على الساحة السياسية العالمية والمحلية ترقب دائم لزيارة الموفدين الخارجيين حاملي الحلول والتسويات للازمات العميقة. وفي لبنان، يسود ترقب ليس وليد الساعة لكل مرة يزور فيها الموفد الاميركي آموس هوكستين لبنان لاسيما في ما يتعلق بموضوع ترسيم الحدود. وقد ازداد الموضوع اهمية مع نشوب الحرب في غزة التي علقت الملفات الشائكة واربكت ترتيب المصالح السياسية والاقتصادية.

في هذا السياق، أشار الصحافي علي حمادة الى أن "زيارة آموس هوكستين هي زيارة تأتي في سياق الجهد الاميركي الحثيث لوضع الملفات المهمة التي تهم الجانب اللبناني وحزب الله على الطاولة."

وقال في حديث لـ vdlnews: "بالتالي جهد هوكستين هو بالتالي جهد هدفه التخفيف من التوتر والتلويح لحزب الله بأن ثمة جائزة لعدم التورط في حرب وهي الجائزة التي يسعى اليها حزب الله والتي وصفها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأنها فرصة تاريخية، الا وهي فرصة استعادة الاراضي اللبنانية المحتلة لغاية الآن أي حل اشكالية النقاط الـ 13 على الخط الازرق، والبدء بحل موضوع مزارع شعبا وتلال كفرشوبا والجزء الشمالي من قرية الغجر".

وأضاف أن "حزب الله قد تلقف هذه الجائزة التي يلوح بها الاميركيون على لسان الامين العام للحزب في خطابه الاخير واصفًا اياها بالفرصة تاريخية"، لافتًا الى أن "هذه فرصة تاريخية مؤجلة بالطبع علما ان الملفات والتفاوض عليها في الكواليس بدأ وسوف يستمر".

وأكد حمادة انه "لن يتم ابرام شيء او التقدم على الصعيد الرسمي والمعلن الا بعد انتهاء حرب غزة لكي يجلس الجميع على طاولة التفاوض على التفاصيل".

وتابع، "اما في الانتظار، التفاوض وتبادل الافكار في ما يتعلق بموضوع الترسيم البري على غرار الترسيم البحري سائران على قدم وساق وليس هناك من مشكلة حتى الآن في حين يبدو أن حزب الله مهتم ومعني جدا باتمام صفقة بعد انتهاء حرب غزة".

وعما يمكن ان تخرج به زيارة هوكستين القادمة، اعتبر أن "نتائج الزيارة ليست آنية وسريعة لأنها متعلقة اولا بموضوع تفاوضي متوسط الامد أي أنه يجب انتظار انتهاء العمليات العسكرية وتوقف الحرب في غزة للذهاب نحو الخطوة التالية".

وشدد حمادة في حديث لموقعنا على أنه "في ما يتعلق بموضوع عدم التورط في حرب، من الواضح ان حزب الله لا يريد هذا الامر لكنه يريد تسخين الجبهة وهذا ما لا يريده الاسرائيليون وبالتالي يقومون بالتصعيد من اجل دفع حزب الله الى ايقاف عملياته ومناوشاته على الحدود"، مشيرًا الى أن "الخشية تبقى كبيرة من أن تتدحرج الامور وان ينزلق الجميع نحو حرب على الحدود اللبنانية الاسرائيلية".

وعن ورود معلومات تفيد بقيام مسيرة اطلقت من لبنان باستهداف حقل كاريش، أوضح أن "المسيرة التي كانت تستهدف كاريش لم تأتِ من لبنان فإن معلومات ديبلوماسية غربية في لبنان اشارت الى ان هذه المسيرة لم تكن مفخخة اولا انما كانت شبيهة بالمسيرات التي اطلقت في العام الماضي للرقابة والتصوير والمسيرة التي اطلقت باتجاه شواطئ حيفا الاسبوع الماضي كانت آتية من العراق وهي تشكل استهدافا من الفصائل العراقية".

وختم، "يجب التفريق بين مسيرة حزب الله وهي مسيرة للرقابة والتصوير الجوي والاستطلاع وبين تلك التي استهدفت حيفا وقيل انها سقطت قبالة حيفا وكانت مفخخة وعمليا تستهدف كاريش وهي عراقية المصدر وسقطت الاسبوع الماضي ".