الرئيس المكلف اتفق مع رئيس الجمهورية على ضرورة الخروج بتشكيلة حكومية متجانسة في فترة أسبوعين.