اليوم 5 أب 2021.. ما رجعت الحياة متل اي يوم عادي
اليوم 5 أب 2021.. ما رجعت الحياة متل اي يوم عادي

خاص - Thursday, August 5, 2021 6:21:00 PM

كتب الناشط السياسي، حسن سنّو النصّ التالي باللغة العامية، ننقله اليكم بحرفيّتة:

يمكن تأدي هي الرسالة لزعل بعض الاصحاب والناشطين السياسيين، بس آخر همي: لبنان بيستحق كل هيدا وأكتر!"

اليوم، 5 أب 2021، ما رجعت الحياة متل اي يوم عادي.

 

كان مبارح نقطة تحول بالصراع من أجل لبنان.

البعض بحاول تخفيف أهمية هالنهار، هني حرين يفكروا هيك، بس برأيي، هني إما انهزاميين أو آفاقن ضيقة أو بعدن عم يدافعوا عن حزب طائفي تقليدي.

مبارح كان جزء من سلسلة أحداث بتأدي للتغيير اللي عايزه البلد.

من عشر سنين، التحركات بالشوارع شككت بالقيادة السياسية للبلاد وبلشت تكشف عن فساد الطبقة الحاكمة. بالانتخابات النيابية بـ 2018 البعض منّا ضووا على "المافيا المتحدة" اللي عم تحكم لبنان من ثلاثين سنة رغم شدّ العصب. بثورة 17 تشرين عرفت الناس أنو فشل وفساد الطبقة السياسية حيدمر حياتن وحياة اولادن. 4 أب 2020 فضح للكل إجرام هيدي المافيا المتحدة.

لما زار ماكرون بيروت كم يوم بعد جريمة المرفأ، اجا ليعّوم ويعطي تعليمات للطرف الوحيد اللي بيعرفه منيح، المافيا المتحدة. كتار اتاخدوا بكلماته وكان عندن أمل يكون هو الحل اللي بحاجة إلو البلد. بس مع الوقت، صاروا الناس اوعى وفهموا أنو رئيس دولة بكون همه الاول والوحيد مصلحة بلده مش خدمة الغير. كان عارف انو التعامل مع عون وبري والحريري وجنبلاط وحزب الله هو اهم ضمانة لمصلحته، وسمعلنا بعض الشعر وخلانا نحلم برئيس قوي لنخفف الضغط على المافيا المتحدة.

خلافا للرأي العام: "المبادرة الفرنسية" ما فشلت لأنو الحريري ما عطى باسيل اللي كان بده يا متل العادة. فشلت لأنو المافيا المتحدة فهمت أنو اذا كمّلت بهل اتجاه، حتوصّل حالها للإنقراض.

. كلن بلا استثناء مجرمين او أمراء حرب (الكل! ما حدا يحاول يستبعد أي واحد منن). ما بيقدروا يعيشوا ببلد بلا فوضى. ما بدن ينهوا الحرب الأهلية وبيستعملوا كل الاساليب لتبقى مستمرة. كلن مليشيات: حزب الله اليوم بالمرتبة الاولى، بس اذا بيطلع بإيدن نفس الامكانيات أو الفرص، كانوا كلن تصرفوا بنفس الطريقة. (الفيديو اللي عم يتداول عن عناصر من القوات عم يضربوا شخص متل ما بيعمل قطيع من القطط البرية مش برهان؟)

بالنسبة لمبارح، 4 آب 2021: الشعب اللبناني الحر حكي كلمتو. اذا كان عندك أو اخترعت سبب حتى ما تنزل عالشارع، عراف انو مبارح ما ضل حزب (وزعيمه) كان الو منصب وزاري بآخر 15 سنة ما تعرض للهجوم بالشعارات من قبل الجماهير. إذا كنت بعدك عم تقرا وبعدك عم تتساءل عما إذا كان زعيمك نسبّ: بحب طمنك، نعم، نسّب وكتير!

مبارح، شفت رجال ونسوان من جميع مناحي الحياة ومنن لأول مرة: صغار وكبار بالعمر، اغنيا وطبقة وسطى (سابقًا) وفقرا، جايين من كل لبنان، من عكار لصور ومن الهرمل لمرجعيون، مؤمنين او ملتزمين من جميع الطوائف، ملحدين او لاأدريين. كان في كتير كمان لبنانيي مقيمين بالخارج بس حاضرين مبارح.

اللي اكيد انو هول العالم ما كلن كانو بيعرفوا شخصياً أي ضحية من إنفجار المرفأ: بس كانوا كلن هونيك ليتضامنوا مع أبناء وطنن ومع بلدن ولاجل مستقبله.

بكيت مرتين مبارح: اول مرة لما شفت صبية عمرها شي 20/25 سنة، واقفي لحالها وعم بتصور بموبايلا المشهد الساعة 6:07، وكانت عم ترجف ما قادره تسيطر على مشاعرها. المرة التانية، حوالي الساعة السابعة عشية بساحة الشهدا، كنت عم بلبس الماسك لاحمي حالي من المسيل للدموع، واجا سلم عليي شخص بعرفه، وهو رجال عمره شي 55 سنة كان طول عمره واقف مع حزب سياسي طائفي تقليدي، وقلي انو "اليوم انا هون ضد هيدا الحزب"!

بعض الناس السلبيين حيقولوا إنو هول اللي قلبوا كان عندن مصالح شخصية وخصروها ومن هيك تحولوا "لمعارضين" للأحزاب التقليدية: انا بشوفها بغير وجهة نظر – برأيي نحن كلنا عم نستوعب انو اذا كان النا دولة قادرة وعادلة بتحمينا اكتر من اي زعيم وبتستحق الواحد يحارب كرامتها.

برجع بعيد وبكرر، مبارح، توحّد "الشعب اللبناني الحر" ضد "المافيا المتحدة" من أجل مستقبل البلد، والإتحاد هي الطريقة الوحيدة اللي  بتسمحلنا نبني وطن يومًا ما.

 

طيب ليش لكن رجعنا اليوم لوضع "طبيعي" وما حافظنا على زخم لحظة مبارح؟

لأنو مبارح ما كانت لحظة. ما لازم تتحول الى لحظة. مبارح، وقفنا سوا لتكريم الموتى والمطالبة بالعدالة. لحد هلأ، العدالة بعيدة كتير ومن هيك، مبارح ما انتهى.

مبارح، كتير من الناس اللي كانو بعدن مؤمنين بـزعيمن، صار ما بدن ياه بالسلطة. هل كانت الاغلبية ممثلة مبارح؟ بالارجح لا. بس كان في أكتر بكتير من مؤيدي "المجتمع المدني" العاديين.

 

طيب – وبعدين؟

هلأ مش وقت لنصب الخيام بساحة الشهداء لأنو هيدا مش وقت الاحتجاج فقط. الناس بدها حلول – ومعن حق - تسمحلن يعيشوا بكرامة. قدموا كل الوقت والجهد بالشارع لتحقيق اللي تحقق بثورة 17 تشرين، واللي تحقق ما لازم حدا وما في حدا يخفف من اهميته.

الشخصيات والأحزاب السياسية الناشئة لازم تميّز حالها عن البيانات الخشبية للأحزاب السياسية التقليدية ولازم تستوعب أنو من اللي كانو مبارح هني جزء من الأغلبية الصامتة المهمة كتير. هول الناس ما بيتبعوا بشكل أعمى وعلينا نكون متحضرين منيح لما نحكي معن. بدن يشوفوا خطة واضحة ويحكموا عليها إذا كانت بتتحقق، وبعدين بدن يحاسبوا على اساسها.

 

نحن قدام 3 استحقاقات "سياسية"، المسؤولية علينا، بما فين أنا، لنعطي بديل سياسي لهالناس اللي حرروا حالن بالأشهر والسنوات الماضية:

1- الحكومة الجديدة: ما حيتغير شي مع اشخاص كانوا او بيدوروا بفلك نفس الطبقة السياسية اللي وصلتنا لهون. حتشكل هالطبقة السياسية حكومة لتحمي المافيا المتحدة، بس علينا نكون صريحين بمواقفنا لأنو هيك ببين كيف بندير البلاد إذا كنا بالسلطة يومًا ما.

2- الحصانات: هاي المعركة المصيرية لازم نخوضها للآخر بالرغم من طبيعتها المتناقضة (حدا بيرفع الحصانة عن حالو وهو مرتكب؟) لأنو حتكشف وتدمر هالطبقة ومن كون عم نبرهن التزامنا بالمحاسبة بالمستقبل.

3- الانتخابات النيابية: بدن يجربوا كل شيء لما تصير انتخابات واذا صارت، متل المرة الماضية، بدن يجربوا يغشوا أو حيضلوا يحاولوا يقنعوا الناس أنو "الانتخابات ما بتغير شي – لبنان هيك". من مسؤوليتنا نبني أحزاب / تحالفات لتكون بدائل عن الموجود واذا الاحزاب الجداد ما قدرت تحقق 20-30٪ من مقاعد البرلمان الجديد، بكون كل هيدا فلكلور.

 

اليوم، 5 أب 2021، ما رجعنا متل اي يوم عادي، لانو اليوم، صاروا بيعرفوا انو نحن منقدر".

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني