فيما لا زالت عمليات اجلاء الطلاب والمغتربين اللبنانيين الراغبين بالعودة الى لبنان مستمرة حتّى اليوم، وفيما أكّد رئيس الحكومة حسّان دياب بالأمس، ان الرحلات ستخضع في الاسبوع المقبل للتقييم ووفقا للتقييم، يتخذ القرار باستمرارها أو عدمه، لا يزال اللبنانيون ولا سيما الطلاب منهم، يعبّرون في أكثر من دولة في العالم عن رغبتهم بالعودة الى ربوع الوطن، هربا من كورونا من جهة، وخضوعا لقدر فرضته عليهم المصارف اللبنانية التي ترفض تحويل أموالهم ليستكملوا حياتهم في الخارج.
في جديد الملفّ، فيديوهات ورسائل لطلاب لبنانيين موجودين في روسيا، يطالبون فيها بتأمين عودتهم الى لبنان خوفا من انتشار فيروس كورونا.
وللوقوف أكثر عند أوضاع الطلاب اللبنانيين في روسيا، تواصل موقع vdlnews، مع الطبيب اللبناني المقيم في روسيا مجدي الشيخ، الذي استهلّ حديثه معنا بشرح شامل لاجراءات الدولة الروسية لمواجهة كورونا.
وقال: "الوضع في روسيا تحت السيطرة. عدد الاصابات 10000 على 150 مليون مواطنا روسيا، وبالتالي نسبة مئوية صغيرة، علما أن العدد الأكبر، اي حوالي 90 بالمئة من هذه الاصابات مصدرها الخارج، ولم نبدأ بعد بمرحلة الانتقال الداخلي للعدوى، وقد تمّ الحجر على كلّ من تواصلوا مع الاصابات الآتية من الخارج، فيما المرضى في المستشفيات".
ولفت الى أن الدولة الروسية اتخذت كافة الاجراءات لحماية المواطنين، ولا سيما الطلاب منهم، لافتا الى أن الطلاب يلتزمون اليوم المساكن الجامعية وتعطى لهم الدروس "أونلاين"، بالاضافة الى أنه في كلّ مسكن جامعي، وتبعا لتوصيات صارمة للحكومة الروسية، هناك طاقم طبّي أو تمريضي، يقوم يوميا بفحص الطلاب (سواء كانوا روسيين أو أجانب) ومتابعة اوضاعهم الصحية.
وتابع: "هناك خطّ ساخن للدولة الروسية يمكن التواصل مع الجهات المختصّة والتجاوب دونا موجود، سواء احتاج الطالب الاستفسار حول أي أمر أو احتاج الى مساعدة من النوع الغذائي".
وشدد على ان جميع الطلاب (حتّى الأجانب وبطبيعة الحال اللبنانيين) لديهم تغطية مئة بالمئة استشفائيا من دون اضطرارهم لدفع اي شيء.
برأي الدكتور الشيخ، المشكلة الاساسية ليست الخوف من كورونا، فالموضوع في روسيا مضبوط. برأيه أيضا، يجب أن تكون الاولوية في الاجلاء للطلاب العالقين في بلدان موبوءة وحياتهم فيها فعلا في خطر، داعيا بالموازاة لحلّ الأزمة الحقيقية التي يعاني منها الطلاب في روسيا وهي مشكلة التحويلات.
وفي هذا الاطار، تواصل موقع vdlnews، مع عدد من الطلاب الذين اكّدوا أن معاناتهم الأساسية هي معاناة معيشية، مرتبطة بموضوع التحويلات اليهم من لبنان، من دون أن ينسوا الخوف من فيروس كورونا، وهو امر طبيعي.
فهل من حلول في الأفق؟
لا شكّ أن الحلّ الاساسي يبقى في حلّ مشكلة التحويلات من لبنان. وبانتظار ارساء هذا الحلّ، علم موقع vdlnews، أنه يجري التواصل مع بعض المقتدرين في الجالية لحل المشاكل الاكثر حرجاً، وهناك مساع تقودها الجهات الرسمية اللبنانية في هذا الاطار، علما أن عدد المتمولين من ابناء الجالية في روسيا قليل مقارنة ببلدان اخرى.
وتشير المعلومات الى أن هناك مؤسسات كالبيت اللبناني تقوم بمساعدة الطلاب بالامكانيات المحدودة لديها.
التواصل دائم مع الطلاب، من قبل السفارة والقنصلية في موسكو، للتأكد من أن الحاجيات الاساسية للطلاب مؤمنة، وقد تمّ تعميم خطوط ساخنة وارقام القنصل الخاصة بتصرف الطلاب بكل الاوقات .
وقد تواصلت السفارة اللبنانية في روسيا مع وزارة التربية الروسية التي اوعزت للجامعات ومالكي الشقق عدم ترتيب اي عقوبات على الطلاب اللبنانيين في حال التأخر عن الدفع، فيما تستمرّ السفارة بملء الاستمارات المتعلّقة بالطلاب واللبنانيين في روسيا.
عمل دؤوب اذا تقوم به السفارة والقنصلية في موسكو، عسى أن تتكلّل جهودها بحلّ من جانب المصارف اللبنانية المدعوة لتحرير تحويلات الطلاب اللبنانيين في كلّ العالم.