نور الحاج
لم تسر الاحداث اليوم في غزة كما كانت عليه في سابقاتها من الايام حيث لم ينجح تمديد الهدنة على الرغم من الجهود التي بذلت في هذا الشأن وسط اتهامات من الجانبين المتصارعين.
وفي وقت تواترت فيه معلومات عن سعي لتحويل الهدنة المؤقتة الى دائمة، يظهر اليوم ان هذه المساعي لم تتمكن حتى الآن في ان تحقق اي تجسيد فعلي على هذا الصعيد.
ولم تكن اعادة تواصل القتال في غزة امرًا مفاجئًا في ظل حرص العدو الاسرائيلي على تأكيد استئناف عمليته العسكرية بعد انتهاء الهدنة على امتداد ايامها.
في هذا السياق، أشارت الاستاذة في العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية ليلى نقولا الى ان "الذي منع الوصول الى هدنة هو ان اسرائيل تريد ان تحقق اهدافا من هذه الحرب ولغاية اليوم لم تستطع ان تحققها بالرغم من ان هذه الاهداف التي وضعها الاسرائيليون عالية جدا ولا يمكن تحقيقها ولكن على الاقل يحتاج نتنياهو وحكومته الى ان يحققوا شيئا ما من العملية العسكرية ولم يحققوه لغاية الآن".
وأوضحت في حديث لـ"vdlnews" أن "الاميركيين لا يريدون وقف اطلاق النار وهذا ما اعلنوا عنه، فهم مع الهدن الانسانية لوقت محدد فقط لتبادل الاسرى ولادخال المساعدات الى غزة ولكن وقف اطلاق نار طويل الامد بدون ان يتم القضاء على حماس او على الاقل على قدرتها على ان تشن هجومات على اسرائيل فهذا ما لا يريده الاميركيون والاسرائيليون ايضًا".
واعتبرت نقولا أن "الحل السياسي بعيد جدا والوعود الاميركية بأن يكون هناك حل سياسي او تسوية دائمة تؤدي الى حل الدولتين هي وعود تخدم اسرائيل والسلام في المنطقة طبعا ولكنه ليس من السهل ان تتحقق".
ولفتت الى ان "منذ 1993 ولغاية اليوم كان هناك الكثير من المفاوضات للوصول الى حل الدولتين ولكن لم تصل الى اي شيء بالاضافة الى ان وجود نتنياهو وحكومته اليمينية لا يسمح بالوصول الى تسوية سياسية ابدا لان نتنياهو تعهد بأن يسعى لعدم وجود اي دولة فلسطينية لذلك الحل السياسي يحتاج الى ان يخرج المتطرفون من اسرائيل وان تقبل الفصائل الفلسطينية بهذا الحل"، مضيفةً "هناك شروط يجب ان يتم فرضها اميركيًا وغربيًا واسرائيليًا وبالتالي يجب ان تهزم الفصائل الفلسطينية وحماس لكي يتم فرض الشروط عليهم من هنا الموضوع مرتبط بطرفين اولا خروج الحكومة اليمينية ونتنياهو من السلطة وهزيمة الفصائل الفلسطينية لكي يفرض عليها حل سياسي متصور من الغرب".
واكدت انه "ليس بالضرورة ان تُهزم حماس على يد الحكومة اليمينية فبعد خمسين يومًا من الحرب واقعياً وبغض النظر عما يقوله الاعلام الموالي لحماس بل استنادًا الى التقارير الاميركية ومراكز دراسة الحرب الاميركية فان خريطة التقدم العسكري الاسرائيلي لا تعطي صورة انجاز اسرائيلي عسكري ابدا فالاسرائيليون لا زالوا يحاصرون غزة من حدودها الخارجية حتى أن هناك بعض المواقع التي قال الاسرائيليون انهم سيطروا عليها داخل مدينة غزة وجدنا فيما بعد خلال الهدنة ان حماس تُسلم الاسرى في هذه المناطق والشوارع الى جانب انهم قاموا باستعراض عسكري في هذه المناطق مما يعني ان حماس ما زالت تستطيع ان تقاتل الاسرائيليين".
وشددت على انه "اذا كان الاسرائيليون يقولون بأنهم يريدون اشهرًا فأنا اتوقع انهم يريدون اكثر من ذلك لان حماس ما زالت تتمتع ببنيتها العسكرية تقريبًا كاملة".