ميشال نجيم

كان راي تشارلز رائد موسيقى السول والعبقري الحقيقي الوحيد في مجال الفن برأي فرانك سيناترا، وأحد العشرة الخالدين حسب المجلة الموسيقية رولينغ ستون. هذا الموسيقي والمغني الاميركي الذي تصادف غداً الذكرى الواحدة والتسعون لولادته، استطاع رغم كونه ضريراً ان يكون نجماً بكل معنى الكلمة وان يستحق مكاناً مميزاً بين كبار القرن العشرين في الولايات المتحدة.

ولد راي تشارلز روبنسون في ٢٣ أيلول عام ١٩٣٠ في ولاية جورجيا في كنف عائلة تعيش في الفقر. بدأ يفقد بصره تدريجياً منذ سن الخامسة الى ان أصيب بالعمى الكامل عند بلوغه السابعة. التحق بمدرسة خاصة بأصحاب الاحتياجات الخاصة في فلوريدا وهناك برزت موهبته الموسيقية الفريدة. طفولته كانت صعبة اذ توفي والده وهو في سن العاشرة ثم والدته بعد خمس سنوات. عام ١٩٤٧ انتقل تشارلز الى سياتل حيث تعرف الى المنتج كوينسي جونز وعمل عازفاً للبيانو في الحانات ثم بدأ تسجيل الأغنيات. عام ١٩٥٢ وقّعت شركة اتلانتيك للإنتاج الموسيقي عقداً مع تشارلز لتحقق اعماله نجاحاً كبيراً منذ العام التالي واخذت تتوالى نجاحاته منذ ذلك الحين.

حاز راي تشارلز خلال مسيرته على ثلاث عشرة جائزة غرامي واستحق العديد من محطات التكريم تقديراً لعطاءاته الفنية. لكن حياته الشخصية في المقابل كانت صاخبة اذ تعددت مغامراته العاطفية كما اعتقل ثلاث مرات لإدمانه على المخدرات وهي الآفة التي لازمته نحو عشرين عاماً الى ان تمكن من الإقلاع عنها. ظهر راي تشارلز في عدد من الأفلام السينمائية لا سيما في السنوات الأخيرة التي سبقت وفاته في ١٠ حزيران عام ٢٠٠٤ جراء اصابته بسرطان الرئة.

بعد اربعة أشهر على رحيله، أُطلق في الصالات فيلم عن سيرة حياته حقق نجاحاً جماهيرياً كبيراً واستحق بطله جيمي فوكس الذي جسّد دور راي تشارلز جائزة اوسكار أفضل ممثل في العام التالي.