استنفر العالم مجدّدا لمواجهة فيروس كورونا. متحور جديد "دخل على الخط" وبدأت ملامح تأثيراته وانعكاساته على العالم تتجلى اكثر فأكثر. اذ دفع هذا المتحور بدول عديدة لاتخاذ تدابير كثيرة، وقد أعلنت بريطانيا منع مسافرين من ست دول إفريقية من دخول أراضيها بسبب المتحور "الافريقي" المنشأ.

وفي السياق، قالت منظمة الصحة العالمية اليوم، انه "يجب علينا القلق بشأن متحور كورونا الجديد".

فكيف ظهر هذا المتحور وما هي خطورته وهل يدخل الى لبنان؟ وكيف يمكن الوقاية منه؟

رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا الدكتور عبد الرحمن البزري اوضح في حديث لـvdlnews، ان "هذا المتحور ظهر في جنوب افريقيا، واطلق عليه اسم B.1.1.529 ويعتقد ان اساسه مريض مصاب بنقص المناعة الشديدة جرّاء الاصابة بمرض السيدا الذي لم تتم معالجته".

وتابع البزري: "من المتعارف عليه ان بقاء فيروس كورونا لفترة طويلة في جسم انسان مصاب بنقص شديد في المناعة، قد يؤدي الى تحوره ويكتسب طفرات جديدة".

وعن البلدان التي تشهد انتشارا للمتحور، قال البزري: "انتشار هذا الفيروس طال دول افريقية عديدة ووصل الى اسرائيل، الى ان الاصابات لا تزال محدودة وبالعشرات".

وعن خطورة هذا المتحور، شرح البزري انها "تكمن في احتوائه على حوالي 50 طفرة، وهو اكثر متحور شهدَ طفرات".

وتعمّق البزري بالشرح موضحا ان "من بينه هذه الـ50 طفرة يمكن القول أن 30 منها تتواجد على الـ Spike Protein، وهذه واحد من البروتينات الـ4 الأساسية التي ترتكز عليها تركيبة فيروس كورونا كما أنه البروتين الذي يدخل من خلاله الفيروس الى الخلية".

وتابع بالقول: "10 من هذه الطفرات المذكورة اخيرا تدخل على الـReceptor Binding Domain أي على القسم من الـSpike Protein الذي يرتبط مباشرة بمستقبلات الخلية ليدخل اليها".

ولتقريب وجهة نظره من الواقع الحسي أكثر، أعطى البزري المثل التالي: "اذا كان لدى المتحور الهندي او "دلتا" 2 و 3 طفرات على الـSpike Protein، فهذا المتحور فيه 10 طفرات على هذه المنطقة، ما يشكل خوفا من تأثيره على فعالية اللقاح التي لم تدرس بعد من جهة وعلى فاعلية الادوية التي تحتوي اجسام طبية لمنع دخول الفيروس الى جسم المرضى من جهة أخرى".

وعن امكانية دخول المتحور الى لبنان، اشار البزري الى ان "خارطة الدول التي تشهد انتشارا للفيروس في هون كونغ ودول منطقة افريقيا الجنوبية، باستثناء اسرائيل، حركة السفر منها الى لبنان تعتبر خفيفة".

وعن الاجراءات الاحترازية التي يجب اتخاذها تحسبا لأي طارئ، قال البزري: "سنجمع المعلومات الكافية ونراقب مدى انتشار هذا المتحور وحركته في العالم لندرس الاوضاع ونبني على الشيء مقتضاه في اجتماعنا الدوري يوم الاثنين المقبل".

وفي ظل التخوف والبلبلة من المتحور الجديد، دعا البزري اللبنانيين للاقبال الكثيف على تلقي اللقاح للوقاية منه، كما دعا من يعاني من ضغف كبير في جهاز المناعة وقد تلقى جرعتين، الى تلقي الجرعة الثالثة لتعزيز مناعته اكثر.

وعن امكانية ان يشهد لبنان اقفالا عاما في فترة الاعياد تفاديا لسيناريو العام الفائت، اكّد البزري: "الاقفال العام سلاح لا احد يريد استخدامه والذهاب اليه، وثمنه الاقتصادي والمعيشي غالٍ"، مشددا على اننا "بحاجة لكل يوم عمل وانتاج".

كما لفت الى "اننا نعمل جاهدين لتلافي الاقفال، خصوصا اننا على اعتاب مواسم الاعياد التي هي مواسم اجتماعية واقتصادية وليست دينية فقط".

ووجه البزري نداء للمواطن اللبناني، دعاه فيه لتحمل المسؤولية والالتزام بالاجراءات الوقائية، "في ظل واقع المستشفيات المتراجع والضعيف جدا، كي لا نصل الى مرحلة تعجز فيها المستشفيات عن تحمل "اعباء" الانتشار الكثيف للفيروس، حيث يتزاحم المصابون على سرير في المستشفى".