طوني عسّاف: هذه هي الصعوبات التي تواجهنا..وحققنا الإنجازات للبنان
طوني عسّاف: هذه هي الصعوبات التي تواجهنا..وحققنا الإنجازات للبنان

رياضة - Wednesday, June 3, 2020 7:02:00 PM

تحدث بطل لبنان في الفروسية طوني عساف ليوروسبورت عن المعاناة التي يواجهها محترفو هذه الرياضة وشحّ الدعم.

عسّاف هم من لا يتوقفون عند حاجز الإمكانيات المادية ولا تُهبط من عزيمتهم حيطان التحديات المتعددة، إلا أنهم صنعوا نفسهم بجهدهم الخاص، من لا شيء، وفرضوا أنفسهم على ساحة المنازلات الفروسية بقوة الايمان لا قوة المال، وبشرف المثابرة، ولعلّ طوني عساف من بين هؤلاء عنوانا بارزا وان سألت عارف بأمور اللعبة لقال لك أن هذا البطل "ما شي بيوقف قدامه".

يتحدث عساف عن سنين البداية ويقول: بدأت في العمل على نفسي للوصول مهنياً ورياضياً منذ الطفولة، تحملت الأعباء كلّها لانّ الذهاب بعيدا في هذه الرياضة والخروج إلى المشاركات الدولية أمر مكلف كسائر الرياضات، ويحتاج الأمر لدعم رسمي في كثير من الأحيان من أجل تأمين الجواد المناسب وتغطية كلفة التمارين، وهو في كثير من الأحيان وخاصة في مرحلة البداية ما استطعت تأمينه بمجهود شخصي وبميزانية صغيرة. 

وتابع: شاركت في بطولات عدة واحرزت ألقابا كثيرة، حققت مراكز متقدمة جدا في كل الدول العربية، واذكر أبرز هذه المحطات مشاركتي في بطولة Longines FEI  العالمية في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وحجزت للبنان فيها عدة مراكز على منصة التتويج محققا عدة انتصارات. وكانت آخر هذه النجاحات في المباريات الدولية في سوريا العام الماضي، من ضمن المباريات التي نظمها الإتحاد العربي السوري للفروسية وهي جزء من بطولات الاتحاد الدولي للفروسية الـ FEI ، وقد شارك فيها، إضافة إلى الفرسان اللبنانيين، فرسان من ايطاليا والمانيا وروسيا وبلغاريا واستراليا وايران والاردن. 

واعتبر عسّاف ان المؤسف بالأمر ضآلة الدعم المفترض أن يكون مؤمنا من الإتحاد اللبناني للفروسية والمؤسف بالأمر أيضا أن يتكبد الفرسان اللبنانيين كلفة نقل خيلهم والتكاليف المرافقة لعملية المشاركة في سوريا على نفقتهم الخاصة، ما دفع بالإتحاد السوري للفروسية مشكورا إلى أخذ مسألة تكاليف المشاركة على عاتقه للتخفيف عن الفرسان عناء الأعباء المادية الباهظة. المؤسف أيضا، تكرار ما نعانيه في أكثر من مشاركة لنا خارج البلاد،اذ يقوم الإتحاد اللبناني بتأخير البت بالأوراق المطلوبة والتدابير الإدارية التي يجب اتباعها قبل نقل الخيل، وهو ما يجعلنا نصل في اللحظة الأخيرة إلى وجهة المشاركة في الخارج وما يحرم الفرسان والخيل من فترة استراحة وتمرين ليوم أو يومين قبل انطلاق البطولة. ولمن لا يعرف بتفاصيل هذه اللعبة فان الفترة هذه تعتبر جدّ أساسية لكي تشارك الجياد بكل طاقتها وتكون قد بدأت تتأقلم مع المحيط الجديد التي أتت إليه وارتاحت من ضغط وتعب السفر. وعلى الرغم من هذا التضييق فقد حققنا انجازات في مشاركتنا الأخيرة في سوريا واستطعنا أن نفوز ببطولة الـ two stars   والمركز الاول ورفعنا العلم اللبناني أمام كل هذه الدول.

ويتابع: "كنت امثّل لبنان خير تمثيل لكن لم يقم الإتحاد بأي مجهود لإطلاع اللبنانيين على إنجازاتنا أو الإضاءة إعلاميا ، ولو بالحدّ الأدنى، على ما يحققه الفرسان، وكأننا غير موجودين. من المؤسف أن يقرر الإتحاد اللبناني الإنحياز بهذا الشكل لأحد الأندية، ما يحرم هذه الرياضة من فرصة إعادة النهوض أو حتى الصمود في هذه الأوقات الصعبة".

"ولا يقف الأمر عند هذا الحدّ، نفاجأ باتحاد لبناني للفروسية من المفترض أن يكون على مسافة واحدة من جميع الفرسان، إذ به يطلب من فرسان ومالكي خيل مشاركة في بطولات الدوري، أن تنتقل إلى نادٍ معين يملكه أحد أعضاء الإتحاد، مقابل تسهيلات معيّنة سعيا للتضييق على أندية معيّنة وظنّا منهم أنه بهذه الطريقة يمكنهم تحجيم فريقنا في اللعبة. وهنا نسأل الإتحاد عن صحة ما وصلنا من معلومات من جهات مطلعة عن ثبوت وجود منشطات ممنوعة في حصانين خلال مشاركتهما في نهائي  كأس لبنان هذا العام ؟ وهل صحيح أنه تمت لفلفة الموضوع من دون تغريم المسؤولين عن ذلك أو محاسبتهم أو حتى الإفصاح عن اسمائهم؟

وتابع: وهل هذه المخالفة تورطنا في مخالفة مع اللجنة الاولمبية؟ وخصوصاً انها تخالف النظام العام الذي ينظم هذه اللعبة ببنده الذي يلزم بفخص المنشطات والعقوبات المتوجب أخذها في حال وجوده. 

وأضاف: أسئلة كثيرة سنطرحها تباعا لأن مصلحة هذه الرياضة فوق كل اعتبار، فمثلا لا يمكن السكوت عن كثير من الأمور التي باتت واضحة، لاسيما توقيت إجراء البطولات وأن ينتظر الإتحاد مشاركتنا في البطولة الدولية خارج لبنان ليعلن عن موعد نهائي بطولة لبنان بعد يوم واحد من انتهاء البطولة الدولية، ليفاجأ الإتحاد بمشاركتنا ولو بفارق يوم واحد، وتكون النتيجة أن حصدنا كأس بطولة لبنان على الرغم من "التعجيز" الذي وُضعنا أمامه. 

وعن التحضيرات، قال عسّاف: الحصان ليس مثل الكرة او الراكيت، هناك عمل من دون توقف وعلى مدار الساعة للإهتمام بالجواد من كل النواحي ، البدنية والنفسية والصحية، التمارين تكسب الجواد خبرة ومهارات وهو ما يزيد من قيمته في عالم البطولات تماما كما لاعب كرة القدم الذي يراكم خبرات فيرتفع سعر مشاركته في ناد معيّن. 

أشكر الله أننا تميّزنا بحسن اختيار الجياد التي استقدمناها من الخارج وخاصة من اوروبا، والمثابرة والشغف الذي يتمتع به فريق العمل جعلنا مقصدا لكثير من أصحاب الجياد التي ظلّت مشاركاتها ونتائجها خجولة إلى حين انضمامها إلى فريقنا فكانت المفاجأة بالنتائج التي تحققت. بكل بساطة الأمر مرتبط بالروح الجماعية التي يتمتع بها فريقنا إضافة إلى أن الخيل هي أولويتنا ولا نعمل بهذا المجال للتسلية فقط.

وكما الخيل، يجب بالطبع على الفرسان ان يهتموا بأنفسهم بدنيا كي يكونوا جاهزين لأي تحد وهذه الرياضة من الاجمل على الإطلاق.  

وبالنهاية لابد ان اشكركم في يوروسبورت لأننا بأمس الحاجة للإضاءة على هذه الرياضة العريقة في لبنان وكلي ايمان أن أمام فرسان لبنان مستقبل واعد جدا، مهما كثرت الصعاب ومهما اشتدت الضائقة، لابد لهذه الغيمة السوداء أن تنجلي عن لبنان والمنطقة وتعود المرامح ساحة للمنازلات لكن بروح رياضية وبكثير من خلق الفروسية.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني