لم يحرز حزب الكتائب اللبنانية اي تقدم، سوى بمقعد واحد يتيم في كسروان حتى أنه في عقر دار الكتائب في المتن حيث لم تتمكن اللائحة التي يترأسها النائب سامي الجميل من الفوز سوى بمقعدين فيما القوات اللبنانية حققت من حيث عدد الاصوات والمقاعد ضعف ما حققته عام 2018. أما الضربة الكبرى التي نالها الجميل فهي خسارة لائحة "نحو الدولة" التي خسرت بفارق 88 صوت رغم أن ابرز مرشحيها جاد غصن هو من خارج المتن وقد نال اصوات تفضيلية موازية لأصوات سامي الجميل، وكان الجميل قد عمل خلال الاشهر الاخيرة على إعاقة وجوه وشخصيات تغييرية في المتن من تشكيل لائحة تغييرية مستقلة وحاول ان يصبغ على لائحته صبغة التغيير، فمني بخسارة واهدى فوزاً للقوات بمقعد اضافي كان بالإمكان أن يذهب الى لائحة تغييرية مستقلة فيما لو قدر لها ان تشكل من الوجوه المتنية مثل غسان مخيبر، وليد أبو سليمان، سلمان سماحة، وفؤاد أبو ناضر. لكن تهويله وضغطه من خلال كلنا ارادة بعدم وجود حواصل وبأن الكتائب وحدها باستطاعتها تأمين التمويل، أفضى الى تراجع المرشحين عن تشكيل لائحة، فانتهى الامر أنه لم يربح الجميل بل ربّحت القوات وحرم الجميل قوى التغيير من تحقيق نصر اضافي.
كذلك الامر في بعبدا، بعد تقدم المفاوضات بين واصف الحركة والعميد خليل الحلو، دخل سامي الجميل على المرشح العميد خليل الحلو واقنعه بتشكيل لائحة دون التحالف مع واصف الحركة وميشال الحلو ووعده بالاصوات التفضيلية الكتائبية، فكانت النتيجة بأن اللائحتين لائحة "بعبدا تنتفض" ولائحة "بعبدا التغيير" لم تنالا اي حاصل رغم أن لائحة "بعبدا التغيير" كانت قريبة جداً من الحاصل، فلو تحالفت مع العميد خليل خلو لكان من دون شك من نصيبها المقعد الماروني. وبالتالي فازت القوات بمقعد اضافي حيث تمكّن كميل دوري شمعون المتحالف معها بالفوز بالمقعد الماروني الثالث. وهكذا مرة جديدة محاولات سامي الجميل لتحصيل مقعد اضافي حرمت القوى التغييرية من مقعد.
أما فوز الكتائب بمقعد الأشرفية فهو يعود الفضل له لرجل الاعمال انطون الصحناوي الذي أمّن مقومات نجاح اللائحة والحاصلين للنائب نديم الجميل والنائب جان طالوزيان، فلولا الصحناوي لما فاز الجميل بالمقعد. وكذلك الأمر في كسروان، حيث أن سليم الصايغ فاز بمقعد نيابي بسبب الحاصلين الذين أمّنهما للائحة النائب نعمة افرام. وإن رفض الكتائب لإنضمام الوزير السابق زياد بارود الى اللائحة (خوفاً على سليم الصايغ) ومن ثم تهويله عبر كلنا ارادة على المرشحين من الانضمام الى لائحة مستقلة كان يشكلها بارود حرم كسروان من تسونامي تغييري في كسروان كان ليحصد اكثر من مقعدين.
فالكتائب لم تجرؤ على تشكيل لائحة بمفردها سوى في المتن، أما في باقي الدوائر، وبخلاف القوات اللبنانية، فحاولت زرع وتبني مرشحين علّها اذا فازوا يجلسون الى طاولتها. فلم تكسب لا الدنيا ولا الآخرة وحرمت القوى التغييرية من عدة حواصل في اكثر من دائرة انتخابية. فهل من يحاسب الكتائب على ما قامت به من عمل تخريبي في اكثر دائرة ادى الى خسارة القوى التغييرية مقاعد ذهبت الى القوات؟