هل ينهار النظام الاقتصادي العالمي وملحقاته؟
هل ينهار النظام الاقتصادي العالمي وملحقاته؟

خاص - Wednesday, October 27, 2021 7:00:00 AM

كريم حسامي

نعيش أياماً استثنائية وغير عادية ستمتد بين خمسة الى عشرة سنوات، فكما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، دخل العالم في عهد جديد تُحدّد خلاله مبادئ جديدة للانسان ليعيش عبرها، ومسار الأحداث السياسية والاقتصادية والنقدية والاجتماعية ليست محلية فقط، أي محصورة في لبنان بل تتعداها لتشمل العالم أجمع.

يجب على المرء النظر دائماً إلى الصورة الكبيرة، أي الأوضاع الاقليمية والدولية، لمعرفة ما يحصل ومآل الامور، فهذه قاعدة ثابتة في العلوم السياسية والعلاقات العامة.

حالة التضخم التي شهدناها في لبنان وصلت إلى أوروبا والولايات المتحدة، أما التضخّم المفرط (Hyperinflation) التي يشهدها البلد منذ سنة تقريباً، فأصبحت على أعتاب القارتين حيث ألمح رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول الجمعة الماضي، بأن ضغوط التضخم "من المرجح أن تتواصل لفترة أطول مما كان متوقعا في السابق"، مشيرا إلى أنها قد تستمر "العام المقبل".

وأضاف أنه يتوقع أن يبدأ بنك الاحتياطي الفيدرالي قريبا في التراجع عن الإجراءات غير العادية التي قدمها لمساعدة الاقتصاد، ويقول منتقدوها إنها أدت إلى زيادة التضخم.

هذا الكلام إن دلّ على شيء، فأن التضخم سيتحول الى تضخم مفرط في بلاد "العم السام"، وهذا ما أكّد عليه مؤسس "نويتر" جاك دورسي حين علق على مشكلة ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة والعالم، مؤكدا ان "هذه الازمة ستغيّر كل شيء"، وشدد على ان "التضخم المفرط سيغير كل شيء. انه يحدث الآن".

وتأتي التغريدة تزامنا مع ارتفاع معدل التضخم في أسعار المستهلك لأعلى مستوى له في 30 عاما في الولايات المتحدة، الأمر الذي يزيد القلق من أن المشكلة قد تكون أسوأ مما توقعه الخبراء.

أزمة طاقة عالمية

توازيا، ارتفعت أسعار المحروقات بشكل كبير، ما أدّى إلى هروب وتهافت عدد كبير من السائقين الألمان الى التشيك لشراء المحروقات ذو السعر المنخفض، فتشكلت الطوابير الطويلة على المحطات، في وقت لا يتمكن عدد كبير من الاوروبيين من شراء الغاز المنزلي للطهو والأخطر هو القلق من فصل الشتاء الذي يجلب معه البرد القارس في القارة العجوز في ظل عدم  قدرة المواطنين على تأمين الغاز للتدفئة بغض النظر عن الأسباب السياسية أو الجيو سياسية مع روسيا التي تقف خلف هذه الأزمة.

والدليل الساطع ما قاله رئيس الوزراء البولندي، ماتيوز مورافيكي، بأن أوروبا على شفا أزمة غاز وطاقة كبيرة، يمكنها أن تتحول في غضون أسابيع قليلة إلى صدمة. واضاف ان "الارتفاع السريع في الأسعار، الناجم بشكل خاص عن الإجراءات المعتمدة للشركات الروسية، يضع العديد من الشركات في أوروبا بالفعل أمام خيار تقييد الإنتاج أو نقل زيادة الأسعار إلى المستهلكين".

وأشار إلى "أن الأزمة قد تهز أوروبا في الأسابيع المقبلة، حيث يمكن للعديد من الشركات أن تفلس، أما الملايين من الأسر فستغرق في براثن الفقر بسبب الارتفاع غير المنضبط في أسعار الوقود في جميع أنحاء أوروبا".

وتتعرض أسواق الغاز في أوروبا حاليا لضغوطات في ظل تراجع المخزونات وارتفاع الطلب، ما أدى إلى قفزة في أسعار الوقود الأزرق.

وانتقلت أزمة المحروقات الى اميركا، وفق ما يمكن رصده من تغريدات الاميركيين، بعضهم يقول ان "كاليفورنيا مسؤولة عن ثلث مطالبات البطالة وأسعار الغاز تصل إلى 7.59  دولار للغالون. الحكومة معطلة"، فيما آخر يعبر عن دهشته من اسعار المحروقات: "مع أسعار الغاز هذه ، فإن تكلفة الرحلات المنفردة الليلية تكلف نفس تكلفة العلاج النفسي".

وتؤكد أخرى باسم جيسي ان "الدافع الذي أحتاجه لبدء الجري مرة أخرى هو أسعار المحروقات".

غواصة أميركية والتهديد العسكري ضد إيران

في السياق، تزداد التوترات العسكرية في اوروبا حيث نقلت واشنطن طائرات عسكرية إلى اقرب مطار قرب روسيا وتم حشد عسكري في أوكرانيا وقرب الحدود البيلاروسية مع بولندا أيضاً، اضافة الى وقوع حادث غريب في المحيط الصيني حيث اصطدمت غواصة اميركية بجسم غريب لم تكشف الادارتين الاميركية والصينية طبيعته ولن تكشفه، وهذا الاصطدام أدى الى تضرر الغواصة بشكل كبير وجرح عدد من الجنود. وعادة، تبدأ الحروب عبر وقوع مثل هذه الحوادث الغامضة.

أما في الشرق الاوسط، فتزيد التوترات الامنية حيث رُفضت نتائج الانتخابات العراقية وهذا السيناريو سيتكرر في لبنان في حال حصلت الانتخابات في وقت أن الاجواء لا توحي بامكانية اجرائها. تزامنا مع تحضير اسرائيل للمواجهة العسكرية مع ايران عبر تخصيص موازنة كاملة لها الى جانب زيادة الاستيطان الاسرائيلي في مناطق في الضفة الغربية للمرة الاولى منذ 30 عاماً على رغم رفض ادارة بايدن.

في غضون ذلك، أقلعت طائرة اماراتية من الرياض وهبطت في مطار بن غوريون، حسب ما نقلت الصحف الاسرائيلية من دون اعطاء اي تفاصيل اضافية، ما يشكل تطبيع غير رسمي، في وقت استقبل مواطن سعودي حاخاماً اسرائيلياً ورقص معه في الاسواق من دون اي تعليق رسمي حتى الان

ومن المفترض على البشرية ان تعيش سنوات صعبة سيتمخض منها عالم أفضل بدأت بوادره بالاتضاح في الشرق الاوسط كالمبادرة السعودية للشرق الاوسط الاخضر مع مدينة نيوم المتقدمة تكنولوجيا وربط البلدان بالطاقة النظيفة عبر اسرائيل.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني