هل تُؤجَّل الانتخابات الرئاسية الأميركية؟
هل تُؤجَّل الانتخابات الرئاسية الأميركية؟

خاص - Wednesday, May 27, 2020 9:21:00 AM

كريم حسامي

في وقت تصاعدت حدّة التوتر بنحو كبير وغير مسبوق بين الولايات المتحدة والصين، خصوصاً بعد تفشي "كورونا"، تتجه الأنظار نحو الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني المقبل واحتمال تأجيلها.

حذّرت مُذكّرة مُسربة من "البنتاغون"، من أن "كورونا" لن يكون له عودة فقط، بل لا لقاح ضدّه حتّى صيف 2021"، تزامناً مع إعادة فتح بعض الولايات الأميركية التي تؤيد سياسة الرئيس دونالد ترامب مثل أريزونا وتكساس وجورجيا وفلوريدا وميشيغان، فضلاً عن بعض الدول الأوروبية كبلجيكا والسويد وإيطاليا وبريطانيا والشرق الأوسطية كلبنان والسعودية والإمارات والآسيوية كاليابان.

أمّا ما يطرح علامات استفهام، فهو أنه إذا عاد الفيروس بموجة ثانية وثالثة مثلما علّمنا التاريخ مع الانفلونزا الاسبانية، وبعيداً عن الجدل حول اللقاح، هل ستجري الانتخابات الرئاسية في أميركا في موعدها؟

لذلك، نجد أن ترامب في موقع صعب جداً وعالق بين خيارين:

-          في حال لم يعيد فتح الاقتصاد كما يريد ويصرّ عبر التهديد بتخطي حُكّام الولايات، فالاحتمال الكبير أن يخسر مسألة إعادة انتخابه.

-          عندما يُقرّر إعادة فتح الاقتصاد والبلاد، مع ما يعنيه ذلك من حدوث موجة فيروس ثانية تٌسبّب مزيداً من الوفيات والانهيار الاقتصادي وتزداد الانتقادات بحق الرئيس الأميركي التي تتهمه بأنه يضع مصلحته الشخصية على حساب أرواح شعبه. عندها يخسر الانتخابات أيضاً.

وفي هذا الإطار، أكّدت مصادر مطلعة على مجريات الأحداث أنّ "هناك شكّ في إمكان حدوث الانتخابات عبر الحضور الشخصي للناس إلى صناديق الاقتراع". وأضافت: "وفي حال عدم حضور الأشخاص إلى الصناديق، فمن سيكون مسؤولاً عن نتائج الانتخابات؟" هل ستتم العملية الانتخابية الكترونياً؟ مشيرة الى أنّ "العمّ سام" يمّر بأغرب أوقات في تاريخه وليس مؤكداً حصول العملية الانتخابية في ظلّ أسوأ كساد اقتصادي في تاريخ البلاد مُسجّلاً رقماً قياسياً في عدد العاطلين عن العمل وخسارة الأجور ووقف دفع الضرائب والديون إلخ".

من جهتها، تفيد إحدى استطلاعات الراي حول الانتخابات أن "ترامب سيخسر بسبب التداعيات الرهيبة التي سببها "كورونا" بالاقتصاد الأميركي".

الى ذلك، كيف سيتم التعاطي مع هذه الفوضى الاقتصادية؟ المثل اليوناني لا يزال حياً عندما تدخّلت الحكومة آخذةً المال من ودائع الناس في ما يُسمّى بـBail in، بعد إجراء عدة عمليات Bailout. ويمكن توقّع زيادة هائلة في الضرائب على أبسط الأمور لردم الهوّة المالية، فيما يُشكّل التضخّم أكبر عملية "صامتة" لنقل الأموال والثروات عبر ارتفاع أسعار المواد الغذائية بنحو جنوني وتراجع قيمة الدولار، الذي أصبح عملة إلكترونية، بشكل دراماتيكي.

ونرى هنا كيف أن المصارف الأميركية العملاقة مثل "جي بي مورغان" و"غولدمان ساكس" تنصح عملاءها بالاستثمار في الذهب عوضاً عن الدولار.

ويلفت "جي بي مورغان" أن تدابير السياسة النقدية وغير المسبوقة المعلمة في العالم قد تؤدي إلى إضعاف النمو الاقتصادي على المدى الطويل وخفض قيمة العملة ما يدعم قيمة الذهب. ويُقدّم خبراء المصرف إلى أن أثر ذلك سيظهر في صعود قيمة الين الياباني أو الذهب بدلا من الدولار. 

وسط هذه التطورات، يُنقل العالم نحو الدولة الاشتراكية بشكل جديد ونظام مختلف لكنه مترابط مثل النموذج الصيني، وذلك بعد إعطاء اللقاح غير معروف المحتوى الى الناس.

فنجد الاشتباك الأميركي-الصيني يتصاعد توازياً مع تحذير الصين من أنها على شفير حرب باردة جديدة مع أميركا واتهام الأخيرة لها بسرقة اللقاح. ويتداخل كل هذا مع مسألة هونغ كونغ والعقوبات الأميركية المفروضة على بكين، وذلك بعد التوصل الى اتفاق تجاري بين البلدين لم يصمد.

الى ذلك، يجب عدم إغفال أهمية الأحداث التالي: التحدي الإيراني عبر إرسال خمس ناقلات نفط الى فنزويلا من دون أن توقفها واشنطن، واقتراب ضمّ إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن مطلع تمّوز المقبل بانتظار رد محور الممانعة، فضلا عن مناقشة أميركا إمكانية إجراء أول تجربة نووية منذ 1992 لإظهار القوة في وجه روسيا والصين.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني