التطورات السورية.. اي انعكاس على علاقات دول المنطقة؟
التطورات السورية.. اي انعكاس على علاقات دول المنطقة؟

خاص - Saturday, August 13, 2022 2:34:00 PM

تتسارع التطورات السياسية في المنطقة بما يوحي بتكّون موجة جديدة من التغيير في المواقف والعلاقات بين الدول في الاقليم، وليست التصريحات السياسية الاخيرة لعدد من كبار المسؤولين الا عيّنة عن دلالات تتجمّع ويحاول المحللون السياسيون قراءتها للخروج بفكرة عمّا ستؤول اليه الامور في الاتي من الايام.

تصريح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم امس الخميس، ليس الا احد الامثلة. فقد ادلى بتصريح حول سوريا، بدا لافتا، قائلا: "علينا أن نصالح المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما، وإلاّ فلن يكون هناك سلام دائم".

تصريح اوغلو هذا، اثار بلبلة في صفوف المعارضة السورية حيث ادّت الى انتفاضة شعبية ضمن مناطق النفوذ التركي في حلب وإدلب والرقة والحسكة وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

كما طرح تساؤلات عدّة عن مستقبل الازمة السورية وعما يمكن ان تتجه نحوه العلاقات بين المعارضة السورية والنظام السوري من جهة وبين النظام السوري وتركيا من جهة اخرى.

فهل باتت سوريا على شفير تغيّرات كبيرة تقلب المشهد رأسا على عقب؟

في حديث لموقع vdlnews، استبعد الخبير في الشؤون التركية جو حمّورة ان تتم المصالحة بين النظام السوري والمعارضة برعاية تركيا، معتبرا ان "التسوية في سوريا ليست متعلقة بشكل اساسي بالمعارضة والموالاة انما بالقوى الخارجية وهذا التصريح اتى بعد لقاءات متعددة بين الاتراك والروس من جهة وبين الاتراك والايرانيين من جهة اخرى".

واضاف: "يبدو ان هناك مساعٍ اقليمية لانهاء الحرب في سوريا او على الاقل لتقريب وجهات النظر لبداية حل، الا ان المشكلة تكمن في تعدّد اقطاب المعارضة السورية، اذ انها تضم مجموعات كثيرة ولا تدور جميعها في فلك تركيا وهي تختلف فيما بينها، فقسم منها لا تربطه علاقات بالخارج وقسم آخر تربطه علاقات بتركيا ودول الخليج العربي وغيرها".

وتابع: "لذا الموضوع معقد جدا ولا يمكن ابرام تسوية داخلية من دون اشراك القوى الخارجية".

ولدى سؤاله عما اذا كانت هذه الخطوة التركية ستؤدي الى تطبيع العلاقات التركية مع النظام السوري، اعتبر حمّورة ان "تطبيع العلاقة بين تركيا والنظام السوري لا يندرج في اطار الهدف الاستراتيجي بالنسبة لتركيا".

وعما اذا كانت هذه الخطوة مقدّمة لحل ازمة النزوح السوري في تركيا، رأى الخبير انه "اذا كان هناك ميلا جديا لانهاء الحرب في سوريا، فان مصلحة تركيا تكمن في حل ازمة النزوح السوري على الاراضي التركية الا ان هذا الامر ليس محصورا بمصالحة بين تركيا والنظام السوري لان تركيا باستطاعتها اعادة اللاجئين السوريين الى الاراضي السورية بطرق عدّة، سواء عبر الاراضي التي سيطرت عليها في الشمال السوري او في منطقة ادلب حيث يمكنها اعادتهم اليها".

وعن العملية العسكرية التي كانت تنوي تركيا شنها على الشمال السوري، قال حمّورة، "تم تجميد العملية بعد تواصل روسي – ايراني وتطورات اخرى الاّ انه تركيا لم تنكر عزمها شن العملية".

وعن امكانية ان نشهد تنسيقا سوريا – تركيا في سوريا من شأنه انهاء "حلم الاكراد" بالكيان المستقل، قال حمّورة: "موضوع الكيان الكردي اصبح ميتا ومشكلة تركيا مع الاكراد هي بالتحديد مع الاكراد المتواجدين على الاراضي التركية المتمثلين بحزب العمال الكردستاني والفروع الاخرى له الموجودين في العراق". وتابع: "اما الاكراد المتواجدون على الاراضي السورية فان تركيا رحّلت قسما منهم بعد دخولها الى الاراضي التي يتواجدون فيها ووطّنت اناس مكانهم لذا لا امكانية لهم بعد اليوم بانشاء كيان مستقل او دولة حقيقة في سوريا".

واضاف: "اما سوريا فلا مشكلة كبيرة لها مع الاكراد لانها تعتبرهم طرفا محايدا لا معها ولا ضدها وفي اي تسوية مقبلة تستطيع ان تتعاطى معهم بطريقة طبيعية".

اذا، لابد من مراقبة المشهد السوري عن كثب في الفترة القادمة، فاذا كانت تركيا جادة بما اعلنه اوغلو، فسيكون لذلك انعكاس جلي على الاوضاع في الداخل السوري وعلى مشهد العلاقات في المنطقة. فلندع الايام المقبلة توضح الصورة اكثر بما قد يكون لذلك من انعكاسات على لبنان حتى.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني