الراعي: لا تستطيع الجماعة السياسية ممارسة السياسة بمعزل عن الحوار الصريح والمتجرد
الراعي: لا تستطيع الجماعة السياسية ممارسة السياسة بمعزل عن الحوار الصريح والمتجرد

أخبار البلد - Sunday, March 19, 2023 10:55:00 AM

ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس عيد مار يوسف على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي " كابيلا القيامة". 

وشدد الراعي في عظته على أنّ "أساس الحوار هو الإصغاء أولا لما يقوله الله، علما أن الله يكلمنا بشكل دائم بشخص المسيح، بكلام الإنجيل، بتعليم الكنيسة، بالإخوة الفقراء والمعوزين، بأحداث الحياة حلوها ومرها، بشخص خدمة الكهنوت والمكرسين، وبصوت الضمير".

وأضاف: "إن كلام الله "نور وحياة"، بدونهما تخبط في الظلمة، وشلل العقل عن الحقيقة، والإرادة عن الخير، والقلب عن الحب والمشاعر والإنسانية.الحوار مع الناس يتأسس هو أيضا على الإصغاء. نسمعهم بما يقولون، ويتألمون، ويتوقون. ونسمعهم عندما نسبقهم إلى تلبية مشاعرهم وحاجاتهم قبل أن يتكلموا ويتظاهروا وينتفضوا".

ورأى أنّ "المسؤول هو الذي يصغي ويبتكر ويميز حاجات الذين هم في دائرة مسؤوليته. لا تستطيع الجماعة السياسية ممارسة السياسة بمعزل عن الحوار الصريح والمتجرد، بالإصغاء المتبادل وتمييز القرار الواجب إتخاذه، من دون فرض الرأي عنوة، ومن دون حسابات مخفية، وبمعزل عن السعي الدؤوب إلى توفير الخير العام، الذي فيه تجد معناها ومبرر وجودها، والذي يشكل الأساس في حقها بالوجود".

وقال: "يقتضي الخير العام توفير مجمل شروط الحياة الإجتماعية والإقتصادية التي تمكن وتسهل لجميع المواطنين والعائلات والجمعيات البلوغ إلى كمال حاجاتهم" (الدستور الرعوي: الكنيسة في عالم اليوم، 74). في عدم توفير الخير العام يكمن مصدر أزماتنا: السياسية والإقتصادية والمالية والتجارية والأخلاقية".

وتابع: "هذا هو السبب الأساس لتعثر بل لتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية، وبنتيجة هذا التعطيل شلل المجلس النيابي والحكومة والوزارات والإدارات العامة. بل هنا مكمن الفوضى والفساد وتفكيك أوصال الدولة وإفقار المواطنين والتسبب بقتلهم وموتهم جوعا ومرضا وانتحارا. إذا سمع المسؤولون صوت الله عبر كلامه، لوجدوا الباب إلى الحل. فكلام الله يحرر ويوحد. وأي كلام آخر آت من المصالح الشخصية والفئوية والمذهبية، يأسر في مواقف متحجرة، وبالتالي يفرق ويباعد ويعطل سير الحياة العامة".

وختم الراعي: "لا ينسين المسؤولون السياسيون أن العمل السياسي هو خدمة الانسان، بموجب تصميم الله الذي اراد ان يؤلف من الرجال والنساء عائلة بشرية واحدة، يتعاملون فيها بروح الاخوة في ما بينهم، وبروح البنوة للخالق الواحد. ما يجعل كل الاشخاص بحاجة الواحد الى الآخر، وهم في حالة ترابط. من شأن السلطة السياسية تعزيز هذا الترابط والتكامل بين المواطنين، وتسهيل سعيهم الى انشاء جمعيات ومنظمات عامة وخاصة، ووضع نظام اجتماعي يضمن خير كل شخص، إذ يتأسس على الحقيقة، ويحمى بالعدالة، وينتعش بالمحبة، وينمو بالحرية السائرة نحو مزيد من الاتزان البشري. نسأل الله بشفاعة القديس يوسف، شفيع العائلة البشرية، أن يمنح الجميع نعمة الإصغاء لكلامه، والعمل بموجبه على مثال القديس يوسف، فنستحق أن نرفع إليه آيات الشكر والتسبيح، الآب والإبن والروح القدس، الآن وإلى الأبد".

 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني