فيما تخوض البلاد بكاملها حربها ضدّ وباء "كورونا"، وفيما يحاول كلّ مواطن حماية نفسه واهل بيته ومحيطه الصغير والكبير، وفينا تتخذ الدولة اللبنانية تدابير مدروسة في هذا الإطار ليس آخرها تمديد التعبئة العامة حتى 12 نيسان المقبل، يبدو أن البعض "يتشاطر" ويتخذ قرارات اعتباطية لا مبرّر لها صحيا أو حتى قانونا.

ففي خطوة لافتة، اتخذت قائمقام بشري قرارا باقفال جميع منافذ وطرقات بلدة برحليون منذ يوم الاثنين الماضي بالسواتر الترابية والمكعبات الاسمنتية، بعد ثبوت اصابة أحد ابناء المنطقة بفيروس كورونا، علما أن الشخص المعني موجود في مستشفى رفيق الحريري حيث يتلقى العناية اللازمة، وأهل بيته وجميع من احتكّ معهم اخضعوا انفسهم للعزل المنزلي وقاية.

واذ يتساءل أبناء القرية عن السبب وراء اتخاذ مثل هذا القرار، في حين أن في قضاء بشرّي اصابات أخرى ولم يتمّ اتخاذ اي قرار مشابه، رفع عدد منهم الصوت في حديث لموقع VDLnews، مؤكدا التزام ابناء القرية بالقرارات الحكومية والحجر المنزلي، والالتزام التام والكامل بتعليمات وزارة الصحة.

ولكن موضوع قطع الطرقات وعزل القرية، قد يعود بتداعيات سلبية على ابنائها اكثر منها ايجابية لناحية محاربة الفيروس. فلماذا تمّ اتخاذ مثل هذا القرار؟ وبأيّ هدف؟ هل في الخلفية حسابات سياسية؟ وهل التوقيت مناسب لتصفيتها؟

لا شكّ في أن قرارا من هذا النوع، إن جاء مذيّلا بأسباب واضحة ومحقّة، هو قرار مرحّب به، ولكن أن يأتي اعتباطيا، فذلك لا يمكن أن يكون مقبولا.