من الثورة واقفال المدارس، الازمة الاقتصادية و"النصف معاش" وصولا الى فيروس كورونا... وكأن العام الدراسي لم يكن ينقصه سوى وباء يفرض على الجميع الالتزام بمنازلهم، يعطّل المدارس والتعليم، يثير الرعب في صفوف تلاميذ الشهادات الرسمية وشهادتهم مجهولة المصير، ويثير تساؤلات كثيرة حول مصير العام الدراسي.
يوم الجمعة 28 شباط، اعلن وزير التربية طارق المجذوب تعليق الدوام في جميع المؤسّسات التعليميّة حتى نهاية 8 آذار، كإجراء احترازي من فيروس "كوفيد-19".
يوم الاحد 8 آذار، عاد وزير التربية واعلن عن تمديد إغلاق المؤسسات التعليمية حتى 15 مارس آذار، كإجراء وقائي للوقاية من فيروس "كورونا".
ثمّ اعلنت الحكومة التعبئة العامة في البلاد لمواجهة هذا الفيروس؛ وهكذا استمرّت الامور، واقفلت المدارس شهراً كاملاً.
وعلى الرغم من الخوف على مصير الطلاب، يبقى مصير كثيرين من المعلمين والموظفين مجهولاً ايضاً. إلاّ انّ الامر مختلف بين المدارس الرسمية والكاثوليكية. في الاولى يتلّقى المعلمون والموظفون اجرهم من الدولة، التي من واجبها حماية حقوقهم، خصوصاً في ظلّ انتشار هذا الوباء واضطرارهم الى ملازمة منازلهم.
امّا في الثانية اي في المدارس الكاثوليكية، فتعتبر اقساط الطلاب المورد الاساسي لدفع رواتب واجور المعلمين والموظفين. فماذا ستفعل هذه المدارس اليوم وكيف ستدفع للموظفين والاساتذة في ظلّ الوضع الاقتصادي المتردي وتقاعص الاهالي عن دفع الاقساط.
لمتابعة الموضوع، تواصل موقعVDLnews مع الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الاب بطرس عازار الذي اكّد ان الرواتب ستدفع للموظفين والمعلمين "بالمتوفر".
عازار كشف انّ المدارس الكاثوليكية دفعت في الفصل الاوّل من السنة الاجور كاملة لحوالي 80 بالمئة من العاملين، امّا الـ20 بالمئة الباقية فدُفعت نسبة 50 بالمئة او 70 بالمئة من رواتبهم، بحسب الامكانات المتوفرة لدى كلّ مدرسة، مشيراً إلى انّ 36 بالمئة من الاقساط المدرسية دفعت، في هذا الفصل.
امّا اليوم مع ازدياد صعوبة الوضع الاقتصادي، ومع توّقف عمل الكثيرين من جراء انتشار فيروس كورونا، فيمكن القول انّ الاقساط لم تُدفع.
"حقكم محفوظ"، طمأن الاب عازار المعلمين والموظفين في المدارس، متحدثاً عن بيان الامانة العامة للمدارس الكاثوليكية الذي اكّد على ضرورة دفع الاجور. وقال: "نحن مدعوون للتضامن في هذا الوقت العسير"، داعياً من يستطيع من الاهالي، والقادر على تسديد قسم من الاقساط، ومتفهمّاً من يواجه صعوبة بهذا الوضع. وبأسف تحدّث عن "من يحاول قتل التعليم في لبنان"، ومن لا يدفع ويدعو الجميع لعدم الدفع حتى ولو كان قادراً.
وعن الدفع "بالمتوفر"، او بالامكانات المتوفرة لكل مدرسة في ظلّ شحّ الموارد، اعلن الاب عازار انّ المدارس لن تدفع اقلّ من 50 بالمئة من الاجور إلاّ انّ المبلغ المحدد يكون وفق المتوفر في المدرسة وبعد تفاهم بين الادارة والموظفين والمعلمين، مؤكداً على مراعاة الاوضاع الخاصة.
تعميم مصرف لبنان
"بارقة امل"! هكذا علّق الاب بطرس عازار على تعميم مصرف لبنان لمساعدة المؤسسات والشركات على دفع اجور الموظفين في الاشهر الثلاثة الجارية، في ظّل التعبئة العامة واقفال المؤسسات لمنع تفشي فيروس كورونا بشكل اوسع في لبنان.
وبانتظار آلية واضحة لتطبيق هذا التعميم من جمعية المصارف، يرى عازار انّه وحتى الساعة "دين متراكم" على المدارس، لذلك فالتردد هو سيد الموقف، ولا يزال هذا الموضوع معلّقاً، آملاً انّ تكون الآلية واضحة ومساعدة للمدارس والجميع لتخطّي هذا الوضع الصعب.
في حلقة فارغة تدور الاقساط والمعاشات. هي ليست خطيئة احد، انمّا الوضع صعب على الجميع. فلا الطلاب في المدارس تتعلّم، لا الاهالي يستطيعون تسديد الاقساط، ولا المدارس قادرة على تسديد اجور الموظفين والاساتذة وحدها بدون الاقساط والواردات. نعم، هي مصيبة على الجميع، فما الحلّ؟