حمد حسن... أحسنت
حمد حسن... أحسنت

خاص - Wednesday, April 8, 2020 5:59:00 PM

إن تصفحت اليوم وسائل التواصل الاجتماعي، تقع عيناك حتما على صور لرجل تبدو على وجهه علامات التعب، الى جانب آثار الكمّامات. تتفاجأ. كثيرون من نشروا الصور. كثيرة هي التعليقات و"القلوب" التي حلّت محلّ الـ"لايك" العرضية.

مرّ وقت طويل، منذ ما قبل 17 تشرين حتى، لم تجد فيها على صفحات هذه المواقع صورا لسياسيين أو مسؤولين في الشأن العام مكان ترحاب. غالبا ما كانت الصور توسم بوسم "ارحل"، "سارق"، "فاسد"، "اسقط" وما شابه. كان الوسم هو محطّ الترحاب.

اليوم اختلف الأمر. احاط بالصور شبه إجماع على تحيّة المجهود الذي يقوم به رجل، لم يمرّ شهران بعد على تولّيه سدّة المسؤولية... ومرّ على عهده أصعب الأزمات الصحية لا في لبنان فقط لا بل في العالم.

حين اجتاح "كورونا" لبنان، لم يكن بعد وزير الصحة قد تعرّف حتّى الى فريق عمل وزارته. ولا كان بعد قد ادرك حجم الحاجة وراء أبواب المستشفيات الحكومية والقطاع الصحي العام، المهمل لسنوات.

حين هبّت الجائحة، كانت ثقة اللبنانيين بالسلطة السياسية ومن يمثّلها من وزراء ونواب ومدراء عامين وموظفين من الفئة الأولى شبه معدومة. ولا نخدعنّ أنفسنا. لا زالت كذلك. باستثناء شخصيّة استطاعت أن تخرق صلابة النفور، وتكتسب لنفسها مكانة في ضمائر اللبنانيين واحتراما.

في الواقع، يقع دائما من نضعه من رجال السياسة في إطار أيقونة، ضحيّة لـ"أيقنته".. وعليه أن يتنبه ونتنبّه من الانزلاق في هذا الخطأ. ولكن بعض التقدير لا يضرّ ولا سيما حين يكون اداء من نقدّره يستحقّ.

قد لا يكون الفشل خيارا  في هذه المرحلة الصحية الدقيقة، وقد يكون حجم التحدّي لم يترك لك امتياز اختيار العمل من عدمه، ولكن شكرا حمد حسن. لن ننجرّ الى التصفيق الّا حينما يحين الوقت لذلك، يوم ننتصر على الأزمة. ولكن شكرا حمد حسن. التشجيع كما النقد واجب في هذه المرحلة، وأداؤك يستحقّ كل التشجيع. لا تخيّب آمالنا.. ولا تضيّع البوصلة وتنجرّ الى ما يريدون جرّك اليه. صحّة اللبنانيين أوّلا وكل الاعتبارات الأخرى ساقطة. لا تسقط في فخّهم ولا في فخّ التصفيق.. ولكن شكرا. لك منّا كل التقدير.  

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني