زينا مرهج

من النادر مشاهدة ومتابعة تفاصيل المحاكمات والدعاوى من داخل قاعات المحاكم وعبر عدسات الكاميرات وخصوصا في لبنان والعالم العربي.

من هنا يمكن اعتبار برنامج "في المحكمة" من اعداد وتقديم سمير يوسف، تجربة جديدة وفريدة من نوعها، اذ من خلاله يكشف لنا كيف تتم مجريات المحاكمات وماهي العقوبات التي يحددها القضاء بحق الأشخاص الذين تتم رفع دعوى ضدهم.

قد تكون فكرة البرنامج ليست جديدة، اذ ان هناك عدة برامج أوروبية وأميركية قدمت الفكرة والنمط نفسهما. لكن لا بد من الاشارة الى ان "في المحكمة" يعتبر خطوة جريئة وجديدة في لبنان والعالم العربي، فمن خلاله يقوم المشاهد بالتعرف الى خفايا وكواليس المحاكمات التي تجري داخل قصور العدل في لبنان.

"في المحكمة" يصوّر داخل قاعات المحاكم فينقل الوقائع للمشاهد بأحدث وأجدد التقنيات، فالجلسات تنقل كاملة من قاعات المحكمة دون اي زيادة او تعديل حتى يتمكن المشاهد من التعرف الى القوانين اكثر فأكثر ومعرفة العقوبات المنزلة بحق مرتكب الخطأ.

والبرنامج يتيح فرصة التعلم من اخطاء الآخرين عبر عرضه لقضايا وقصص واقعية عاشتها شخصيات مختلفة، ما قد يؤدي الى تحسين وتعديل في سلوك المواطن وبالتالي التخفيف من أعمال النصب والاحتيال والشغب فالمشاهد اصبح على علم ودراية بمصيره بحال أقدم على اقتراف اي جريمة.

ويسجل للبرنامج ان مشاهدته قد تؤدي الى ارتفاع عدد الاشخاص الذين قد يلجأون الى القانون بحال تعرضهم لأي اشكال، وهذا هدف اساسي لمختلف حلقات البرنامج، اذ من خلالها يتم السعي لتقريب المسافة ما بين المواطن والقضاء.

ومن الملاحظ ان البرنامج يحاول توعية المواطنين وارشادهم الى الطريق الصحيح بهدف الحصول على كامل حقوقهم، وذلك عبر التأكيد ان القضاء اللبناني يكون دائما الى جانب المواطن معطيا كل ذي حق حقه.
اذا، "في المحكمة" برنامج توعوي وحقوقي، يعمد في مختلف حلقاته الى تغطية وتمويه وجوه المتخاصمين حفاظا على خصوصيتهم، واظهار الوجوه يكون بموافقة مسبقة من المشاركين في الحلقات.

وفي السياق قال مخرج البرنامج انطوني جونداريان لـvdlnews إن في داخله دائما حرب على الصعيدين القانوني والانساني، فعلى الصعيد القانوني ينصح كل انسان اللجوء الى القانون لأخذ حقه و بهذه الطريقة يمكن التخفيف من حالات الفوضى في البلاد.
اما على الصعيد الانساني فإنه يشعر بالأسف على المحكومين "لانهم في نهاية المطاف سوف يُحرمون من حريتهم".

كما اوضح مقدم البرنامج سمير يوسف لـvdlnews ان "البرنامج يلقى ترحيبا واسعا من قبل المشاهدين الذين يرغبون دائما بالتعرف الى احداث جديدة وشيّقة".

وأضاف: "الكثير من المواطنين بعد مشاهدتهم البرنامج تشجعوا وتوجهوا الى القضاء بعد ان كانوا مترددين لأنهم غالبا ما يعتقدون انهم لن يصلوا الى حقوقهم".