أكد رئيس "التيار الوطني الحر"، النائب جبران باسيل، أن "هناك مجموعة من الظروف الداخلية والخارجية أثرت على القرار الذي اتخذه رئيس تيار "المستقبل" سعد الحريري، وقد طلب منه القيام بحرب أهلية ولكنّه رفض، وهذا الرفض أدى الى اتخاذ هذا القرار"، مشيراً الى أن "الاتفاق مع الحريري كان ان يتولى الأقوى في طائفته الرئاسة الأولى والثانية والثالثة تفادياً لاندلاع اي حرب".

وشدد باسيل في مقابلة تلفزيونية عبر قناة "روسيا اليوم" على أنه "من المؤسف أنّ يعلق الحريري عمله السياسي، وهذا قد يؤدي الى المزيد من الفراغ، ونحن نرفض هذا الفراغ، لذلك يجب معالجته من خلال الاحتضان الكامل وترك الطائفة السنية لتختار من يمثلها وعدم فرض أي مكون عليها، كما يجب الابتعاد عن تخويف الناس الناس ودفعهم الى الغضب".

وعن انتخابات أيار 2022، اعتبر باسيل أن "الانتخابات هي استحقاق أصبح أمامنا ويجب تنفيذه مهما كانت الظروف، علماً أن النتيجة لن تغير التوزع الطائفي ولن يكون هناك تغييرات جذرية، ولكنها المدخل لتنفيذ الاصلاحات الداخلية بهدف تحسين الأوضاع الاقتصادية التي تطغى على لبنان".

وأكد باسيل أن "موازنة 2022 يجب أن تكون جزءاً من خطة التعافي، التي قد تحقق الاصلاحات المطلوبة، والموازنة الحالية هي رقمية لا تعكس الوضع الحالي، لذلك على الحكومة ومجلس النواب ان يجريا تعديلات عليها لتشبه الواقع اللبناني اكثر"، لافتاً الى أنه "يجب أن  تعالج موضوع الخسارة المالية وسعر صرف الدولار  لمحاسبة كل من هرب واستغل الوضع الاقتصادي وجعل كل اللبنانيين يعانون من هذه الأزمة".

وعن الزيارة الكويتية والورقة التي سلمها وزير خارجية الكويت الى لبنان، أكد باسيل أن "هذه الورقة تحتوي على نقاط يجمع عليها اللبنانيين، وهناك نقاط تتطلب وقتا لتنفيذها، وهناك نقاط محط خلاف بين اللبنانيين"، داعياً رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "للدعوة الى حوار وطني للبحث بنود الورقة الكويتية التي تحتوي أيضاً على النقاط التي كان الرئيس عون قد طرحها بالسابق في على جدول اعمال الحوار الذي كان يحضر له". واعتبر باسيل أن "من طرح مسـألة السلاح في الورقة الكويتية، يعرف تماماً خطورتها، لذلك وضعت ضمن جدول زمني، ولكن على الأراضي اللبنانية هناك اعتداء اسرائيلي وتوطين فلسطيني، واذا كان هناك مسائل يختلف عليها دول العالم فلا يمكن في المقابل تحميلها لمكون سياسي لبناني داخلي كحزب الله، فنحن نريد أن نصحح علاقاتنا مع الخليج ولكن دون أن نترك وراءنا مشكلة داخلية".

وفي ما خص وثيقة اتفاق مار مخايل بين "التيار الوطني الحر" و"حزب الله"، أعلن باسيل "أننا قد بدأنا بالحوار لتحسين اتفاق مار مخايل، وهذه الوثيقة تخضع للظروف الراهنة والاصلاحات وبناء الدولة والقضاء وتفعيله ومجلس النواب، بالاضافة الى الانتخابات، وهذه المواضيع هي موضع بحث وحوار مع الحزب ونحن بمرحلة مراوحة على أمل أن تكون النهاية جيدة".