تصفية التحقيق في انفجار المرفأ
تصفية التحقيق في انفجار المرفأ

أخبار البلد - Thursday, January 19, 2023 6:00:00 AM

نور نعمة - الديار

هناك سابقة لا تحدث الا في لبنان، وهي ان المرتكبين والمجرمين يُبرؤون، في حين ان اهل الضحايا والابرياء يُحاكمون. هل يحدث في أي بلد ان تقتل دولة ابرياء ، بسبب فشلها واهمالها، ثم لا تكتفي بذلك فتقدم على سجن اهالي هؤلاء الضحايا؟ هذه السابقة او بالاحرى هذه الوقاحة السياسية التي لا مثيل لها، بدأت منذ استدعاء وليام نون الى التحقيق، علما انه شقيق الضحية في الدفاع المدني جو نون. ولكن لا نرى هذه الدولة عازمة على فتح تحقيق جدي في جريمة مرفأ بيروت، بل ما يحصل اليوم هو محاولة لتصفية القضية عبر التحقيق مع اهالي الضحايا لاسكاتهم وكم الافواه، بالاستقواء على اي محتج يريد العدالة لبيروت ولضحاياها الذين سقطوا في 4 آب 2020.


 
نعم، الدولة تحقق مع وليام نون وبيتر بو صعب، ولكن لا تستدعي وتحقق مع المسؤولين الذين وضعوا نترات الامونيوم في المستودع في المرفأ، وخزنوا مادة شديدة الخطورة في العاصمة بيروت التي تحولت الى عاصمة منكوبة نتيجة الانفجار المشؤوم. لا احد يحاسب هؤلاء الذين ما زالوا مجهولين حتى اللحظة، لان ما من تحقيق يجرؤ على المس بهم.

 
هذا المشهد المحزن والظالم، يحصل فقط في جمهورية الموت والغدر واللاعدالة ، حيث لا يحصل اهالي الضحايا المغدورين على عزاء، بل يتعرضون لاضطهاد. ذلك ان الدولة اللبنانية لم تنصف وليام نون وبيتر بو صعب وغيرهما من اهالي ضحايا انفجار المرفأ، اذ لم يجر حتى هذا التاريخ تشكيل لجنة لتقصي الحقيقة لهذا الانفجار المدمر، بل للاسف لا يزال الغموض يلف مأساة 4 آب.

علما ان الوصول الى الحقيقة ليس مطلب فقط الاشخاص الذين خسروا اشقاءهم وزوجاتهم وازواجهم واطفالهم، بل هو مطلب وجداني لانفجار ضخم اطلق عليه اسم «بيروتشيما» لانه من اكبر الانفجارات غير النووية في العالم. فكيف يمكن السكوت عن هكذا انفجار واعتباره «قضاء وقدر»؟ هذا ليس قدرنا ان نموت في عاصمتنا بمواد شديدة الانفجار وضعها اناس مجرمون، وسكت عنها اناس مهملون باعوا انفسهم لشهوة السلطة والنفوذ.


والاخطر من كل ذلك، ان الدولة تريد اليوم اسكات اي صوت يعلو يطالب بالعدالة، وليس الانتقام لابرياء سقطوا ظلما، ولاي صوت يريد معرفة الحد الادنى من الحقيقة لما حصل من تشويه لبيروت ست الدنيا ودمارها. لذلك سنرى المزيد من «بدع» السلطة لطمس التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، اولها ظهر بمهاجمة اهالي الضحايا، وثانيها وثالثها ترهيب وعرقلة في محاولة لطمس العدالة والحقيقة لانفجار 4 آب.  

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني