رسالة الى المتغيّبين عن "لقاء بعبدا"
رسالة الى المتغيّبين عن "لقاء بعبدا"

خاص - Thursday, June 25, 2020 3:31:00 PM

عقد لقاء بعبدا الوطني اليوم بمن حضر. معارضو "التيار" تغيّبوا عن القصر بعدما أعلنوا موقفهم بشكل واضح في الايام السابقة، امّا الوطني الحرّ والثنائي الشيعي واللقاء التشاوري فشاركوا. لقاء سميّ بـ"وطني"، دعا خلاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى جمع مختلف شرائح واطراف الوطن. اعتذر البعض عن الحضور، مؤكداً انّ الأزمة الاقتصادية هي الأساس اليوم. نعم الاكيد، انّ الوضع الاقتصادي الاجتماعي بات ضرورة ملحة للمناقشة والدراسة وايجاد الحلول. والاكيد انّ أزمة الدولار هي الاكثر تأثيراً على المواطن اللبناني وتحتاج لحلّ سريع. إنّما الاكيد ايضاً انّ كلاً من المعارضة والموالاة يتحمّل مسؤولية ما وصلنا إليه والأكيد أيضا أن الحلّ يبدأ بالسياسة.. من حيث بدأت الأزمة.
نتج عن هذا الاجتماع بيان عادي، لا جديد فيه ولا شيء غريباً. فهل عند المتغيّبين تحّفظات على بند يقول بأن "الاستقرار الأمني هو أساس لا بل شرطٌ للاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والمالي والنقدي"، أو على ذلك الذي يقول إن "حريّة التعبير مصانة في مقدّمة الدستور ومتنه، على أن تُمارس هذه الحريّة بحدود القانون"، أو على البند الذي يعلن جهارا تقبّل معارضتكم تحت عنوان انه "لا تستقيم الحياة الديمقراطيّة في نظامنا الدستوري البرلماني من دون وجود المعارضة"؟
لمن تغيّب اذا، أوجّه هذا السؤال: ألست شريكاً في هذا الوطن؟ ألا تتحمّل مسؤولية ما يحصل؟ الم يكن من شأن مشاركتك اليوم أن تخفّف من احتقان ينعكس بشكل أو بآخر على الاوضاع؟
سياسات اقتصادية فاسدة وسرقة "على عينك يا تاجر" اوصلتنا إلى هنا. تحايل في الكواليس وكذب امام الرأي العام اوصلنا إلى القعر. فساد بالتراضي وإلقاء للمسؤولية على الآخرين: "هيدا الشاطرين في!"
في جردة لمواقف المتغيّبين وخلفياتهم في التشاطر في "المعركة على الفساد والسياسات الفاسدة"، نجد التالي:
بين رؤساء الحكومات السابقين، فضيحة قروض إسكان تحاكي فضيحة 11 مليارا اختفت، ففضائح متتالية مرتبطة بسياسات مالية واقتصادية كان هؤلاء الراعون الرسميون لها على مدى 30 عاما. بتعبير آخر؟ حدّثوا عن فسادهم ولا حرج.
بين الاحزاب السياسية، القوات اللبنانية مثلا شاركت بالحكومات المتعاقبة منذ سنوات، فهل الموافقة في جلسات مجلس الوزراء على الشيء والتبجح بنقيضه امام الاعلام محاربة للفساد؟ وعن لقاء بعبدا، ألم يكن أكل الـPetit Four مع ابداء ملاحظات أفضل من عدم المشاركة والتهرّب؟
تيار المردة من جهته، لم يترك مناسبة مؤخرا الّا وصوّب بها على القضاء، متفاخرا بحماية "أهل بيته" من الفاسدين والمفسدين.
جردة الحساب بالمناسبة، لا تستثني المشاركين. التيار الوطني الحر: عقد كامل ضائع، والكهرباء من سيّء الى أسوأ. والصمت عن السياسات الخاطئة خطيئة لا تغتفر.
حركة أمل وحزب الله: محاولات دائمة للتنصل من المسؤولية. الجميع مسؤولون!
نعم، السلطة الحاكمة حالياً تتحمّل مسؤولية كبيرة بما يحصل. اخفقت وفشلت. ولكن "مش زابطة نندر العفة"، فجميعكم تتحملون المسؤولية.
جاءت الدعوة الى لقاء في بعبدا فرصة جديدة "علّكم تتحايلون مجدداً على الشعب وتجدون حلاً بسيطاً" يخفّف الضغط السياسي المنعكس سلبا على الوطن، إلاّ انّ الواضح اليوم انّ المزايدات وتسجيل نقاط والانتصارات الوهمية باتت الاولوية وليس الشعب اللبناني. كفى تصاريح تافهة وكفى مزايدات. انتُخبتم من الشعب لتتحمّلوا المسؤولية. كان الأجدى بكم أن تكونوا مسؤولين... بغضّ النظر عن رتابة البيان واللقاء!

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني