"الأنباء" الإلكترونية

العاصفة الثلجية التي غطّت القمم الجبلية على ارتفاع 800 م وما فوق، والمصحوبة بموجة صقيع تضرب لبنان، تثقل أزمات اللبنانيين في ظل النقص الحاد في مادة المازوت، والتي لامس سعر صفيحتها عتبة 500 ألف ليرة، ومن دون توفّر الكميّات المطلوبة.

 إلّا أنّ جليد الصقيع لم يُلغِ التحضيرات الجارية للانتخابات النيابية لدى غالبية القوى السياسية التي بدأت بإطلاق ماكيناتها الانتخابية، في حين بلغ عدد الذين تقدّموا بطلبات ترشيحهم ما يقارب 600 مرشحاً.

وبحسب مصادر وزارة الداخلية، فإنّ عدد المرشحين قد يصل ليل الثلاثاء المقبل، وهي آخر مهلة لتقديم الترشيحات، إلى أكثر من 750 مرشحاً. وفي الوقت الذي ينشغل فيه رؤساء الكتل بغربلة الأسماء ووضع اللمسات الأخيرة على التحالفات، تتركّز الأنظار على المساعي التي يجريها رئيس الحكومة السابق، فؤاد السنيورة، الذي لا يزال ينشط على خط محاولة منع التشتُّت الذي خلّفه تعليق رئيس تيار المستقبل، سعد الحريري، لعمله السياسي.

في هذا السياق، كشف عضو كتلة المستقبل، النائب عاصم عراجي، عبر "الأنباء" الإلكترونية أنّ قراره الشخصي بالعزوف عن الترشّح للانتخابات نابعٌ من قناعاته ووفائه للرئيس الحريري، مشيراً إلى أنّه التقى السنيورة مرّتين، لكنه أصرّ على موقفه، وهو أبلغ الحريري بذلك.

عضو كتلة الوسط المستقل، النائب علي درويش، أشار من جهته إلى أنّ موضوع ترشيح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سيُعلن في اليومين المقبلين، وهو قد يعلنه بنفسه، وأنّه على تواصلٍ مع الرئيس السنيورة من بوابة نادي رؤساء الحكومات السابقين، وأنّ المعطيات لديه تشير إلى أنّ السنيورة لن يترشّح شخصياُ إنّما قد يكون له دور معين في ساحة معيّنة على حد تعبيره.

في هذه الأثناء، محاولات بعض المستفيدين من تطيير الانتخابات لا تزال مستمرة، وهذه المرّة بحجة غياب التمويل، وهو ما أثار لغطاً حول عملية تمويل الانتخابات وإمكانية تأجيلها لعدم توفر المال اللّازم. وقد كشف النائب درويش في حديثه مع "الأنباء" الإلكترونية عن مبلغٍ تمّ إقراره لتغطية كلفة الانتخابات، وقد تكون هناك تكاليف إضافية، لافتاً إلى ما أعلنه الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام مولوي أنّ هذه المسألة لا تشكّل حجر عثرة، ويمكن تأمينها عن طريق فتح اعتمادٍ يساعد على تغطية كل النفقات. وقد عاد وأكّد وزير الداخلية أنّ الرئيس نبيه بري سيدعو لجلسة نيابية قريباً بهذا الخصوص. 

إذاً، ساعات قليلة باتت تفصلنا عن إقفال باب الترشيحات، وستكون حاسمة لدى كل القوى السياسية لحسم أسماء مرشحيها، والتفرغ من بعدها لنسج آخر خيوط التحالفات، وإعلان اللوائح تباعاً.