الحجار خلال افتتاح القرية الرمضانية في بعلبك: نتطلع لربط المساعدة المالية بالتنمية الاقتصادية
الحجار خلال افتتاح القرية الرمضانية في بعلبك: نتطلع لربط المساعدة المالية بالتنمية الاقتصادية

أخبار البلد - Sunday, March 19, 2023 2:22:00 PM

أكد وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار، أن "الوزارة ستحول ابتداء من هذا الشهر بين مشروعي أمان والأسر الأكثر فقرا ما مجموعه 25 مليون دولار كمساعدة مالية بالدولار الاميركي للأسر الحاصلة على بطاقات من الوزارة".
 
جاء ذلك خلال رعايته الحفل الذي أقامته "الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب" لإطلاق افتتاح مشروع "القرية الرمضانية" في القرية الزراعية في سهل بعلبك، في حضور النائب ملحم الحجيري، رئيس بلدية بعلبك بالتكليف مصطفى الشل، مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي، وفاعليات أمنية وعسكرية ودينية واجتماعية.
 
وقال حجار: "ها قد اقترب شهر رمضان المبارك ونحن في زمن الصوم المسيحي، وهذا الصوم يدخلنا في صلب الحياة الروحية الحقيقة، وجوهرها المحبة وخاصة محبة الانسان لأخيه الانسان".
 
وتابع: "هذا البلد الصغير بمساحته وعدد سكانه، الكبير بفكره ورجالاته الذين تربينا على ايديهم في جنوبنا الحبيب من مطران المحبة والعيش الواحد المطران سليم غزال ابن هذا البقاع ورسول المحبة في جنوب لبنان الذي قيل عنه ان إنجيله دفتان واحدة لمسيحيته وأخرى لإسلامه، ورغيفه نصفان يكسره ويوزعه في فم كل محتاج، الى إمام المحبة ومقاومة الفقر الإمام موسى الصدر، نجدنا اليوم نبحث عن الوطن الذي بناه هكذا رجالات ونطلق تساؤلات في كافة الاتجاهات، فكيف لبلد ضم رسل محبة وسلام أن يواجه حالاً مأسوفاً ومريرا؟".
 
وأردف: "من هنا، أنا أؤكد، أصر وأطلق الصرخة: نعم، نحن أبناء هذه المدرسة ومنها ننطلق بإيمان غامر نحو أخوتنا اللبنانيين جميعا على مختلف أديانهم وانتماءاتهم. فمن هنا، وفي هذا الجو العابق بالإيمان والمحبة، ندعو الجميع للتعمق في هذا البعد الروحي لبناء لبنان خارج عن الاصطفاف المناطقي والتناحر الطائفي فكل أبناء المناطق سواسية، وعلى هذا الأساس بنيت رؤيتي للعمل في وزارة الشؤون الإجتماعية. فأنا أسعى يوميا لهيكلة إدارة تعكس النموذج اللبناني وتضمن استمراريته. إدارة نواتها الموظف المواطن أولا، إدارة تنطلق في عملها لخدمة كل مواطن محتاج بعيدا عن الزبائنية، فلكل لبناني الحق في الحصول على الخدمة التي يطلبها".
 
وأضاف: "من موقعي على رأس وزارة الشؤون الاجتماعية أسعى إلى توحيد كل الجهود الممكنة لمواجهة هذا الكم من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية عبر استراتيجية واضحة للحماية الاجتماعية للبنانيين كل اللبنانيين وقد قمنا لهذه الغاية بتوسيع برنامج دعم الاسر الأكثر فقرا لمساعدة أكبر عدد ممكن من الأسر اللبنانية لتأمين الحد الادنى من معيشتها وقد رفعت عدد الاسر المستفيدة من البطاقات المالية من البرنامج من 36 الف اسرة عند استلامي الوزارة الى 75 ألف أسرة، ونظرا لتدهور الوضع المالي ولتلبية حاجات الناس سنضيف إلى الاسر المستفيدة سابقا 10495 أسرة جديدة ليصبح العدد الاجمالي 500 85 أسرة لبنانية".
 
وأعلن "إطلاق الدعم المالي أيضا عبر برنامج أمان ل 76 ألف أسرة لبنانية، وقد جددنا الدعم لهذه الأسر 6 أشهر إضافية، ونعمل إلى زيادة عدد الأسر المستفيدة
للوصول الى 150 ألف أسرة ضمن هذا البرنامج، لصبح العدد الاجمالي للأسر
التي تحصل على مساعدة مالية من برامج الوزارة 235 ألف أسرة لبنانية". 
 
وأوضح أن "الوزارة تعمل على إطلاق منحة المعوق للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وهو ما سنعلن عنه قريبا، ونقوم بالتحضير لمنحة الطفل بالتعاون مع منظمة اليونيسيف،
برامج التدريب والتأهيل المهني بهدف اكساب المتدربين مهنة أو حرفة معينة تقيهم الفقر والعوز". 
 
وقال: "إننا نسعى عبر كل برامج الوزارة الى إضاءة شمعة في ظل هذا الظلام الذي
يمر به شعبنا من انهيار مالي واقتصادي غير مسبوق نتيجة تراكم الممارسات السيئة والمحسوبيات التي أوصلتنا الى هنا. كل ذلك يتم بالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية، فيدنا ممدودة بكل محبة الى كل جهة مستعدة للعمل معنا على قاعدة السيادة الوطنية، ولهذه الغاية أطلقنا ورشة عمل في الوزارة لتنظيم عمل كل الجهات الدولية أو المحلية بشكل يمنع الازدواجية ويحقق المصلحة الوطنية العليا".
 
وتابع: "إن كنا نسعى الى مساعدة اللبنانيين فإننا لا نغفل ملف النازحين السوريين الذين اتوا إلى لبنان طلبا للأمن والأمان، واستقبلهم إخوتهم اللبنانيين في بيوتهم، وقدمنا لهم كل المساعدة الممكنة بعيدا عن أي اعتبارات أخرى، فالملف الإنساني بالنسبة لنا تجاه النازحين السوريين لا علاقة له بأي ملفات أخرى من أي نوع كان، مع تأكيدنا الخيار الاستراتيجي لضرورة تأمين العودة الطوعية الآمنة للنازحين السوريين، رأفة بلبنان واللبنانيين، ورأفة بالنازحين أنفسهم،  وهذا ما سنبقى نسعى الى تحقيقه عبر اللجنة المعنية بهذا الملف".
 
وأكد حجار أن "وزارة الشؤون الاجتماعية تتطلع  لربط المساعدة المالية بالتنمية الاقتصادية. وإننا اذ نقدر لكم عاليا هذا العمل الذي تقومون به، نمد يدنا إليكم وإلى كل أهلنا في بعلبك الهرمل للتعاون سويا لخير هذه المنطقة العزيزة على قلبنا جميعا".
 
وختم: "ها نحن اليوم نجتمع مجددا على المحبة في افتتاح هذه القرية الرمضانية لنفرح بقدوم شهر المحبة والإيمان، الإيمان بهذا الوطن وأهله، وبأننا قادرون عند عودتنا الى جوهر إيماننا الديني ان نبني وطناً مشرقاً يداً بيد مع كل الشرفاء في هذا الوطن".
 
رعد
 
وكانت استهلت اللقاء غادة رعد مشيرة إلى أن "الهدف من مشروع القرية الزراعية هو تلاقي الناس مع بعضهم البعض في شهر الرحمة والمغفرة، وتشجيع تصريف واستهلاك الإنتاج المحلي، وخلق فرص العمل، والحفاظ على تراثنا وعلى قيم وفضائل عاداتنا وتقاليدنا".

اللقيس
وتحدث مؤسس الجمعية الدكتور رامي اللقيس، فقال: "افتتح قبل حوالي ثلاثة أشهر معالي الوزير الصديق هكتور حجار القرية الميلادية، ونفتتح اليوم في نفس المكان القرية الرمضانية، وهذا دليل على أننا في نفس المكان يمكننا الاحتفال برمضان والميلاد، وهذه ميزة هذا الوطن الذي يستطيع أن يجمعنا، ولكن نحن للأسف نقرر في بعض الأحيان أن نفرق بعضنا،وهذا المسار الذي يجمع يجب أن نستمر فيه".

وتابع: "لأول مرة نرى رمضان بالصورة الاجتماعية، ونحن نتخوف أن تبدأ تقاليدنا الأصيلة في ظل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية بالاندثار، وأن نبدأ بوضع أولويات متلازمة مع الأزمات، وننسى جمال وأصالة الماضي، وننسى التقاليد والمناسبات التي كانت تجمعنا، بسبب الظروف الضاغطة التي تفرقنا. لذا قررنا أن ننشئ القرية الرمضانية لإبراز الوجه القديم الحلو الذي فيه الذكريات الجميل".

وأشار إلى أن "في القرية الرمضانية سيكون لدينا الافطار والسحور الرمضاني، الحكواتي، التواشيح، الإيمان الاجتماعي، والهدف الذي يجمع، لأن الزمن وظروف الحياة بدأت تفرقنا، والظرف الاقتصادي الضاغط يزيد من تفككنا الاجتماعي لذا نحاول في القرية الرمضانية ان نعطي للمكان الدور في بناء المجتمع".

وأردف: "هربنا من الضجيج والتلوث والقلق والإنقسامات الموجودة في محيطنا، وجئنا إلى القرية الزراعية إلى المكان الذي فيه نحلم ونحاول فيه تحقيق أحلامنا في هذه القرية الممتدة على مساحة 20 دونما، والتي جمعت آلاف الأشخاص، جمعت المزارع والشاب والصبية والفلاح والجمعيات والسياسيين وجميع الفعاليات، لأننا نعتبر أن الرسالة الأساسي ة في مشروعنا بناء السلم المدني الذي نعتبره قاعدة أساس في بناء المجتمع".
 
وحدد اللقيس "ثلاثة أهداف لمشروع القرية الزراعية، هي: التواصل واللقاء، دعم الاقتصاد المحلي والحفاظ على التقاليد، من خلال إقامة معرضين كبيرين لتسويق المنتجات المحلية، والحفاظ على الفرحة والبسمة رغم الظروف الصعبة والقاسية".   
 
الرفاعي
 
من جهته، أشار المفتي الرفاعي إلى اجتماع مناسبتي شهر رمضان المبارك مع الصوم الكبير عند الطوائف المسيحية، وقال: "اجتمع الصيام مع الصيام، والتقى المصحف والإنجيل، وتصافح الصليب والهلال، واختلط تجويد القرآن بناقوس الكنيسة. ألا يشكل كل ذلك دعوة واضحة للقاء والاجتماع، إننا كلنانيين مدعوون اليوم لهذا اللقاء ولهذا الاجتماع، لأن المناسبات جميعها تدعونا إلى اللقاء والاجتماع".
 
وأضاف: "إنه الصيام، المبدأ الموجود في كل الأديان، ربما يختلف في مدته، أو في كيفيته، لكنه مبدأ مقرر عند الجميع. إن الصيام يعني العودة إلى الداخل إلى الذات لكي نعيد ترتيبها، ولكي نقول ان الإنسان لا يتكون من مادة فقط، إنما هو من مادة وروح، وإذا كانت الروح حاضرة كانت المادة بعدها، أما إذا تقدمت المادة ضاعت الروح. فما أحوجنا جميعا لكي نعزز حضور الروح في حياتنا وفي مجتمعنا وفي عالمنا الذي تحول الى عالم مادي غابت الروح عنه بالكامل. إننا نفتقر ونفتقد إلى هذه الروح التي تشكل ضمانة لنا ولكل المؤمنين في هذا الوطن وفي العالم أجمع".
 
وطالب ب "مراعاة العدالة ما أمكن في بطاقات الأسر وبرنامج أمان، وان يتم التشدد بأن تصل إلى مستحقيها، وبأن تشمل عمال البلديات والخدم في الكنائس والمساجد والمؤذنين والفئات المسحوقة في المجتمع، فالقاعدة الشرعية ما لا يدرك كله لا يترك جله". 
وختم المفتي الرفاعي: "لبنان كان على الدوام قائما على أساس الإنسان كثروة يجب الحفاظ عليها، لذا يجب الحفاظ على القطاع التربوي ودعمه والحؤول دون إقفال المزيد من المدارس الخاصة التي تعاني من الأزمات". 

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني