"لماذا تكبّد ثمن العلاج كاملا مع أننا سنموت في جميع الأحوال"... بين ألم السرطان وذلّ المستشفيات فضيحة وأكثر!
"لماذا تكبّد ثمن العلاج كاملا مع أننا سنموت في جميع الأحوال"... بين ألم السرطان وذلّ المستشفيات فضيحة وأكثر!

خاص - Thursday, January 23, 2020 12:50:00 AM

هو ليس مرضاً عادياً، ولا زكاما بسيطا يمرّ مع الأيام والمهدّئات... هو مرض فتّاك خبيث، ينهش الجسم حتى الرمق الأخير، وبالرغم من كثرة انتشاره، الا أنه لا يزال جباراً ومخيفاً يخطف الأرواح بلا حسيب ولا رقيب.

أما المعاناة الناتجة عنه، فلا تقتصر عليه فقط، بل على العلاج الذي يخضع له مريض السرطان، في حال قررنا غضّ النظر عن حالته النفسية، هذا العلاج الذي تحول في لبنان الى ذلّ، خصوصاً بعد الأزمة الأخيرة.

احدى المريضات، التي فضّلت عدم الكشف عن اسمها، وقعت ضحية هذا الفتاك، وبسبب المعاناة التي تعايشها في كل مرة تضطر فيها لحضور جلسات العلاج، قررت أن تخبر موقع VDLnews عن أوجه الذلّ المختلفة التي يتعرض لها مريض السرطان في لبنان ليتلقى علاجه. 

وسألت المريضة: "لماذا يجب على مريض السرطان أن يجلس لمدة 6 ساعات على كرسي؟ ألا يكفيه ألم المرض والتأثر من العلاج؟ الا يستحق أن يستلقي على فراش تريحه على الأقل؟".

وأضافت بحرقة: "لماذا علينا أن نخاف ونرتعب من فكرة أن يكون العلاج غير مؤمّن، أو اذا ما كنا سنحصل عليه بشكل كامل؟... ولماذا علينا أن ندفع الملايين ثمن علاج لمرض أصبح منتشراً بهذه الطريقة؟ أما حان الوقت لتغطي الدولة ثمن العلاجات؟ هل نسيتم أن هذا المرض الخبيث لا يفرّق الفقراء عن الأغنياء؟ وأنه لا يدرس حسابك المصرفي (المحظور على الجميع حاليا بالمناسبة) حتى يقرر اذا ما كان سيفتك بك أم لا؟".

 
بأسف شديد تقول المريضة: "أعلم عدداً كبيراً من الأشخاص غير المقتدرين مادياً، الذين يقللون من كمية العلاج والحبوب التي يجب أخذها، باعتبار أنهم سيموتون في جميع الأحوال، والأوضاع المادية ضيقة".

الى ذلك لفتت السيدة الى دور الجمعيات المختصة في هذا المجال، وقالت: "أليس من واجب هذه الجمعيات أن تتفق مع بعضها وتقوم بدورات في المستشفيات، وأن تتكاتف لتساعد المرضى، بدلاً من اهمال من يتصل بهم للحصول على استفسارات وإجابات عن تساؤلات مخيفة...".

وتابعت: "أما الأشد اسفاً والأهم، وحتى في المستشفيات الكبيرة ذي السمعة الواسعة، أنه لا يوجد الا حماماً واحداً لمرضى السرطان الذين يتلقون العلاج، نعم حمام واحد للنساء والرجال ونكون في الاجمال 15 مريضا في آن واحد"، مضيفة: "لا يهم التقيؤ أو المضاعفات أو الاضطراب الذي يعيشه المريض خلال وبعد علاجه، المهم هو توفير المال، نحن ندفع آلاف الدولارات لتلقي هذا العلاج المؤلم، ولا ليتمّ تأمين حمام واحد للجميع".

وأخيراً، سلطت الضوء على أمر مهم جداً، قائلة: "ما هو وضع المستسفيات الحكومية وماذا يفعل من ليس له أحد لينتظر دوره في الكرنتينا لتأمين العلاج؟؟!".

هذه السيدة، كانت تلتزم الصمت، وكانت عازمة على عدم الكلام، الا أنه وبحسب قولها "الوضع لم يعد يحتمل السكوت، ولاحظت أن ما من أحد يتحدث في هذا الموضوع في حين أنه أساسي ومؤلم في آن".

خلاصة القول، الذل يلاحق اللبناني في كل مكان، في صحته ومرضه، في فقره وجوعه، في درسه وعمله، في مستقبله الذي لم يعد مضموناً... فحتى متى سنعيش في هذا الجو الهمجي الظالم؟ وهل من بصيص أمل يطل من زاوية ما؟".

| لمتابعة أهم وأحدث الأخبار انضموا إلينا عبر قناتنا على واتساب (channel whatsapp) اضغط هنا

 

تسجل في النشرة اليومية عبر البريد الالكتروني