منذ ساعات الصباح، بدأت التحركات أمام قصر العدل التي دعا اليها الثنائي الشيعي للمطالبة بتنحية المحقق العدلي طارق البيطار عن قضية تفجير المرفأ.
تزامنا، قام المحتجون برشق القوى الامنية والمنازل بالحجارة وسمع اطلاق نار كثيف في منطقة الطيونة وقد انتشر فيديو يظهر لحظة إطلاق النارمن قبل عدد من القناصين والمسلحين، حيث اختبأوا خلف مستوعبات النفايات.
وقد انتشرت ملالات للجيش اللبناني في منطقة الطيونة، كما سجّل انتشارا أمنيا كثيفا للجيش داخل حرم قصر العدل، وبدأ تسيير دوريات كما باشر البحث عن مطلقي النار لتوقيفهم، كما وطلب الجيش من المدنيين اخلاء الشوارع وأنه سيقوم باطلاق النار باتجاه اي مسلح يتواجد على الطرقات!
وهرت سيارات الاسعاف الى المنطقة لنقل الجرحى في المحلة، وقد افاد مندوب "الوكالة الوطنية للاعلام" ان حالا من التوتر البالغ يسود الشارع العريض في عين الرمانة، وسط اطلاق رشقات نارية متقطعة وقذائف B7 وتحطم العديد من زجاج نوافذ المنازل في المنطقة نتيجة اطلاق الرصاص .
وبحسب المعلومات المتداولة فقد سقط سقوط أربعة قتلى بينهم امرأة أُصيبت داخل منزلها حتى الساعة.
كما وأعلنت وزارة الصحة أن على جميع المستشفيات الحكومية والخاصة استقبال الجرحى ومعالجتهم على نفقة الوزارة.
تزامنا مع اطلاق النار، انتشر الذعر بين الأطفال والطلاب في المدارس في التحويطة والطيونة وفرن الشباك، ما دفع بهم للاختباء تحت المقاعد للاحتماء مما يحصل في الخارج.
واعلن أهالي ضحايا انفجار الرابع من آب يعلنون تأجيل مؤتمرهم الصحافي الى الغد بعد التطورات الامنية والتوتر الحاصل في منطقة الطيونة.
وفي المشهد السياسي، فقد دعا رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الجميع الى الهدوء وعدم الانجرار وراء الفتنة لأي سبب كان، وهو تابع مع قائد الجيش العماد جوزيف عون الاجراءات التي يتخذها الجيش لضبط الوضع في منطقة الطيونة- العدلية وتوقيف المتسببين بالاعتداء الذي ادى الى وقوع اصابات ،كما تواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري للغاية ذاتها.
ومن جهة أخرى، اجرى رئيس الجمهورية ميشال عون اتصالات مع الرئيس ميقاتي ووزيري الدفاع والداخلية وقائد الجيش وتابع معهم تطورات الوضع الأمني وذلك لمعالجة الوضع تمهيداً لاجراء المقتضى وإعادة الهدوء الى المنطقة.
وسيعقد وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام مولوي اجتماعا استثنائيا لمجلس الامن الداخلي المركزي.
هذا وقد صدر بيان عن حركة أمل وحزب الله حول الاعتداء على التظاهرة في منطقة الطيونة: "في تمام الساعة 10:45، وعلى أثر توجه المشاركين في التجمع السلمي أمام قصر العدل استنكاراً لتسييس التحقيق في قضية المرفأ، وعند وصولهم إلى منطقة الطيونة تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قبل قناصين متواجدين على أسطح البنايات المقابلة وتبعه إطلاق نار مكثف أدى إلى وقوع شهداء وإصابات خطيرة حيث أن إطلاق النار كان موجهاً على الرؤوس .
إن هذا الاعتداء من قبل مجموعات مسلحة ومنظمة يهدف إلى جر البلد لفتنة مقصودة يتحمل مسؤوليتها المحرضون والجهات التي تتلطى خلف دماء ضحايا وشهداء المرفأ من أجل تحقيق مكاسب سياسية مغرضة.
إن حركة أمل وحزب الله يدعون الجيش اللبناني لتحمل المسؤولية والتدخل السريع لايقاف هؤلاء المجرمين كما يدعون جميع الأنصار والمحازبين إلى الهدوء وعدم الانجرار إلى الفتنة الخبيثة."
ونجدر الاشارة الى أن احتجاجا على الاحداث القائمة، أعلنت الوكالة الوطنية اقفال الطريق عند جسر جلالا شتورا بالاتجاهين احتجاجا على احداث بيروت، كذلك أعلنت قطع طريق الكولا تحت الجسر بالاتجاهين. الى ذلك، أفادت غرفة التحكم المروري عن قطع السير على طريق عام تعلبايا.