أعظم خطاب سياسي
أعظم خطاب سياسي

خاص - Sunday, September 12, 2021 8:27:00 AM

النقيب السابق لمحامي الشمال الوزير السابق رشيد درباس

بعيد انتهائي من كتابة مقالة الأحد، وُلدت الحكومة فاضطررت للتعديل مواكبة لهذا الحدث الذي انتظره اللبنانيون متلهفين كما حال العشاق الذين ينتفون أوراق الزهر وهم يرددون عبارة "بتحبّني.. ما بتحبني"
وبما أنه لا صلة لي أو معرفة بمعظم الوزراء الجدد، فليس لي سوى الانتظار والتمني، والتعلق بما وعد به الرئيس ميقاتي، والابتهاج بأصدقاء أعزاء جداً تم اختيارهم وهو من خيار الناس وتربطني بهم صلات طيبة وذكريات جميلة حيث كنت أتردد على جنيف لحضور مؤتمرات اللاجئين، وكانت سفيرتنا هناك نجلاء رياشي عسكر زهرة المجلس ورونق الدبلوماسية، وبنت الكرم والتكريم.
كما أن الأخ عباس حلبي المستحق بعد تأجيل طال هو نموذج المواطن المدني المثقف والقانوني المحترم والمفكر الرصين مثله كمثل القاضي محمد مرتضى الذي اعتبره وزيراً شمالياً منذ بدأ ممارسة عمله القضائي في طرابلس ثم ترك عطره مقيمًا في ليمونها، بل ما زال هو وعائلته من أهلها في الحلّ والتَّرحال، كلما أشارت البوصلة شمالاً أو ألح الشوق السعيد، وها هو يتبوّأ الثقافة كما تبوأها من قبله بجدارة الاستاذ والابن العزيز روني العريجي. أما وزير الداخلية والبلديات فنُعَوِّل عليه كلنا، لاسيما مدينته التي لا يحافظ عليها من هو مولج بذلك. ولوزير العدل أقول إنه يشغل الآن منصب ضمير الجمهورية، لذلك أدعو له أن يوفق بإعادة الحشمة والتحفظ والانتاج إلى الجسم القضائي، وأن يطلق ورشة لتحديث المرفق.
لم أرد لهذه المقالة أن تكون سياسية، ولكن الحدث فرض نفسه اخيراً بعد ما استهلك الرئيس ميقاتي ما يزيد عن الحد المقبول من الصبر ومن مطاط عجلات سيارته صعوداً وهبوطاً.
ولقد كنت أود أن أقرأ عليكم أبياتاً جديدة نظمتها في أثناء هذه الدوامة، وأن أتحدّث أيضاً عن سموّ الأميرة التي زارتني في فترة غيابي والتي قلّدها عرّابها الروائي الكبير رشيد الضعيف خاتماً مصوغاً من سحر قلمه وألبسها ثوباً قشيباً في كتاب خط لي فيه كلاماً، استضعفني برقّته... فتمنّيت لو كنت مثله... رشيداً ضعيفاً...
ولكنني وفي لحظات ما قبل التأليف اخترت أن أرجىء ذلك كلّه إلى مواعيد لاحقة، إجلالاً لأعظم خطاب سياسي سمعته منذ زمان طويل، بل قل لأجمل قصيدة كتبت، عنيت بذلك كلام السيدة أنجيلا ميركل، التي سلخت معظم عمرها تحت حكم إريش هونيكر في ألمانيا الشرقية، إلى أن تولت منصب المستشارية في المانيا الموحدة التي عززت إبان حكمها وجودها كدولة كبرى لها في النمو الاقتصادي والسياسة الخارجية وحقوق الإنسان المكانة التي استحقت إعجاب العالم أجمع.
إنها السيدة التي تعدّ بنفسها وجبات الطعام لها ولزوجها في منزلهما المتواضع الخالي من الخدم، والتي تصرّ على التمسك بزي عادي واحد، لأنها عندما سئلت عن سبب عدم اعتنائها بثيابها، أجابت أنا مستشارة ألمانيا ولست عارضة أزياء.
السيد انجيلا قررت التنحي طوعاً وهي في عز الصحة والسن الملائمة، فتخلّت عن رئاسة الحزب في مرحلة انتقالية، ثم استقالت من رئاسة الحكومة ولسان حالها خطاب بليغ أتمنى ان تستلهمه حكومتنا في بيانها الوزاري إذ قالت لمواطنيها، لقد خدمتكم بما يكفي، آن لي أن أعود إلى عائلتي فلدي أشغال منزلية كثيرة تنتظرني.. بعد هذا صفق لها الألمان خمس دقائق متوالية.
ليت أهل الحكم حدّدوا لنا مرة واحدة موعد ذهابهم إلى بيوتهم، لنصفّق لهم أضعاف ذلك.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني