بين المصالح الاقتصادية والبيئة الشعبية الحاضنة... هل تعزز تركيا نفوذها في لبنان؟
بين المصالح الاقتصادية والبيئة الشعبية الحاضنة... هل تعزز تركيا نفوذها في لبنان؟

خاص - Wednesday, February 9, 2022 11:42:00 AM

لا تزال عواصف التطورات الامنية والسياسية تلفح بالساحة اللبنانية، ولعلّ تدهور العلاقات اللبنانية-الخليجية من جهة، واعلان الرئيس سعد الحريري تعليقه العمل السياسي والعزوف عن الترشح للانتخابات النيابية من جهة ثانية، هما ابرز ما يمكن التوقف عنده وما قد يترتب عليه من واقع جديد ينعكس على الداخل اللبناني.

وما يمكن ان يكون له تأثيرات اضافية ويصب في الخانة نفسها، هو زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الاخيرة الى تركيا، احد اشد المنافسين على "الزعامة السنية" في المنطقة.

هذه الزيارة كان لها ارتداد يمكن وصفه بالايجابي على الاقتصاد اللبناني، بعد ان رفعت تركيا حظر استيراد خردة المعادن (Scrap Metals) بعد فرضه منذ العام 2018.

ومن المتوقع أن تؤمن هذه التجارة للبنان مردوداً بنحو 100 مليون دولار سنوياً. فكيف يمكن تقييم هذه الزيارة؟ وهل يمكن لتركيا ان تملأ الفراغ العربي في الساحة السنية خصوصاً واللبنانية عموماً؟

وهل ستتمكن تركيا من الدخول في عملية اعادة اعمار مرفأ بيروت في ظل الهجمة الدولية الكبيرة عليه؟

الخبير في الشؤون التركية جو حمورة لفت في حديث لـvdlnews، الى ان "الرئيس ميقاتي صيدق قديم لتركيا بحكم علاقاته واعماله فيها وخارجها، ويبدو انه يبحث عن راعٍ اقليمي"، مشيرا الى "انها محاولة منه لتعزيز وضعه الاقليمي ومحاولة لفتح باب الدول الخليجية من النافذة التركية".

ويؤكد حمورة ان "تركيا ليست في وارد الدخول في صادم مع ايران ودول الخليج العربي وهي على استعداد لدعم لبنان بحد ادنى في بعض المصالح والقطاعات الاقتصادية الصغيرة".

ويرى حمورة، انه "لا يمكن القول ان الرئيس ميقاتي بات حليفا لتركيا او ان هذه الاخيرة ستلعب دورا كبيرا في لبنان".
وعن قرار رفع الحظر عن استيراد الخردة والمعادن، يقول حمورة: "تركيا تطلع الى لبنان كسوق تجارية كبيرة رغما ان السوق اللبناني الاقتصادي صغير الحجم، الا انها تضع علاقاتها مع لبنان في الاطار الاقتصادي بالدرجة الاولى ولا تولي الناحية السياسية نفس الاهمية".

ويعقّب هنا قائلا: "من الممكن في المستقبل القريب ان تتطور الامور لتشمل الامور السياسية والنفوذ التركي الاقليمي، انما لا توحي الامور بذلك حتى الساعة".

وعن موضوع اعادة اعمار مرفأ بيروت وحظوظ تركيا بالمشاركة فيه، يشرح الخبير: "موضوع اعادة بناء المرفأ يحظى باهتمام دولي كبير وهناك صراع كبير يدور حوله".
ويضيف: "من المؤكد ان لتركيا رغبة ونية في المشاركة باعادة الاعمار وهي ستتقدم باعتقادي بخطة للمساهمة في ذلك، نظرا لانها احدى الدول الهادفة دائما لان تكون شريكة في مشاريع اقتصادية اقليمية جمّة، الا ان التزاحم الكبير القائم بين الدول الاكثر قوةً ونفوذا في الداخل اللبناني، قد يحول في حال اقدمت هذه الدول على ممارسة ضغوط على لبنان دون تمكن تركيا من تحقيق مآربها.

وعن امكانية ان تملأ تركيا الفراغ الخليجي والسعودي على الساحة النسية، يقول حمورة: "ان المجتمع السني اللبناني يعيش مرحلة فراغ في ظل تعليق الرئيس الحريري عمله السياسي والانكفاء السعودي والخليجي، وكل الدول ستسعى لملء هذا الفراغ وتحصيل المكاسب وتعزيز النفوذ وتركيا قد تكون واحدة من هذه الدول".

ويتابع: "ان المجتمع السني ينظر بايجابية الى تركيا ولدورها في لبنان، الامر الذي من شأنه ان يرفع اسهمها وحظوظها في التغلغل داخل الساحة اللبنانية والسنية، فهناك العديد من الجمعيات الاجتماعية والاقتصادية والرياضية والثقافية التركمانية التي لها علاقات مع الدولة التركية وتحظى بتمويل منها، كما ان البعض يجيد اللغة التركية، والبعض الآخر تلقى دروسه في تركيا".
وفي المقابل، يعتبر حمورة ان "المفارقة الابرز، هي ان لتركيا بيئة حاضنة معقولة على المستوى الشعبي، انما الثغرة تتجلى على مستوى القيادات، اذ ان تركيا تفتقد لعلاقات صلبة ومتينة مع القيادات السنية، كالعلاقة التي كانت قائمة بين السعودية والرئيس سعد الحريري او بين فرنسا والرئيس الشهيد رفيق الحريري على سبيل المثال".

لا يزال الضباب يخيّم على اجواء الساحة اللبنانية، في ظل عدم وضوح معالم المرحلة المقبلة. فهل ستستمر القطيعة الخليجية في لبنان وتستغل تركيا الثغرة للتسلل والتغلغل اكثر فاكثر في الداخل اللبناني وخلق معادلة جديدة؟

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني