إرباكٌ على هاوية الصراع الإقليمي والدولي: لبنان في مهب الريح
إرباكٌ على هاوية الصراع الإقليمي والدولي: لبنان في مهب الريح

أخبار البلد - Thursday, January 27, 2022 6:00:00 AM

فاطمة شكر - الديار

تتسارعُ الأحداث في المنطقة والإقليم ولبنان ، في ظلِ مشهدٍ سوداوي على الجبهة اليمنية _السعودية ، وقصف طائرات التحالف العربي والدولي ، وتحديداً الإماراتي والسعودي للشعب اليمني، والقصف الحوثي على الإمارات والسعودية بعد المجزرة المروعة التي ارتكبت بحق الشعب اليمني، يرافقه توترٌ شديدٌ بين روسيا وأوكرانيا، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، وضعها ٨٥٠٠ جندي في حالة تأهب قصوى في حال او أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا، قابلتها موسكو بتنديدٍ كبير لهذا القرار العسكري ، وتوعد القادة الغربيون روسيا خلال المحادثات فرض عقوباتٍ وخيمةٍ عليها في حال لو شنت عدواناً على جارتها الغربية أوكرانيا .

 
على صعيدٍ آخر ، قلب الرئيس السابق سعد الحريري الطاولة عندما أعلن موقفه المتعلق بتعليقه العمل السياسي في هذه المرحلة ، ما أثار غضباً عارماً في الشارع السني ، ترافقَ مع توترٍ واضطرابٍ شديدٍ داخل تيار المستقبل لناحية التعامل مع ملف الإستحقاق الإنتخابي ، الذي يتطلب تحضيرات لوجستية ، وشعبية وتحالفات ، بدأت الأحزاب والقوى السياسية الإستعداد لها منذ فترة ، وستكون الإنتخابات النيابية التي ستجرى في أيار محطةً في إطار برنامجٍ عام ، إلا في حال لو وقع حادثٌ أمنيٌ ضخم يمنعُ من إجراء هذه الإنتخابات في موعدها .

مصدرٌ مقربٌ خاص من بيت الوسط ، قال بأن الرئيس سعد الحريري كان يعاني من قياديين أساسيين في تيار المستقبل بسبب تصرفاتهم غير المسؤولة ، ما دفعه الى أن يغلق مكاتب التيار لأسباب عديدة منها مادية .

وتابع المصدرُ الخاص، أن الضغوطات السعودية على الرئيس الحريري كانت هائلة منذ فترةٍ ولا زالت مستمرة حتى اليوم ، و أن الحريري حاول تكراراً ومراراً ترميم العلاقة مع السعودية التي بدأت تتزعزع خصوصاً بعد إعتقاله عام ٢٠١٧ في السعودية ، وعدم الوقوف الى جانبه عقب تشكيله الحكومة ما دفع به الى الإستقالة، ومن ثم إنسحابه من التأليف ومغادرته الى الإمارات لمتابعة أعماله الخاصة بعد أن خسرَ الكثير من أمواله ، لكن الأخيرة أصرت على إنهائه سياسياً ، فوصل الحريري الى نقطة يأسٍ بفعل الضغوطات الهائلة التي ألقيت على كاهله والتي لم تتغير أو تتحسن بالرغم من حرصه في الفترة الأخيرة على إبداء التضامن مع السعودية في كل مناسبة، و أضاف أن السعودية وسعت دائرة الضغوطات لتشمل لبنان كله ، وقد بدا ذلك واضحاً عقب كل تصريح سياسي لبناني يتضمن انتقادًا للقيادة السعودية ، متابعاً أن كل الجهود التي بذلها الرئيس الحريري لإستدراك وترميم هذه العلاقة باءت بالفشل ، ما دفعه الى تعليق عمله السياسي في هذه المرحلة ريثما تتغير الأمور .

وتابع المصدر أن محمد بن سلمان أصرّ على وضع الحريري في مواجهة حزب الله ، وبالتالي جر الشارع السني لمواجهةٍ مع حزب الله ، الأمرُ الذي يرفضه الحريري ، ومما زاد الأمر سوءاً تعاون وتواطؤ رئيس "القوات اللبنانية" سمير جعجع مع السعودية لتهميش سعد الحريري لدى ولي العهد السعودي، كما عمد جعجع الى مواجهة الحزب والتهجم عليه بشكلٍ مباشر ودون تردد في العديد من المحطات ، بمساندة السفير السعودي الذي دعم جعجع معنوياً ومادياً في كل مرة كان يزوره في معراب سواء في العلن أو بالخفاء. كل هذا يؤكد أن جعجع مصرٌ على دفع الشيعة والسنة الى التقاتل ، وتحديدًا بين الحريري وحزب الله ما يعني تنسيقاً تاماً بينه وبين السعودية .

وكان مناصرو الحريري قد صوبوا السهام مباشرة على ولي العهد محمد بن سلمان عقب إعلان الحريري موقفه بتعليق عمله السياسي في هذه المرحلة ، كما سموا جعجع بالإسم واتهموه بأنه يريدُ قطف أصوات السنة وعدداً من مقاعدهم النيابية في الإنتخابات القادمة في أيار ، ناهيك عن أن نواب وقياديين من تيار المستقبل اتهموا جعجع بكل ما يجري وعلناً .

على مقلبٍ آخر فإن ورقة شروط وزير الخارجية الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح والتي تحملُ ١٢ بنداً ، كلها شروطٌ خليجيةٌ تتمحور حول سياسة لبنان الخارجية ومواقفه من ما يجري في المنطقة ، ما يؤكدُ أن الشروط الخليجية عالية السقف وكلها تدخل ضمن إطار الضغط على لبنان ، و يمكن اعتبار الورقة الخليجية المنسقة مع واشنطن وباريس، ورقة إنذارٍ وتحذيرٍ للبنان قبل اتخاذ أي موقف تصعيدي في حال تخلف لبنان عن تنفيذ البنود المطلوبة ، و ستسلم بيروت ردها للدول الخليجية خلال ٥ أيام ، فإما أن يكون إيجابياً ، وإما أن يكون سلبياً ما يعني تداعياتٍ عربية ودولية وخليجية صعبة ، وبحسب المعلومات فإن لبنان سيكون مرناً بالشكل مع هذه البنود ، لكن مع عدم تطبيقها فعلياً ما يعني حماوةً وتصعيداً تدريجياً اتجاه لبنان ، حتى موعد اعلان تسويةٍ ستشملُ لبنان حتماً أسوةً بباقي الدول في المنطقة ، ترافقها رعايةٌ ما .

المأساة الحقيقيةُ تكمن في الإنهيار الإقتصادي الكبير ، والمعاناة التي يعانيها الشعب اللبناني، الذي بات منهمكاً بتأمين حاجياته الأساسية ولا تعنيه المواقف السياسية سواء الداخلية أو الخارجية .

والى أن ينكشف الخيط الأبيضُ من الخيط الأسود بشأن الورقة الخليجية، تبقى النزاعات الدولية والإقليمية ، والتخبطُ اللبناني الداخلي سيدا الموقف .

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني