طرابلس تحت تأثير الدولار.. خمود في الحركة التجاريّة وشوارع خالية
طرابلس تحت تأثير الدولار.. خمود في الحركة التجاريّة وشوارع خالية

أخبار البلد - Monday, January 30, 2023 6:00:00 AM

دموع الأسمر - الديار

لاول مرة منذ سنوات، يغيب الازدحام عن شوارع طرابلس الرئيسية، دون الحاجة الى شرطة سير، او اشارات ضوئية مطفأة منذ اكثر من اربعين عاما...

 
ليست الشوارع الطرابلسية التي غاب عنها الازدحام، بل الاسواق التجارية ايضا بدت انها تعاني من انخفاض لافت في حركة البيع والشراء، الى درجة اسماها أحد التجار بالخمود غير المسبوق، الذي انعكس سلبا على المدينة التي تعاني من اسوأ انواع القهر والفقر والجوع في تاريخها الحديث ...

ربما بطاقات المعونة الغذائية، التي تقدمها دولة قطر للعائلات الفقيرة المدرجة اسماؤها ضمن لوائح اعدتها دار الفتوى، والتي خصصت لموظفي القطاع الديني، او تلك البطاقات القطرية المقدمة لموظفي القطاع العام وتبلغ قيمتها مئة دولار، ربما حرّكت الركود التجاري، لكن هذه الحركة اقتصرت على بعض "السوبرماركات" التي حصرت عملية صرف البطاقة فيها، غير ان مئات العائلات من ذوي الدخل المحدود لم تحظ بهذه البطاقات، التي يبدو ان من وضع يده عليها وزعها وفق المحسوبيات ...

منذ بدء تقلبات سعر صرف الدولار الاميركي، الذي ترافق بارتفاع مخيف في اسعار المواد الغذائية والمحروقات، فمنذ ذلك الحين والاسعار تتبدل يوميا اكثر من ثلاث مرات، في الصباح وعند الظهر سعر مغاير، وفي المساء سعر آخر...

 
بعض المحلات التجارية الكبرى و"السوبرماركات"، خصصت موظفين حصرت بهم تبديل الاسعار عند تبدل الدولار، ولوحظ ان ارتفاع الدولار يقابله ارتفاع يتعدى العشرة بالمئة، كأنه سباق قائم بين الدولار والمواد الغذائية والاستهلاكية، مما انعكس سلبا على حركة المبيع في الاسواق ...

اما ارتفاع اسعار المحروقات، فقد دفع بالمواطنين الى تقنين حركتهم بالسيارات واللجوء الى السير مشيا على الاقدام، وهذا ما يلاحظه المرء من حركة الشوارع التي انخفضت فيها حركة السيارات ...

ليست الازمة مقتصرة على الحركة التجارية وحركة الشوارع، فالاخطر ان تقلبات الدولار انعكست على اسعار الادوية والاستشفاء التي تكاد ان تعجز عن تقديم خدماتها الاستشفائية للمواطنين، وينتج عن ذلك اشكاليات عند ابواب المستشفيات التي تطلب الدولار "الفريش"، خاصة وان العديد منها اقفل أجنحة فيها، نتيجة تأخر المؤسسات الضامنة عن تسديد ديونها، مما فاقم من ازمة هذه المستشفيات ووضعها امام خيارات مريرة للغاية ، من شأنها ان تلقي بظلالها القاتمة على واقع المدينة الاكثر قتامة ...

وتضج في المجالس الشعبية تساؤلات حول دور نواب المدينة وقياداتها السياسية من الازمات التي تنعكس سلبا على معظم العائلات الطرابلسية، وتردد ان ما تشهده في هذه الايام، لم تشهده في احلك الايام التي مرت على المدينة في تاريخها القديم والحديث ...

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني