قضية عودة النازحين السوريين إلى بلادهم مادة دسمة للنقاشات المحلية والدولية، وبعد الاجتماع الاستثنائي الذي عقده مجلس وزراء خارجية العرب، وبعد غياب طال لسنوات، عادت سوريا إلى الحضن العربي.
لكن مؤخرا ازداد الحديث السياسي عن توطين النازحين السوريين الهاربين من جحيم الحرب في بلادهم منذ آذار 2011 الى لبنان الذي يعاني اصلا من ازمات عدة.

وفي ظل اختلاف وجهات النظر السياسية حول هذا الملف المعقد يبقى السؤال: هل عودة سوريا الى الحضن العربي قد تتحول إلى مؤامرة لتوطين النازحين السوريين في لبنان؟

في هذا السياق أكد الخبير في السياسات العامة وشؤون اللاجئين زياد الصائغ انه "من الواضح أن هناك شروطا لعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية ومن بين هذه الشروط حل الازمة السورية بالمسار السياسي وضمن القرارات الدولية ".

وسأل:"هل سيتمكن النظام السوري من تسهيل عودة النازحين؟ هذه مسألة تتطلب ترقبا ورقابة".

ولفت إلى أن "روسيا خلال سنة 2018 قامت بمبادرة لاعادتهم إلى بلادهم، ولكن لم تنجح".

وأضاف: "لا تعليق أكثر من هذا وغداً لناظره قريب".

وأشار الصائغ إلى أن "المخاوف من أنه سيتم توطين النازحين السوريين في لبنان، تبقى مخاوف مشروعة، في ظل انسداد افق الحل السياسي في سوريا وعدم انجاز خارطة طريق عملية لعودتهم".

وأردف أن "المطلوب ان يتحرك لبنان بديبلوماسية فاعلة ويضع تصورا متكاملا للعودة، والتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ".

وأضاف أن "الحديث عن المؤامرة وتوطين النازحين السوريين في لبنان يستند إلى هواجس، وليس وقائع، والمطلوب معالجة الهواجس وبناء سياسة عامة للعودة بعيدا عن الشعارات الشعبية. البعض يحب ان ينشر شائعات واخبارا مضللة بالاعلام، فيما المطلوب مقاربة عقلانية حكيمة وفاعلة لدعم عودة النازحين إلى سوريا دون إبطاء".

وشدد على أن " الذي اوصلنا الى هنا هو غياب سياسة عامة منذ 2012 لا المؤامرة ".
ورأى أنه "لو قبلنا بأن نقوم بمراكز ايواء موقتة على الحدود لكان النازحون السوريون غير مشتتين على الاراضي اللبنانية وفي مناطقنا".

وتابع: "لا يجب أن ننسى أن هناك طرفا لبنانيا متورط بتهجير السوريين من سوريا بالحرب".