وسائل التواصل والفرص الواسعة
وسائل التواصل والفرص الواسعة

خاص - Sunday, September 26, 2021 10:20:00 AM

النقيب السابق لمحامي الشمال، الوزير السابق رشيد درباس

فرضت وسائل التواصل الاجتماعي نفسها على مزاجي، وقد كنت رافضاً لها بالمطلق.. فبات عليّ الإقرار الآن بأنها فرص واسعة جداً لإبراز المواهب خاصة في التمثيل وخفة الظل والكاريكاتور اللفظي، والابتكار، رغم ما يعتور هذا من افتراء أو تزوير باستعمال الفوتوشوب.
وإذا كان لباحث أن يُقَوِّمَ إنجازات العهد وتياره فما له إلا العودة لتلك الوسائل حيث سيحصل بالصوت والصورة والتمثيل على وثائق تحيّر الأفكار وتبهر الأبصار.
أنا لا أنكر شدة إعجابي ببيار حشاش من غير معرفة شخصية، إذ يتمتع بموهبة خارقة تذكرني بباسم يوسف، وأنا شخصياً أعدّه أهم كوميديانتي في لبنان، ولقد اطّلع اللبنانيون من خلاله ومن سواه بعيد تشكيل الحكومة، على عينات من مواهب بعض الوزراء الذين ما زالوا يحنّون لصفوف الحضانة بإعادة انتاج قصص الحيوانات بما حدا ببعضهم أن يطلق عليها حكومة كليلة ودمنة، فهل نجيب هو بيدبا الفيلسوف الذي استطاع ببراعة أن يستخلص التوقيع من قلم دبشليم الملك رغم جفاف حبره؟!
ولقد التمست العذر لوزير الشؤون الذي فُتِك به أي فتك، فقد أشاد بعض أصدقائي من موظفي الوزارة بما يتمتع به من دماثة وطيبة، ولكنني أَلْفِتُه، وأَلْفِت وزير العمل، انّ مشكل لبنان أعقد من أن تعالج بحلول بسيطة على طريقة أخوت شاناي؛ وبكل الأحوال، فإن الحلول البسيطة تحتاج إلى عقول جبّارة، من هنا فإنني لا أوافقه على الدعوة إلى اعتماد التبادل بدل التداول النقدي كما فعل أحد نواب تياره سابقاً لاعتماد القنديل بدل الكهرباء، فالقناديل إن تضىء الأغاني والعواطف، فأنها لا تدير المصانع، وهي مقصرة طبعاً عن تبيان الإنجازات التي وعدنا بها، كما أن نورها يخبو تماماً إذا تأججت نار جهنم..
ولنعد إلى التبادل والمقايضة الذي إذا اعتمدته حكومة "معاً للإنقاذ" تحوّل الشعب كلّه إلى المعارضة، لإن العملات من مبتكرات العصور الوسطى فما باله يردّنا إلى ما قبلها، وكيف يسوّغ له أن يطلب من مزراع أن يحمل على ظهره أردباً من الشعير، ليحصل على جرام من العسل المغشوش؟
أيها الوزراء الأعزاء، رفقاً بأنفكسم، ولكم في زملاء لكم أسوة، لم يفقدوا التوازن والتواضع، أطلّوا علينا بدرجة من الحصافة والرصانة، منهم وزير البيئة الذي أعدّوا له كميناً تلفزيونياً يوم الخميس فخرج منه كالشعرة من العجين.
وعلى ذكر الخميس "وصار الوقت" فلقد حزنت جداً للحوار الذي دار بين مسؤولي الإعلام في كل من "المستقبل" وموقع "أساس" و"بيروت أنترناسيونال"، ولي تعقيب على هذا مفاده، أنني منذ أن اعتذر الرئيس سعد الحريري واعلن ذلك في مقابلته المشؤومة عقّبت على ذلك في ناقوس الأحد بطريقة وصفها لي أعقل مستشاريه وأنورهم، باسم السبع، بأنه لم يجد محبة صافية ومخلصة وموجعة في آن كمثل ذلك، ولكن الرئيس الحريري كان له رأي آخر، لأنه وبحسب واحد من مقرّبيه لم يسمعني بأذنيه بل بآذان سواه، فما اتصل بي ولا عاتبني كما فعل الرئيس ميقاتي، وهو ما زال على موقفه، ولكنني لا ألومه، كما لا ألوم نفسي إن جهرت للملأ بما كنت أحدثه به مباشرة، فالشأن العام ملك الرأي العام.
ولكنني وجدتها فرصة للقول بأن الحملة على سعد لا تستهدف أخطاءه بل الدور الذي ورثه منذ استشهاد أبيه، حتى إذا خلت الساحة السياسية منه، تفرّق جمهوره بين الدوقيات والكونتوارات، وظهر بديلاً عنه من كَنَزَ الورقيات، متوهّماً أنه بورقه الشحيح يستطيع أن يستوعب آمال مئات آلاف الناس، يبقى عتب على زميلي السابق نهاد المشنوق إذ سمح لمدير تحرير أساس أن يفخر ويقول: "إن الذي جاء بسعد، يستطيع أن يأتي بغيره"، في أشارة واضحة للمملكة السعودية، وفي هذا إساءة للبنان ولجمهور رفيق الحريري وللمملكة رغم ما يشف القول عن بشرى يزفها إلينا السيد محمد بركات بقرب عودة مؤسس "أساس" بِطَلَّةٍ جديدة وأبَّهةٍ عتيدة.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني