هذا ما قصده الصمد في تسميته الحريري وتعويمه
هذا ما قصده الصمد في تسميته الحريري وتعويمه

أخبار البلد - Wednesday, June 29, 2022 6:00:00 AM

تصوير: نبيل إسماعيل

كمال ذبيان - الديار

كان مستغرباً ان يسمي النائب جهاد الصمد في الاستشارات النيابية الملزمة، الرئيس سعد الحريري لرئاسة الحكومة، وهو حق دستوري له استخدمه، لكنه قصد منه ايصال رسالة سياسية واكثر من وراء اختياره لشخصية قررت العزوف عن المشاركة في الانتخابات النيابية ترشيحا واقتراعاً، وترك لمن يرغب من «تيار المستقبل» او كتلته النيابية، لا سيما من هو ملتزم او منتم اليهما، بان يستقيل كل من يريد ان يترشح او يشارك في العملية الانتخابية.


 
وما اقدم عليه الصمد، جاء من موقع المختلف سياسيا لسنوات مع «الحريرية السياسية»، وجاء ليعوّمها في زمن افولها السياسي، وان كانت ما زالت لها شعبية قائمة، وظهرت في مقاعد انتخابية، فاز بها مرشحون، كانوا في «كتلة المستقبل» او «اوفياء» لها.

ويبرر الصمد تسميته للحريري، بانه فعل ذلك تعبيرا عن «الوجدان السني» كما قال لـ «الديار»، حيث شعر «اهل السنة» في لبنان بانهم ليسوا موجودين في هذه الانتخابات، وخرجوا منها «مكسورين»، حسب وصف نائب الضنية، الذي اشار الى انه عبّر عن حالة، افرزتها الانتخابات، بتوزيع المقاعد «السُنة» على لوائح، او مستقلين، ولم تتكون منهم كتلة نيابية او اكثر، كما هو واقع الطوائف والمذاهب الاخرى.

وما يحاول الصمد تفسيره عن موقفه الذي كان مفاجئا، فانه في مرحلة ما كان عضوا في «اللقاء التشاوري» الذي ضم نوابا سُنة، من خارج «كتلة المستقبل»، لاحداث خرق يؤكد على رفض تمثيل السنة، من جهة سياسية وحزبية ما، والتفرد بقرارها وفرض آحادية سياسية عليها مارسها «المستقبل»، لكن هذه التجربة خرج عنها الصمد، او علق عمله في «اللقاء التشاوري» الذي استطاع ان يتمثل في حكومتين بوزيرين واحدة ترأسها سعد الحريري، الذي ازعجه وجود «اللقاء التشاوري» وفق مصدر متابع له، لا بل رفض الاجتماع به، او حتى السلام والكلام مع الوزير حسن مراد الذي سماه «اللقاء»، وانتمى الى كتلة «التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل، الذي اقام سعد «تسوية رئاسية» معه.

ولا يعطي طرح اسم سعد الحريري لرئاسة الحكومة، من قبل الصمد او غيره اهمية، لان «الحريرية السياسية»، بما هي «مال وسلطة» بدأت بالانحسار، حتى ان الدعم العربي والدولي لها قد تراجع، وتقوم باتجاه الرئيس نجيب ميقاتي، الذي لديه ازمة فتح الطريق الى السعودية، وسعى لذلك الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، لكنه لم يوفق الا باتصال هاتفي وحيد من ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، شجعه عليه ماكرون.

فالتسمية الوحيدة للحريري من النائب الصمد، تحت عنوان مخاطبة الوجدان السني، رأى فيها مصدر سياسي، بانها تدخل في اطار «الشعبوية»، وكسب جمهور «تيار المستقبل» في الزمن الضائع، وهو ما يرفضه الصمد بتأكيده، انه لا يبيع مواقفه، وغير مستخدم عند احد، وهو يتحدث عن شريك سني في النظام، وهذا غير موجود برأيه، وهو ما اراد ان يظهره للرأي العام اللبناني.

في حين قرأ احد المراجع السياسية، ما اقدم عليه الصمد انما للفت النظر، وابلاغ رسالة الى من يعنيهم الامر، لا سيما السعودية، بان تلتفت الى الوضع السني المشتت، وهو بذلك اقدم على حركته هذه المعاكسة للواقع السياسي، ولفتح حوار معه، لمن يتعاطى في الملف السني خصوصا واللبناني عموما، وتحديدا سفير السعودية في لبنان وليد البخاري الذي لم ينجح في ادارة ملف الانتخابات التي جاءت رياح نتائجها بعكس ما تشتهيه سفنها.

فموقف الصمد الذي يعتبره مستقلا، ويعبّر عن قناعاته، لكنه جاء في «الوقت الضائع» الذي ليس لصالح «الحريرية السياسية»، التي يحاول «الورثة» ابقاءها حية وموجودة، ومن هم خارج «العائلة البيولوجية» بان يستفيدوا من مؤيديها وجذبهم باتجاهها، وهذا ما جرى في الانتخابات النيابية الاخيرة، سعى اكثر الى كسب اصوات «المستقبليين».

وسعى الصمد، من تسميته للحريري ان يعيده الى «الحياة السياسية»، وهو الذي اخرج نفسه منها، وبسبب ادائه الذي كان النائب المنتخب ينتقده، ووقف في كثير من المراحل ضد «السياسة الحريرية» المالية وفي شؤون اخرى، لكنه اراد من وراء ذلك ان تصل رسالته الى جمهور «المستقبل» لكسبه، كما قرأ موقفه معارضون له، اضافة الى انه فاجأ من يعتبرونه حليفا لهم، وان تعويم سعد الحريري، غير مرغوب لا عائليا ولا سياسيا، ولا من اصحاب القرار الخارجي.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني