لقاءات لودريان ستفضي إلى "دوحة جديدة" في الرياض بمشاركة "حزب الله"
لقاءات لودريان ستفضي إلى "دوحة جديدة" في الرياض بمشاركة "حزب الله"

أخبار البلد - Thursday, June 22, 2023 6:13:00 AM

رضوان الذيب - الديار 

القاسم المشترك بين فرنسا والرياض والقاهرة بات موحدا حول فكرة دعوة الاطراف اللبنانية دون استثناء، وفي مقدمهم حزب الله، إلى طاولة حوار اصبح شبه محسوم عقدها في الرياض بعد استبعاد باريس والدوحة والقاهرة حسب ما يتناقله مطلعون في بيروت. ويشيرون إلى أن الجهود الإيرانية والعراقية والسورية قد تثمر عن صفحة جديدة في العلاقات بين الرياض وحارة حريك ستترجم في بيروت قريبا، ولأول مرة يتحدث محللون سعوديون عن عدم وجود موانع في دعوة حزب الله إلى الرياض لحضور اجتماع الاطراف اللبنانية ويشيرون إلى أن السفير السعودي وليد البخاري قادر على انجاز هذه المهمة. وفي المعلومات، ان المسؤولين الإيرانيين والعراقيين والسوريين وضعوا المسؤولين السعوديين في مدى عمق العلاقة بين حزب الله والحوثيين والدور الايجابي الذي أداه الحزب في إنهاء الصراع في اليمن بالوقائع الملموسة.


ومن الطبيعي ان ينعكس التطور الايجابي في العلاقة بين السفارتين السعودية والايرانية في بيروت على العلاقة بين البخاري وحارة حريك، بعد توجيه السفير السعودي دعوة للسفير الإيراني لحضور العشاء الذي سيقيمه في فندق فينيسيا اليوم في حضور السفراء العرب والدول الإسلامية والاوروبية، كما وجهت الدعوة إلى القائم بالأعمال السوري، علما أن السفير الإيراني كان قد أشار إلى إمكان عقد لقاء مع السفير السعودي بعد عودة العلاقات الدبلوماسية . وربما جاءت الرسالة السعودية اليوم للعديد من القوى السياسية اللبنانية الذين ما زالوا غير «مصدقين» ويعممون التشكيك في التوجهات السعودية الجديدة.

 
وفي المعلومات، ان دعوة الاطراف اللبنانية الى الرياض كانت موضع تشاور فرنسي سعودي مصري قطري، وتم التوافق على الرياض على ان يبحث الموفد الفرنسي الفكرة مع الايرانيين، ويطرحها مع الاطراف اللبنانية بعد عيد الاضحى، كون الجولة الحالية استطلاعية. واشارت المعلومات، ان لقاءات لودريان ستفضي الى دوحة جديدة قد تعقد بين منتصف اب واول ايلول، نتيجة الانشغالات السعودية في الملف السوداني .

لوموند تصف مهمة لودريان بالمستحيلة
وصفت صحيفة لوموند نقلا عن دبلوماسي فرنسي، مهمة لودريان بالمستحيلة تقريبا كما الاولى عام ٢٠٢١، وكشفت ان مهمة الموفد الفرنسي استكشافية، وهو يزور بيروت ليس لدفع خيار معين ولا لحث الجميع على الانضمام الى فرنجية ولا للتمهيد للخيار الثالث بل لجلب الجميع على الحوار، وسيعود مرارا وتكرارا الى بيروت قبل ان يرفع تقريره وافكاره ومبادرته للحل الى ماكرون. وكشفت الصحيفة، عن عدم استعداد ولي العهد السعودي لدعم لبنان كما في الماضي، مشيرة الى انه اثناء الغداء بين ابن سلمان و ماكرون تمت مناقشة الملف اللبناني بشكل موجز جدا. وحسب الموفد الفرنسي، فان السعودية اظهرت موقفا متجاهلا، مضيفا، ان قادة لبنان اتعبوا المجتمع الدولي في النهاية، وتأمل فرنسا حسب الدبلوماسي ان تنتج حلا في نهاية الصيف، مع التاكيد ان فرنسا لن تتخلى عن لبنان.

لقاءات لودريان
تقاطعت كل المعلومات بأن موفد ماكرون الرئاسي إلى بيروت جان ايف لودريان يريد ان يبدا مهمته الرسمية ليس من النقطة التي انتهى إليها الموفد الفرنسي السابق، بل تكوين ملف جديد يفرض الاستماع إلى رؤساء الكتل النيابية وسفراء الدول الخمس المعتمدين في بيروت، وكذلك السفيرين الإيراني والسعودي والقائم بالأعمال السوري، الذي قد يلتقيهم في عشاء السفير السعودي على شرف وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب اليوم، على ان يقوم لودريان بعد انتهاء زيارته الى بيروت بزيارات لجدة وطهران والقاهرة وواشنطن، ولذلك فان الموفد الفرنسي يحمل افكارا، من بينها «سان كلو» فرنسية جديدة في الرياض قبل نهاية الصيف.

وعلم ان الموفد الفرنسي سيلتقي اليوم ميقاتي والبطريرك الراعي وباسيل وجعجع وحزب الله، لكن اللافت ان الدعوة وجهت للنائب احمد الخير عن تكتل الاعتدال الوطني وفيصل كرامي عن التوافق الوطني، ولم يعرف لمن وجهت الدعوة من التغييريين والمستقلين، وهذا ما آثار لغظا وارباكات، وافيد لاحقا ان الموفد الفرنسي سيلتقي نوابا مستقلين وتغييريين على مائدة الغداء في قصر الصنوبر غدا، كما سيلتقي وليد وتيمور جنبلاط.

وحسب المتابعين للزيارة التي رافقتها عشرات التحليلات والاستنتاجات وتوزيع النتائج كما يشتهي كل طرف، فان اللقاء مع الرئيس بري كان صريحا وجيدا، وجرى نقاش في العمق، ولم يكن الموفد الفرنسي مستمعا، ولم يدخل في الاسماء، لكنه دافع عن السلة المتكاملة التي تضم رئيسي الجمهورية والحكومة وتعيين حاكم مصرف لبنان، فيما أفاض الرئيس بري في شرحه الدستوري عن جلسة ١٤ حزيران والتمسك بالحوار، وفند موقف الثنائي وحلفائه الداعمين لوصول فرنجية عن طريق الحوار، ورد على الاستفسارات الفرنسية.

أجواء ودية بين نواب حزب الله واللقاء الديموقراطي
اما في بيروت، ورغم الأجواء الايجابية التي سادت في الجلسة التشريعية الاثنين الماضي بين نواب حزب الله و اللقاء الديموقراطي والحديث بين النائبين محمد رعد وتيمور جنبلاط وانضم اليهما هادي ابو الحسن وإبراهيم الموسوي، فان ذلك لم ينعكس على المواقف الرئاسية المتباعدة، فتيمور جنبلاط يلتقي مع جبران باسيل على رفض فرنجية والحوار على بديل ثالث يحظى بموافقة الجميع وغير «مغرمين» بجهاد ازعور، وموقف باسيل ليس موجها ضد حزب الله وبالمقابل فان موقف تيمور جنبلاط ليس ضد بري، وموقفهما يتمايز جذريا عن القوات والكتائب وبعض النواب التغييريين الذين يخوضون معركتهم الرئاسية تحت عنوان المواجهة مع حزب الله.

وفي المعلومات، ان الأصدقاء المشتركين بين حزب الله والتيار الوطني قلصوا حركتهم بين الطرفين، بانتظار أجواء افضل في ظل ارتفاع منسوب التشنجات على خلفية جلسة ١٤ حزيران والانتقادات التي وجهها باسيل للحزب واتهامه بالتدخل في شؤون التيار الداخلية، وهذا ما نفاه الحزب الذي لا يتحمل مطلقا ولا يقف وراء حجم الاعتراضات البارزة والعلنية على مواقف باسيل الأخيرة.

الحكومة وسلسلة قرارات
 
المواجهة فتحت بين الرئيس نجيب ميقاتي مدعوما من بري وحزب الله مع الوزير جبران باسيل ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع مدعومين من القوى المسيحية، على خلفية القرارات الحكومية.

هذه القرارات اعتبرها باسيل انقلابا على الدستور، ولن تمر، كونها تشكل انتقاصا من صلاحيات رئيس الجمهورية. اما الدكتور سمير جعجع فاعتبر جدول اعمالها غير مطابق للوضعية الدستورية لاي حكومة تصريف اعمال، واكد ان صون المؤسسات لا يكون بالقفز فوق الدستور ولا باستغلال الوضع الاستثنائي الذي تعيشه البلاد، مؤكدا، ان قوى الممانعة تتحمل مسؤولية تدهور اوضاع البلاد.

وقد اتخذت الحكومة سلسلة من القرارات لجهة اقرار الترقيات للضباط كما وردت من قيادة الجيش وبمفعول رجعي، وتثبيت عناصر الدفاع المدني والغاء شهادة البريفيه للسنة الحالية بسبب عدم قدرة القوى الامنية على تأمين الامن للامتحانات الرسمية، بالاضافة الى سلسلة قرارات مع تأجيل رفع اسعار الاشتراك بالخلوي والانترنت. علما ان المتعاقدين في المدارس الرسمية شنوا هجوما لاذعا على وزير التربية جراء عدم دفع مستحقاتهم المالية والتراجع عن وعده بدفعها قبل عيد الاضحى، كما اصدر الحلبي تعميما لجهة الاستعانة بمعلمي المدارس الخاصة لانجاز الامتحانات الرسمية في حال قاطعها المعلمون الرسميون، كما تم حل الاشكال بين وزيري الاقتصاد والسياحة حول اكسبو الدوحة ومشاركة لبنان فيه.

النازحون والعودة
طرح ملف النازحين السوريين وعودتهم إلى بلادهم ليس إلا «ملهاة» وبابا للمزايدات حاليا، حسب العاملين عليه الذين يلخصونه بالاتي:

١- لا عودة للنازحين قبل الشروع بالحل وبدء الاعمار في سوريا، والظروف الاقتصادية صعبة جدا ولا قدرة على استيعاب عودة النازحين في ظل الحصار الخانق الذي يقف حائلا دون العودة المستحيل إنجازها دون خطة متكاملة تشمل الاردن وتركيا والعراق وكل الدول المتضررة.

٢- 90 % الذين عادوا إلى سوريا، غادروها مجددا عبر عصابات التهريب اللبنانية السورية والاخرون استخرجوا جوازات السفر تمهيدا للهجرة.

٣- حسب احصاءات الأمم المتحدة، فان اكثر من ٢٥% من النازحين السوريين في لبنان قدموا طلبات للهجرة إلى اوروبا، وبعد الحرب الاوكرانية لا تستطيع اوروبا استيعاب النازحين السوريين في ظل تزايد حالات النزوح من أفريقيا والسودان ايضا والظروف المعيشية الصعبة للاوروبيين، علما ان النازحين يقعون في أغلب الأحيان ضحايا عمليات احتيال من مكاتب لبنانية وسورية.

٤- هناك رفض اوروبي قاطع للتعامل مع الدولة السورية في ملف عودة النازحين، يقابل ذلك اصرار على البقاء في مناطق وجودهم ورفع التقديمات لهم وعدم فرض الضرائب والرسوم عليهم.

٥- ملف النازحين «مزراب ذهب» لوزارات وجمعيات واحزاب ونافذين ومواطنين، هذه الممارسات تملك الأجهزة اللبنانية كل المعلومات عنها ويبذل الأمن العام جهودا مضنية للحد منها وهو الجهاز الوحيد الذي خرج نظيفا منه، واللافت ان عشرات الالاف من اللبنانيين يتقاضون بدلات مالية عن الكفالات للعائلات، اما المحلات التي يديرها سوريون فعقود الإيجار بأسماء لبنانيين.

٦-الاصرار الحكومي الذي ظهر في الاجتماعات الأخيرة مع ممثلي الأمم المتحدة والسفراء بخصوص استلام الداتا المتعلقة بالنازحين لم يعد اساسيا، بعد ان رفضت مفوضية الأمم المتحدة للاجئين اعطاءها للحكومة، حتى إجراءات البلديات بالنسبة للاحصاءات وفرض الرسوم توقفت، والبلديات التي تقاضت اموالا من السوريين اعادتها إليهم بقرار من وزارة الداخلية.

٧- اما فضيحة الفضائح الكبرى فتتعلق بتعليم النازحين السوريين وما يتقاضاه المعلمون الذين يتولون تدريس السوريين أضعاف رواتب زملائهم في المدارس الرسمية قبل الظهر، ولا احد يملك الاحصاءات الدقيقة عن عدد الطلاب السوريين الفعلي، في ظل منظومة يشارك فيها الجميع من رأس الهرم حتى أصغر موظف عبر تسجيل وهمي للطلاب والمعلمين، وتوزع البدلات المالية بالتساوي، وهذا ما دفع السفراء الاوربيين في الاجتماعات الأخيرة مع الحكومة إلى المطالبة بالجداول المتعلقة بعدد الطلاب والمعلمين ولم يحصلوا عليها بعد، الأمر أثار السفير الألماني الذي وجه كلمات قاسية للوزراء.

٨- هناك ٣٠ % من النازحين وأكثر يرفضون العودة، وتحديدا العائلات الذين ولد أبناؤهم في لبنان وفتحوا مشاريع صناعية وزراعية ويعملون في قطاع البناء ومستلزماته، وباعتراف الأمم المتحدة التي تقوم بالاحصاءات، فان نسبة ٣٠% من هؤلاء أوضاعهم المالية جيدة نسبيا ويعيشون افضل من اللبنانيين.

 

التطورات في ملف النازحين تؤشر إلى أن الخطوات العملية للعودة محدودة جدا ورمزية، ولكن ذلك لا يمنع من التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية وان بقيت في الإطار الاعلامي كزيارة وزير المهجرين عصام شرف الدين إلى سوريا، الذي عاد واستلم الملف من زميله وزير الشؤون الاجتماعية هكتور حجار الذي ابعد ايضا عن مؤتمر بروكسل للنازحين رغم وجوده في المدينة، علما ان الغيمة السوداء زالت من سماء العلاقة بين ميقاتي وشرف الدين.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني