بين اللجوء والتوطين.. ماذا قال فلسطينيو لبنان عن "صفقة القرن"؟
بين اللجوء والتوطين.. ماذا قال فلسطينيو لبنان عن "صفقة القرن"؟

خاص - Friday, February 7, 2020 1:39:00 PM

لم يمض سوى ايام على تبجّج الرئيس الأميركي دونالد ترامب واعلانه عن صفقة القرن. صفقة اميركية – اسرائيلية، تحت عنوان: "السلام في الشرق الاوسط". صفقة عقدت من جانب واحد، مع نفسه...

استنكارات وشعارات عديدة رفعت. "لا لصفقة القرن". "لا لصفقة العار". "القدس عاصمة فلسطين العربية". يومان من الشعارات. على هاذين اليومين فقط، اقتصرت ردّة الفعل العربية.. وكأن ما حصل حدث يومي عابر.

في لبنان ايضا، استنكارات بالجملة. رفض واضح ومعلن من الرئاسة اللبنانية للتوطين. ودعم عربي "على الطاولة" للقضية الفلسطينية في الاجتماع الاستثنائي لجامعة الدول العربية. ولكن الصوت الاهم، يبقى صوت الفلسطينيين، اولئك المهجرون قسرا من ارضهم "المغتصبة من الكيان الصهيوني". ما رأيهم؟ ماذا سيقولون؟ وماذا سيفعلون؟

عن صفقة القرن هذه، سألت الفلسطينيين في جولة على المخيمات. إلاّ انّ السؤال جاء مناسبة للكثيرين للحديث عن أوضاعهم المعيشية الصعبة: صعوبة في العيش في ظل الاوضاع الاقتصادية الصعبة، اعتراضات على اداء الاونروا "الظالم"، تهميش وتفريق في الداخل، قضايا تبدأ بشبكات المياه والصرف الصحي والسقف الواقي من الامطار ولا تنتهي بالهموم والمخاوف الأمنية. روايات كثيرة، اوجاع وقصص مؤلمة، امّا صفقة القرن فصوت واحد يأتي الردّ عند السؤال مجددا: "نرفض صفقة العار".

اعتبر عدد كبير من فلسطينيي لبنان، من بين من ألتقينا، انّ صفقة القرن هي قضاء على فلسطين، إذ انّها "فُصّلت وقُسّمت على قياس" الولايات المتحدة الاميركية والعدو ومصلحتهما. واعتبر هؤلاء انّ ترامب لم يسمع برأي احد من الجهات الفلسطينية.

 يخبر أحدهم في خضمّ تعليقه على موضوع صفقة القرن، عن اجراءات اسرائيلية لتهجير الفلسطينيين الصامدين في ارضهم، قائلاً: "500 حاجز بين البيت والآخر، و500 طريقة للفصل بين الناس". وبحرقة قلب يتحدث آخر، عن الحدود التي اختفت في "صفقة القرن".

"ما في حدا يفرض علينا هيك، لا ترامب ولا الاكبر منّو"، باصرار وغضب، اكّد عدد من الشبان  في لبنان على رفضهم المطلق لصفقة العار.

من جهة اخرى، اعتبر البعض انّ "تصريحات السلطة الفلسطينية، ورفضها بالاقوال فقط، من دون اللجوء الى اي اجراء أو تحرّك عملي امر مرفوض"، لافتين إلى انّ "المطلوب هو انتفاضة كبيرة بوجه العدو الاسرائيلي وهذه الصفقة".

وعلّق آخرون على "آراء بعض العرب"، في الاجتماع الاستثنائي في الجامعة العربية، بالقول: "كلّو كذب! عم بتاجروا فينا ويذلّونا ويسرقونا، اوّل دولة باعت فلسطين هي السعودية".

وتسائل بعضهم عن المبادرة العربية للسلام: "لماذا لا تطبّق؟ ولماذا لا يتم المضي بها؟ ليست "مفصلّة"على قياس اميركا والعدو الاسرائيلي."

ماذا عن التوطين؟

لا يعتبر لجوء الفلسطينيين إلى لبنان امراً جديداً، فمعظم الفلسطينيين ولدوا في لبنان، ولم يتعرفوا على بلدهم الامّ قط. وعلى الرغم من رفضهم التوطين والاصرار على استعادة اراضيهم، والعيش بكرامة في بلدهم، تحت سلطة دولتهم، إلاّ ان المسائل الحياتية واليومية تأخذ حيّزا في أذهانهم لا يمكن الاستهانة به.

العودة لفلسطين حلم قائم بذاته، إلاّ انّ العيش في لبنان أصبح امراً واقعياً لا بد من التعايش معه، والتأقلم.

قد يعتبر البعض انّ التوطين مطلب للفلسطينيين، وأنه حلّ للكثير من مشاكلهم، إلاّ انّ ارض المخيمات تكشف: "مش رح نرضى هيك، ومش رح نمشي بالموضوع".

يسأل أحد الأشخاص: "إن حصل وفرضوا علينا التوطين الذي نرفض، من يضمن لنا ما سيحصل بنا؟ ببيوتنا ومخيّماتنا؟ هل سنعيش في الطرقات؟".

وتابع: "نرفض صفقة القرن شكلاً وتفصيلاً، ولن نرضى بها، ولكن إن فرض علينا التوطين، فلن نقبل إلاّ بالتعويض، لن نسكت عن حقوقنا، و"بس يوصل الموس للرقبة، ما حدا رح يقبل".

أكثرية الآراء التي استطلعنا ترفض التوطين. البعض يطلب فتح باب الهجرة الى دول اوروبية أو أخرى متقدّمة. البعض يرى في لبنان وطنا ولد وعاش فيه وتشرّب هويّته. ولكن قلب الغالبية معصور على ما يحصل في فلسطين. والى جانب الآراء كلّها، يأتي رأي لافت لأحد الفلسطينيين الذي قال لنا بالحرف الواحد: إذا فرضوا علينا التوطين ما رح نقبل بلا تعويض.. أو ما يحلموا".

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني