بين ارتفاع اسعار النفط العالمية وأزمة الغاز المستجدة... هل ترتفع أكثر اسعار المحروقات في لبنان؟
بين ارتفاع اسعار النفط العالمية وأزمة الغاز المستجدة... هل ترتفع أكثر اسعار المحروقات في لبنان؟

خاص - Friday, October 8, 2021 3:29:00 PM

تشهد القارة الاوروبية أزمة غاز حادة، أدّت الى ارتفاع قياسي بالاسعار، اذ تجاوز سعر الغاز المسال في اوروبا الاثنين الفائت، الـ1200 دولار لكل ألف متر مكعب وهو يعد أعلى مستوى في التاريخ.

وقد ارتفعت الاسعار 300 دولار اميركي في غضون ساعة واحدة. ودفعت هذه الازمة حكومات الدول الاوروبية الى الاستنفار حيث عمدت الى اتخاذ تدابير لمواجهة الازمة ودعم المواطن الاوروبي حتى لا يتحمّل اوزار الازمة بمفرده.

وعزا بعض الخبراء سبب ارتفاع الطلب على الغاز المسال الى عوامل عدة ومنها ارتفاع الطلب عالميا مع خروج العالم من وطأة كورونا، وانخفاض كميات الغاز المنقول عبر الانابيب من روسيا، وتصدير كميات اقل من دول النرويج وترينيداد ونيجيريا وغيرها.

كذلك، حذت اسعار النفط العالمية حذو اسعار الغاز المسال، حيث شهدت منحى تصاعدياً وقفز سعر برميل خام برنت فوق الـ80 دولارا، في ارتفاع غير مسبوق منذ نحو ثلاث سنوات.

ويترافق هذا الارتفاع مع توقعات بان تشهد الاسعار مزيداً من الارتفاع في الربع الرابع من العام الحالي، اذا توقع بنك "غولدمان ساكس" ن يصل سعر مزيج برنت بحلول نهاية العام إلى 90 دولارا للبرميل بسبب تعافي الطلب على الوقود بمعدل أسرع من المتوقع من تداعيات انتشار متحور دلتا من فيروس كورونا وآثار إعصار آيدا (Ida على الإمدادات العالمية).

فأمام هذا الارتفاع والطلب على الغاز والنفط، هل من تأثير على اسعار المحروقات محلياً؟

 

يشير البروفسور جاسم عجاقة في حديث لـvdlnews، الى ان "ارتفاع اسعار النفط العالمية هو نتيجة طبيعية لارتفاع الطلب عليه مع التحسن الذي يشهده الاقتصاد العالمي الناجم عن تراجع حدة جائحة كورونا وانعكاساتها على العالم".

وعن امكانية ارتفاع اسعار النفط تزامنا مع ازمة الغاز وارتفاع سعره عالميا، يقول عجاقة: "لا شك ان ازمة الغاز المستجدة سيكون لها انعكاسات بشكل او بآخر على النفط ونسبة الطلب عليه وسعره، الا ان ليس هناك من ترابط "ميكانيكي" بينهما وبالتالي التأثير سيكون بشكل غير مباشر وليس بشكل مباشر"، فيوضح: "للغاز اهمية كبرى في قارة اوروبا، فهو يصل مباشرة الى المنازل ويُعتمد عليه بشكل رئيسي للتدفئة والاستعمال المنزلي، وبالتالي لا يمكن للنفط ان يحّل محّله كما هو حاصل في لبنان او بلدان اخرى".

وبالنسبة لاسعار النفط في لبنان ومدى تأثرها بالاسعار العالمية، يشرح عجاقة: هناك ثلاثة عوامل اساسية تحدد اسعار النفط في لبنان: الاسعار العالمية، سعر صرف دولار السوق السوداء وجعالة التجار، مشيرا الى ان "العاملين الاساسيين هما سعر صرف دولار السوق السوداء المتقلب وغير القانوني وجعالة التجار التي لا يمكن اغفالها وباتت عاملا مهماً في تحديد الاسعار".

ويضيف عجاقة: "ان موضوع المحروقات يعتبر بمثابة التحدي الاكبر لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي ويمكن ان يشكل ورطة كبيرة، معتبراً ان المعضلة الاساس هي كيفية تأمين الدولارات الكافية للاستمرار بشراء المحروقات من جهة وتحديد سعر الصرف الذي سيعتمد لشرائها من جهة اخرى".

اذا، في حال استمر ارتفاع اسعار النفط عالمياً بالتوازي مع استعادة سعر صرف دولار السوق السوداء منحاه التصاعدي، هل نشهد ارتفاعات جنونية اضافية في اسعار المحروقات تولّد ازمات جديدة يصعب السيطرة عليها وتثقل كاهل القطاعات والمواطن في آنٍ واحد؟

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني