المونديال على أرض عربية حق مكتسب… مناسبة للتقارب بين شعوب العالم
المونديال على أرض عربية حق مكتسب… مناسبة للتقارب بين شعوب العالم

خاص - Thursday, December 1, 2022 5:59:00 PM

محمد عبدالرحمن

بالرغم من أن ملايين الناس في قطر، وحول العالم، يستمتعون بمباريات بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا في الدوحة منذ انطلاقها قبل مايزيد على عشرة أيام، إلا أن الجدل بشأن تلك البطولة، لم يتوقف حتى الآن، مما يجعلها أكثر المنافسات التي تعرضت للتسييس عبر تاريخ بطولات كأس العالم لكرة القدم.
وقد دفع الأمر العديد من الشخصيات الرياضية والسياسية في العالم إلى الدعوة للتوقف عن تسييس تلك البطولة، وجعلها مناسبة للتقارب بين شعوب العالم والاستمتاع بكرة القدم.

المونديال على أرض عربية حق مكتسب


في هذا الاطار كشف الصحافي الرياضي "أحمد محي الدين" المتواجد في مونديال قطر لموقع "VDLNEWS" :"ان حصول المونديال على أرض عربية هو حق مكتسب لأي دولة ولأي منطقة ولأي جهة، ومنذ حوالي 20 سنة بدأت المداورة بين القارات لاستضافة هذا الحدث، وكان لا بد من ان تكسب المنطقة العربية الرهان في استضافته، والجدير بالذكر أن محاولات عدة لدول كمصر وليبيا حاولوا كسب الرهان في السابق، الا أنّ قطر نجحت في نهاية المطاف، والتي تقوم بتقديم كل ما بوسعها ويمكننا القول أنّ الحدث هنا شيء يفوق الخيال على مستوى كلّ التجهيزات".
ولفت محي الدين الى ان "التفاعل كبير من قبل الجمهور العربي مع المنتخبات العربية على أرض عربية، اذا تلقّت المنتخبات الدعم الكبير من قبل الجماهير وسط جو من المؤازرة، بالاضافة الى وجود رابطة من الجمهور العربي مخصصة لدعم المنتخبات العربية، وهذا ما رأيناه واضحاً في مباريات المنتخب التونسي والمنتخب المغربي".
وتابع: "يسعنا أن نذكر هنا المشاركة الكثيفة للجمهور السعودي لأن يمكنه اجتياز الحدود بسهولة لقطر، وهذا امن المؤازرة الكبيرة للمنتخب السعودي".
واعتبر انه "للاسف تم خروج جميع المنتخبات العربية من المونديال في دور المجموعات الاول، على أمل تأهل المنتخب المغربي، بينما خرج التونسي والسعودي والقطري، أي منتخب البلد المستضيف، وهذا ثاني منتخب مضيف يخرج من الدوري الاول للمجموعات بعد جنوب أفريقيا عام 2010".
وبالنسبة للمشجعين العرب للمنتخبات الاجنبية، قال محي الدين: "أصبح اليوم المشجعون يدعمون منتخباتهم المفضلة بالاضافة الى تشجيع منتخباتهم العربية، ولكن دعمهم الاكبر كان لمنتخب بلدهم، وكان ملموسا بين الجماهير العربية".

أداء المنتخبات العربية
وعن أداء المنتخبات، أوضح قائلاً: "كان واضحا الضعف في الاداء عند المنتخب القطري وذلك لانعدام الخبرة والتجربة، اضافة الى قيام الاتحاد القطري بإرسال لاعبيه الى معسكرات وابعاده عن الضوضاء وعن تعرضه للضغوطات، ويمكننا القول ان هذا من أثر على أدائهم وافتقادهم للتنافس، وظهر بوضوح في خلال المباراة الثلاث للمنتخب القطري، ولكنه لم يكن معوّلا عليه وخرج من الدور الاول، أما المنتخب السعودي فبدأ يطريقة أكثر من قوية وبفوز أسطوري غلى المنتخب الارجنتيني ولكن خسر الرهان عليه في المباراة الثالثة له بشكل دراماتيكي أمام المنتخب المكسيكي، الذي كان من أكثر المنتخبات العربية شراسةً اليوم، وهذا ينطبق على المنتخب التونسي، اذ افتقد للكثير من الفعالية أمام مباراته ضد أستراليا وكان ضعيفا هجومياً، ولكن لا ننكر الفوز المشرف له على المنتخب الفرنسي، وأيضاَ المنتخب المغربي يمتاز بالقوة واللاعبين المحترفين على أعلى المستويات ولاعببيه منتشرين بعدة اندية عالمية وحصل على عدة نقاط في مباراته السابقة، وعليه اليوم توجه الانظار حول مباراته لتأهله لمرحلة  دورالمجموعات 16".

واعتبر "ان مشاركات المنتخبات العربية أثيرة عبارة انجاز مشرف وعمل جبار في المشاركة على كل ما يفعلونه، ولكن مازالت البطولات العالمية محصورة بين المنتخبات العالمية".

الحملة الغربية على دولة قطر 
منذ أول يوم استضافت به قطر المونديال، ولم يبق ملف والا تم تحريكه ضد قطر ومنها شراء الاصوات وحقوق العمال وحقوق المرأة والحريات العامة، ولم يتركوا ثغرة لمهاجمة قطر في اطار الحريات العامة ولكن قطر كانت بالمرصاد لهذه الحملة، وتصدت من خلال تحضريها له من انشاء 8 ملاعب ذات الفخامة وذات معايير عالمية تفوق الخيال، وتجديد شبكة الطرقات تم انشاء مترو لسهولة وسرعة المواصلات، وهنا ردت بعمل دؤوب وبتنظيم رائع جدا ذو أعلى المستويات وشيء يفوق الخيال، والسبب استضافة هذا الحدث العالمي الذي يجمع قارات العالم على مساحة جداً صغيرة، والفرق كان سابقاً قارة تستضيف المونديال أما اليوم فقطر لا تكون الا كمدينة امام العالم من حيث مساحتها واستطاعت حضن العالم في هذه المساحة الصغيرة، وربط الشرق بالغرب في هذا الحدث العظيم".


أما عن الظواهر التي برزت بين الملاعب لايصال رسائل في السياسة والحقوق الانسانية اعتبر محي الدين أن "في السياسة يوجد غرب مسيطر عليه أميركا وحلف الناتو والشرق من روسيا وايران والصين والصراعات قائمة بينهم، ولا بد من تأثير هذا الشرخ على الشق الرياضي العالمي، ولا سيما اي حدث عالمي محط للانظار".

ونوّه ان ما فعلته هذه الحملة الغربية هو استغلال الحدث لضرب الثقافات ومنع التقائها ببعضها، وكسر المبادئ الاساسية لهذه البلدان، وهنا نقول ان هذه الحملة الاعلامية الكبيرة الذي واجهتها قطر طوال السنوات الماضية الاخيرة، اليوم تتوجه ضد ايران ومع الوقت ممكن تتوجه ضد العراق أو لبنان أو اي بلد في المنطقة العربية يشكل تهديداً للسياسة الغرب سواء ان كانت المناسبة رياضية او ثقافية وغيرها، ولان العالم يعيش اليوم من عدة أقطاب ويوجد تجاذبات بينهم وهذا واضح وعلني شاء من شاء وأبى من أبى".


وأخيراً، يسعنا أن نقول استطاعت قطر جمع العالم بأثره على أرضها، فالشرق بأصالته والغرب بتألقه، ورصعت التقاء اختلاف شتى الثقافات والحضارات حول العالم، وأوصلت رسالتها له، الشرق الاوسط والمنطقة العربية قادرة على احتضان العالم، ومؤمن بعنوان السلام والتلاقي العالمي.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني