ريتا عشقوتي

أيام صعبة يعيشها اللبناني اليوم، من وطأة الأزمة الاقتصادية التي تعتبر الأسوأ في تاريخ البلاد الى انعكاسات الأزمة والانهيار المستمر لليرة اللبنانية مقابل الدولار، حتى وصل سعر الأخير في السوق السوداء إلى نحو 30 ألف ليرة.

وفي هذا السياق، رأى الخبير الاقتصادي ايلي يشوعي أن "البنك المركزي استعمل اموال المودعين وبدأ بدعم أسعار السلع وفرّط بـ12 مليار دولار من أموالنا ليتبين في وقت لاحق ان المستفيد من هذا الموضوع هم المهربون والمحتكرون والسياسيون".
وأشار يشوعي الى أننا "طلبنا من البنك المركزي أن يعيد الاموال بواسطة المصارف الى مودعيها، ولو حصل ذلك لكنا استطعنا ان نخفض سعر الدولار الى 5 ألاف ليرة وحركنا العجلة الاقتصادية".
وفي حديث لموقع vdlnews، أكد يشوعي أن "الذي يحدث اليوم هو أنه بدلاً من ان ندعم السلع نحن ندعم الدولار لأسباب سياسية وقضائية، وعند الحاجة نوقف ملاحقات قضائية لخفض الدولار بهدف التخفيف من الاحتقان الاجتماعي وتبريد الجو بين الناس".
وتابع:"نحن مقبلون اليوم إلى مرحلة انتخابات نيابية سمحت للبنك المركزي ان يرمي 60 مليون دولار في السوق، وهذا سبب من اسباب انخفاض سعر الدولار بهذا الشكل الكبير، ولكن هذه المرة لم يعد لدى مصرف لبنان نفس كمية الاحتياطات التي كان يملكها من قبل، وهو اليوم يحمل احتياطات متواضعة وهذا كله مصدره اموال الشعب اللبناني ".
وعن انخفاض سعر صرف الدولار وعدم انخفاض أسعار السلع الغذائية، اعتبر يشوعي ان "ما حدا مصدق ان ما يحدث سيدوم".
وحول امكانية ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء ليصل الى 50 او 100 ألف ليرة، رأى يشوعي ان "من الممكن ان يحصل هذا، لان البنك المركزي لا يستطيع الاستمرار بالدعم".
وتناول يشوعي موضوع الدولار الجمركي، شارحا أنه "اختراع جديد لسعر صرف الدولار و يحدده استنسابياً وزير المال ولا نعلم اذا كان مجلس النواب سيوافق عليه، لان الحكومة اذا اعتبرت ان الجمرك رسم ممكن لمجلس النواب ان يعتبره ضريبة جمركية وبالنتيجة من صلاحيته هو ان يحدد هذه الضريبة".