مقابلة مع الدكتور جوزيف عازوري اختصاصي في الأمراض النسائية التوليد والعقم
مقابلة مع الدكتور جوزيف عازوري اختصاصي في الأمراض النسائية التوليد والعقم

لايف ستايل - Tuesday, September 21, 2021 3:31:00 PM

- إلى أي مدى لا يزال مجتمعنا بحاجة الى الوعي حول موضوع الخصوبة وأهميتها؟ وغالباً كيف تجدون عملية التفاعل حيال هذه القضية؟

يحتاج مجتمعنا كما جميع المجتمعات إلى التوعية لأن الخطر الكبير يكمن في عمر المرأة الذي يضعف الخصوبة، كما أصبح سنّ الزواج في أيامنا متأخراً قليلاً وهذا الأمر يؤدي إلى تأخر الحمل. لذلك حين تكون المرأة في عمر 35 سنة أو 38 سنة عليها أن تدرك رغم صغر سنّها بأنّ البويضات لديها بدأت تضعف من هنا ضرورة الانتباه، التحذير والتوعية بأن الخصوبة تتأثر بالعمر لدى الجميع.

لذلك إذا كانت المرأة غير متزوجة ووصلت إلى عمر معين نشجعها إلى اللجوء إلى تجميد البويضات خاصة بين عمر 32 و 38 سنة وعدم تخطّي مرحلة ال40 إذ يضعف المبيض في هذا العمر وتقلّ نسبة نجاح تجميد البويضات. التوعية هي العنصر الأساسي أما بالنسبة للمتزوجين فإذا مرّ على زواجهم عام ولم يحصل حمل بعد محاولات متكّررة للإنجاب ننصحهم باستشارة الطبيب للمتابعة وإجراء الفحوصات اللازمة سواء للمرأة أو الرجل. بعد سن 35 إذا لم يحصل حمل بعد ستة أشهر من علاقة طبيعية يجب أيضاً استشارة الطبيب والقيام بالفحوصات اللازمة لمعرفة الأسباب الكامنة وراء تأخر الحمل. التوعية ضرورية جداً ويجب الانتباه لعامل الوقت الذي يمرّ بسرعة.

 

- إلى أي مدى تأكدت فعالية IVF وهل يمكنك مشاركتنا ببعض الأرقام التي من شأنها التشجيع على هذه العملية؟

 

لنتمكن من الحديث عن نسبة نجاح IVF علينا أن نقارنها بنسبة الحمل الطبيعي عند كل عمر. تكون نسبة في عمر العشرين 20% في علاقة طبيعية في الشهر.

في عمر ال35 تنخفض هذه النسبة إلى 15% وبعد سن 38 تنخفض نسبة الحمل إلى 7% ضمن إطار العلاقة الطبيعية في الشهر. انطلاقنا من هذه الأرقام يمكّننا من مقارنة النسب مع الزرع لطفل الأنبوب فنحصل بالتالي على النسب والنتائج. في عمر العشرين ننتقل من 20% إذا كانت المرأة وزوجها يعانيان من ضعف في البويضات والسائل المنوي ولجأت إلى طفل الأنبوب، ترتفع النسبة من 20% إلى 70%. بعمر 35 التي تكون فيها نسبة الحمل الطبيعي 15% تصبح نسبة نجاح طفل الأنبوب 50 إلى 60%. في عمر 38 حيث تكون النسبة الطبيعية كما ذكرنا حوالي 7% ترتفع نسبة نجاح طفل الأنبوب إلى 40- 50%. لا نلجأ بعد عمر 38 لعملية التلقيح الاصطناعي (Insemination) لأن التلقيح بعد هذا العمر يعطي نسبة نجاح قريبة للعلاقة الطبيعية وهي 8% لذلك بعد هذا السنّ إذا لم يحصل حمل علينا اللجوء إلى المساعدة الطبية أي الزرع أي أطفال الأنابيب لأن النسبة ترتفع إلى 50%. بعد عمر 40 تتراوح نسبة نجاح أطفال الأنابيب بين 30 و40% أما بعد عمر 43 تنخفض النسبة للتراوح بين 20 و 25% وتقلّ نسبة النجاح أكثر مع العمر.

إذا ثابرت المرأة وخضعت لعدة دورات من أطفال الأنابيب وكان عمرها تحت 35 فنسبة نجاح الحمل تصل إلى 95%. تشير الإحصاءات أن 5% فقط من النساء اللواتي يثابرن لن ينجحن بالحمل.

 

- ما الأسباب الشائعة التي تصادفونا والمؤدية لمشكلة العقم؟ وهل العمر لا يزال حاجزاً؟

 

كما ذكرنا العامل الأهم عند المرأة هو العمر إذ بعد سن 35 تخفّ فرص نجاح الحمل. الذي نلاحظه بشكل أكبر زيادة نسبة العقم وتأخير الحمل جراء السائل المنوي الذي يضعف عند الرجال وهذا الأمر ناتج من تلوث الهواء وارتفاع نسب التدخين، لذلك إذا مرّ عام أو ستة أشهر بعد الزواج ولم يحصل حمل بعد محاولات متكررة على الأزواج عدم الانتظار كثيرا لذلك فالتركيز يجب ألا يكون على المرأة فقط بل يجري الرجل الفحوصات اللازمة للسائل المنوي فيكون من أوائل التحاليل التي يجب أن يخضع لها على هذا الصعيد.

 

- ما العناصر الكفيلة التي تسمح للمرأة ان تكون مرشحة لإجراء IVF؟

 

يجب على المرأة في الدرجة الأولى من بعد سنتين من علاقة طبيعية ومحاولات إنجاب في ظلّ فحوصات طبيعية خضعت لها مع زوجها أن تجري IVF إذ يكون هناك مشكلة غير مفسرة ولا يوجد في بعض الأحيان تناغم بين السائل المنوي والبويضة. العامل الثاني إذا كان هناك ربط للأنابيب أو أجرت عمليات في السابق فأصبح هناك التصاقات في البطن ترجحها أيضاً لإجرا IVF لأن الأنابيب لا تعمل بشكل فعال. نلاحظ أكثر واكثر وجود Endometrioses أي البطانة المهاجرة التي تشكّل سببا لتأخير الحمل وتزيد آلام الدورة الشهرية والبعض من النساء يخضعن لعمليات لاستئصال التكيسات فيضعف المبيض أكثر. نشهد زيادة لهذه الحالة وتجبرنا للتوجه إلى IVF بأسرع وقت لمعالجة هذه المشكلة. رابعاً نكرّر مجددا عامل التقدم في السنّ الذي يشكل أيضاَ مشكلة والتلوث عند الرجال الذي يضعف السائل المنوي. ما لا نأخذه اليوم بعين الاعتبار وكنا نعطيه سابقاً أهمية هو "الفاريز" عند الرجال كنا سابقا نتوجه إلى خيار العملية في حال وجوده حالياً لا نقوم بذلك إلا للحالات المتقدمة وإذا كان يعاني الرجل من آلام في الخصية أو تعاني من ضعف وتتقلص من حيث الحجم. اليوم إن وجد "الفاريز" نتوجه إلى IVF فالسبب الأول لإجرائه هو وجود أي مشكلة لدى الرجل أو ضعف السائل المنوي كون العلاجات الأخرى كالفيتامين لا تساعد.

 

- ما المشاكل والتحديات التي تواجهكم وتواجه الأزواج فتجعلهم يؤخرون حلمهم بالانجاب؟

 

يوجد حالياً سبب أساسي ذكرناه وهو غياب التوعية إذ يعتقد الأزواج أن لديهم الوقت الكافي للإنجاب والنقطة الثانية التي نواجهها اليوم هو الوضع الاقتصادي لأن عمليات طفل الأنبوب مكلفة. هناك الكثير من الأشخاص حاليا يمرون بظروف معيشية صعبة تجعلهم غير قادرين على القيام بعملية IVF وتسديد التكاليف فيصبح بالتالي التأخير والتأجيل عاملين مضرين.

 

- هل يمكنكم مشاركتنا بحالة كانت تعتبر مستحيلة وخضعت لـIVF وتمكنت من الانجاب؟

 

لا يوجد شيء مستحيل عند الله هناك امرأة نجحت بالحمل بعد 24 دورة من عملية زرع لطفل الأنبوب، تابعت العمليات في مركزنا وهنا برزت أهمية عملية المثابرة والإصرار. أحيي هذه المرأة التي حققت حلمها وأنجبت توأم وقالت لي حين أنجبت أنها نسيت ال24 عملية و لو كانت 100 ستجريها إذ نسيت كل عذاباتها حين رأت أطفالها. وهنا أشجع الأزواج ألا يفقدوا الأمل ويتابعوا المسيرة والعلاج استناداً إلى تطمينات الطبيب بوجود هذا الأمل.

 

- ما مخاطر الخضوع لهذه العملية؟ وهل من عوارض جانبية مستقبلية تعرض صحة المرأة والطفل؟

أكثر أمر كنا نواجهه في عملية طفل الأنبوب هو hyperstimulation كانت يحصل تخزين للماء ويزيد عدد البويضات مما يؤدي إلى إمكانية حصول تجلطات ومشاكل عند المرأة التي تخضع للعملية إذ يوجد تحفيز زائد للإباضة. كانت هناك حالات تتجاوب بسرعة ويحصل لديها تحفيز زائد للإباضة.

حاليا أصبح هناك علاجات وبروتوكولات بالعلاج أدت إلى عدم حصول هذه المشكلة بشكل مطلق لتصبح نسبة حصولها 0% ولم يعد هناك من تحفيز زائد للإباضة فلا داعي للخوف على هذا الصعيد. توفرت طرق بالعلاج لتحفيز الإباضة لتصبح طبيعية ولم يعد هناك خطر على حياة المرأة إذ تمت معالجة هذا الموضوع وأصبح من الممكن تجنبها باتباع طرق علاج معينة.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني