عودة سوريا الى الجامعة العربية باتت قاب قوسين او ادنى وخارطة النفوذ تتبدل... ماذا عن لبنان؟
عودة سوريا الى الجامعة العربية باتت قاب قوسين او ادنى وخارطة النفوذ تتبدل... ماذا عن لبنان؟

خاص - Wednesday, November 10, 2021 4:28:00 PM

في زيارة غير معلنة، حطّت طائرة الوفد الاماراتي برئاسة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان في مطار دمشق يوم امس للقاء الرئيس السوري بشار الاسد. هي زيارة ذات دلالات بارزة جاءت بعد اتصال هاتفي اجراه الرئيس السوري مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الشهر الفائت. فما الهدف من الزيارة وما دلالاتها؟ وما مصير العلاقات السورية - الاماراتية والسورية - العربية؟ وهل تكون هذه الزيارة مقدمة لعودة سوريا الى الحضن العربي وخروجها من الحضن الايراني تدريجيا؟

المحلل السياسي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط والخليج العربي نضال السبع، رأى في حديث لموقع  vdlnews، ان "زيارة بن زايد الى سوريا تأتي في سياق القواسم المشتركة التي تجمع سوريا والامارات العربية المتحدة"، شارحا انه "من المعلوم ان الامارات تخوض حرباً اعلامية وامنية مع تنظيم الاخوان المسلمين والى جانبها مصر والسعودية وليبيا، من هنا حصل تقارب أمني سنة 2018 بين سوريا والامارات، تكلل بزيارات امنية بين الطرفين، وتطورت لاحقاً القناة الامنية لينتج عنها افتتاح السفارة الاماراتية في دمشق".

واشار السبع الى ان "الاماراتيين معنيين بعدد من البرامج في سوريا الذين يتفقون بها مع الجانب الروسي، ومنها مكافحة تنظيم الاخوان المسلمين، ومكافحة الارهاب على الاراضي السورية، بالاضافة الى تعزيز فرص السلام وايجاد حلّ سياسي للازمة السورية، ناهيك عن الناحية الاقتصادية، المتمثلة باهتمام اماراتي ببعض المشاريع الاستثمارية وبشكل خاص في مرفأ اللاذقية".

كما اعتبر ان "مرحلة اسقاط النظام السوري طويت في ظل المعلومات التي أفادت بأن وزير خارجية الامارات نقل الى الرئيس الاسد دعوة لزيارة ابو ظبي، وتبلغ بن زايد من الرئيس السوري بأن سوريا ستشارك في مؤتمر القمة العربية القادم في الجزائر".

وعقّب السبع على الزيارة التي قام بها الوفد الاماراتي الى الاردن التي تلت الزيارة الى سوريا، لافتا الى ان لهذه الزيارة دلالات بازرة ايضا، في ظل السعي الاردني الحثيث للانفتاح على سوريا والحديث عن خط الغاز العربي عن طريق الاردن الى سوريا ولبنان".

وعن مدى تأثير التقارب الاماراتي- السوري على العلاقة بين سوريا وايران والوجود الايراني في سوريا، يلفت السبع الى ان "انسحاب الدول العربية من سوريا كان خطأ كبيراً وعزز من التقارب السوري – الايراني، اذ لم يكن الى جانب الرئيس السوري سوى ايران لدعمه بمواجهة الارهاب"، ويشير في هذا السياق الى ان "العودة العربية والاماراتية الى سوريا لن تؤدي الى تقليص الدور الايراني في سوريا فحسب، انما قد تدفع بتركيا لكف يدها عن الاراضي السورية".

ورأى ان الحكومة السورية ليست معنية بالانغماس اكثر مع الجانب الايراني، بل هي تبذل جهودا لتحرير اراضيها في الشمال السوري، كما اشار الى ان هناك علاقة جيدة بين قوات سوريا الديمقراطية والامارات، ومن الممكن ان تلعب الامارات دورا في تقريب وجهات النظر بين الطرفين.

وحول العلاقة بين الزيارة الى سوريا والازمة المستجدة بين دول الخليج ولبنان، يرى انه "لا يوجد اي علاقة او ترابط بين الامرين"، لافتا الى ان "ازمة لبنان مع دول الخليج ناجمة عن اخفاق لبناني بالتعاطي مع الملف"، مؤكدا انه "كان من الممكن احتواؤها لو تعاطت الحكومة بجدية مع الملف ولولا تصريحات وزير الاعلام جورج قرداحي التي زادت الطين بلّة بحسب تعبيره".

وتوقع ان "تذهب العلاقات اللبنانية – الخليجية الى مزيد من التأزم"، مشيرا الى ان "كلما تأخر اركان السلطة في لبنان بايجاد الحل المناسب لهذه المعضلة، كلما زادت الاجراءات الخليجية بحق لبنان"، مبديا خشيته الكبيرة "من اتساع رقعة الاجراءات لتشمل دول عربية اخرى".

مما لا شك فيه، ان عودة سوريا الى جامعة الدول العربية باتت قاب قوسين او ادنى وان خارطة النفوذ على الاراضي السورية من شأنها ان تتبدل، فما مصير الوجود الايراني في سوريا مع الضوء الاخضر الروسي لاسرائيل بضرب الاهداف الايرانية؟

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني