الشغل مش عيب"! جملة لطالما استعملها ورردها اللبنانيون انفسهم معبّرين عن رأيهم "المنفتح" بأي وظيفة او مهنة كانت. أمّا اليوم فكما يقول المثل الشعبي "داب الثلج وبان المرج".
تعليقات اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي منذ الصباح الباكر. فيديو للسيدة نوار مولوي عقيلة رئيس الحكومة حسان دياب، تتحدّث فيه عن الاوضاع الاقتصادية الصعبة وعن خطة الحكومة باستبدال الاقتصاد الريعي بالاقتصاد الانتاجي في لبنان، الامر الذي طالب به الشعب طويلا. فيديو لم يمرّ مرور الكرام بالنسبة للبنانيين إذ انّ قسماً كبيراً منهم اعتبره مستفزا وغير لائق بحقنا.
نعم، فيديو مستفز وغير لائق بحقّ الـPrestige، ولكن لمن فاته الفيديو كاملاً، تحدّثت السيدة رضوان عن انّ لبنان بحاجة للاتكال على نفسه لا على الخارج.
واشارت إلى خطة الحكومة لاستبدال الاقتصاد الريعي بالاقتصاد الانتاجي، ذاكرة القطاعين الصناعي والزراعي واكملت وتحدّثت عن استبدال العمال الاجانب بالعمال اللبنانيين لابقاء الاموال اللبنانية في البلد والاستثمار بها.
كان هذا مطلب كثيرين عند الحديث عن النازحين السوريين الذين تهافتوا على العمل وافقدوا عدداً كبيراً من اللبنانيين الفرصة بايجاد فرص لايعال عائلاتهم.
في سياق الحديث عن العمال الاجانب، ذكرت مولوي العاملات الاجنبيات مشيرة إلى انّ اللبنانيات قادرات على العمل في المنازل. إلّا انّ ما تناساه كثيرون من المعلّقين على الفيديو هو الطرح بعمل هؤلاء السيدات ضمن قانون عمل يحميهن، ضمن ساعات محددة وليس لـ24 ساعة في اليوم، وبوجود ضمان يحفظ حقوقهن، ويساويهن بالتالي مع أي وظيفة اخرى كانت. فما المشكلة بالطرح بحدّ ذاته؟ اين المشكلة في تنظيم عمل للسيدات يساعدهن على اعالة العائلة؟
وذكرت ايضاً مولوي نواطير الابنية، او العاملين على محطات الوقود لتلقى ردوداً على صفحات مواقع التواصل ايضاً.
فقد تناسى اللبنانيون انفسهم مبادرة محطة IPT والقرار بتوظيف لبنانيين فقط، لا اجانب؛ هذا القرار الذي لاقى ترحيباً وتصفيقاً وحملة واسعة داعمة للمحطة ومطالبة بالسير على خطاها. عندها ألم يكن "الشغل عيب؟
عقيلة رئيس الوزراء اوضحت حديثها في الفيديو معتبرةً أنّ "ناقوس الخطر دقّ" وانّ هناك حاجة للعمل في لبنان نتيجة الازمة الاقتصادية الراهنة التي نعيشها.
الاكيد ان من تعب لتحصيل شهادة وتعلّم لن يتقبل بسهولة العمل في غير وظيفته، او في مهنة يرى انّها لا تناسبه وليست من "مقامه"، وهذا اساسا ما لم تطرحه هي. الاكيد انّ كثيرين يخافون من انتقادات المجتمع المزيّف الذي نعيشه. والاكيد ان كثيرين يتمنّون الافضل لأنفسهم ولأولادهم. نعم على الدولة ايجاد الحلول وتأمين فرص عمل اكثر للشباب ضمن اختصاصاتهم. نعم على الدولة استعادة الاموال المنهوبة. نعم على الدولة مكافحة الفساد. ولكن على الشعب اللبناني الوعي فعلاً انّ الوضع يتطلب تكاتفاً وان "الشغل عنجد مش عيب". لا احد ينفي دور الدولة ومسؤوليتها، حينما يدعم عمل اللبنانيين مهما كان نوع العمل.