هل نلومه أم نبكي معه على حاله! ها هو بين الموت من الجوع أو من الوباء اختار الاحتمال الثاني!
هو سائق باص على خط بيروت طرابلس... هو رب عائلة أو معيل أهل هرموا من العمر واثقل كاهلهم الوضع في شبه بلد اسمه لبنان!
قالوا له توقف عن العمل، سنشفق عليك ونعطيك صندوق غذاء، ولا تزال السين مستقبلية، وعلى الرغم من الذل الذي تحمله في طياتها لم تصل بعد!
هل نلومه لأنه يخالف القانون ويعرض حياة الناس وحياته للخطر بسبب فيروس كورونا؟ هل نرجمه؟ هل نوقفه؟ طبعاً! ولكن ماذا نفعل بابنه الصغير الذي يشتهي كسرة رغيف خبز في المنزل؟
أخبرني، كيف تقنع الفقير أن الموت المحتم الذي تخبره عنه أصعب من وضعه السيء؟ كيف تقول له أترك عائلتك تجابه الجوع لأن الوباء فتاك أكثر!
ومن قال لكم أنه أكثر ضراوة؟ هل جربتم العيش بلا طعام لأنكم مجبرون على ذلك؟ هل مسحتم دموع طفل يرتجف من برد شتاء ولا نار لديه تدفؤه الا نار حرقة في قلبه؟ هل عشتم في كوخ يأكله الغبار لأن لا مال لديكم لشراء مواد تنظيف؟...
هل برأيكم من لا ماء لديه ليغسل يديه 20 ثانية عشرات المرات في اليوم سيخاف من كورونا؟!
لا ثم لا وألف لا!
بين العقل والقلب أوجه مختلفة ومنطق مختلف! سائق الباص هذا هو قنبلة موقوتة تهدد مجتمعاً بأسره من تفشي كورونا! نعم هذه القنبلة هي نفسها التي ان لم تنفجر مات أبناؤها من الجوع!
قولوا لي الآن هل لديكم حل؟ هل ستنتظروه كي يموت من الذل والفقر حتى تتكرموا عليه بصندوق اعاشة ربما لن يحصل عليه؟ هل ستذلوه بحقوقه وتناموا ممتلئي البطون؟
بصراحة وان كنت صاحبة القرار في ادانته أو عدمها... سأعلن الانسحاب!
وتصبحون على وطن!
|
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp)
اضغط هنا