"رح انتحر"... كرروها بشماتة فـ"انتحرهم" تويتر... أساليب جديدة للسخرية في لبنان: ماء ساخن ومعسّل ونسكافيه!
"رح انتحر"... كرروها بشماتة فـ"انتحرهم" تويتر... أساليب جديدة للسخرية في لبنان: ماء ساخن ومعسّل ونسكافيه!

خاص - Thursday, December 5, 2019 12:41:00 AM

"فتت بدي اتحمم ما لقيت ماي سخنة، رح انتحر"... "جيت عالبيت ما لقيت منقوشة زعتر، رح انتحر"... "جيت عالقهوة ما لقيت Wifi، رح انتحر"... "نزلت عالمطبخ ما لقيت Nescafe، رح انتحر"... "اذا بكرا ما جبت علامة منيحة بإمتحاني رح انتحر"... 

عبارات تهكّمية غزت موقع تويتر ليل أمس، بعد محاولة عدد من الشبان الانتحار، ونجاح أنطونيو وداني في انهاء حياتهما.

وكأن ألم الرحيل لم يكن كافياً، أو كمية الاستسلام في القرار قليلة... وما أدراكم كم مرة مات هذا الشخص في اليوم قبل أن يقرر أن ينتحر.

لماذا نتناول هذا الموضوع الآن؟ الاجابة بسيطة، وفي تفاصيلها أن عدداً من الشبان والشابات قرروا انتقاد عمليات الانتحار التي نفذها ناجي الفليطي وداني أبو حيدر وغيرهما... الا أن انتقادهم لم يكن لاذعاً فقط، بل كان ساخراً أيضاً وبشكل دنيء!

نحن نملك حرية التعبير بالتأكيد، لكن الاستهزاء بالموت ليس بحرية، بل هو نوع من السفالة مهما كانت الظروف، ولو كان العمل منافياً لمبادئنا.

 
 
احدى المغردات، والتي استخدمت عبارة "رح انتحر" في نهاية تغريدتها، قامت بحذفها بعد الهجوم الذي تعرضت له من قبل رواد "تويتر".

أما باقي المجموعة، فحظّرت حساباتهم من قبل تويتر، لأنها تنافي شروطه، وتُعتبر تغريدات محرضة على الانتحار.

اسمحوا لي أن أعلق على هذا الأمر من منطق شخصي، وأقول: هزلت!

أتسخرون من انسان قرر أن يتخلى عن الدنيا بمن فيها لأن ألمه وعجزه غلباه؟

بالطبع ان الانتحار هو وسيلة هرب مرفوضة من الدين ومن الناس، الا أن من فقد القدرة على الاستمرار وتمكن من شد زناد البندقية على رأسه أو شنق نفسه بحبل، هو وبلا شك فاقد لوعيه ومنطقه، فهذا العمل يتطلب اما قوة وجرأة وانتقالا فكريا ونفسيا الى عالم آخر يعمي البصيرة ويبيح قلة الوعي والادراك.

أنا لا أدافع عن رجل ترك أولاده وزوجته وعائلته وهرب الى عالم آخر، ولو لم يكن هذا العمل بارادته، لكن لا يحق لي ادانته بهذا الشكل الفظيع أيضاً!

ولكل شامت أقول، ان كنت تشعر بوجود خيمة تحمي رأسك باستمرار، تذكر أنك مواطن لبناني، والفقر والعوز والذل كتبوا على جبينك حتى ولو لم تعترف بذلك! لهذا السبب بالتحديد وبدلاً من السخرية، افرض صلاة على روح من رحلوا، على أمل أن يكونوا قد وجدوا السكينة وراحة البال التي كانوا يبحثون عنها.

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني