على وقع الاغتيالات التي يقوم بها العدو الاسرائيلي لقياديين في حركة حماس ومسؤولين في حزب الله، تتخوف بعض الأوساط السياسية والأمنية من عودة سيناريو الاغتيالات إلى الواجهة، حيث يكثر الحديث حول احتمال قيام الحزب بعمليات اغتيال لضباط وشخصيات أمنية أسرائيلية رفيعة المستوى في الداخل الاسرائيلي، والبعض الآخر يتحدث عن ردة فعل محصورة بالقواعد العسكرية.

في هذا السياق، قال الاعلامي والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر إن "عمليات الاغتيال التي يقوم بها العدو الاسرائيلي تدل على وجهة نظر العديد من الذين يتابعون مجريات الاحداث، والقائلة بإن هذا النوع من الاغتيالات هو منهجية العدو الاسرائيلي وخصوصاً في السنوات الاخيرة، ولكن ان يأتي هذا الاغتيال من الجبهة اللبنانية باتجاه العدو الاسرائيلي وسط العدوان المستمر على غزة، فهذا يدل على ان الاسرائيلي لا يستطيع ان يحقق اي شيء في هذه الحرب فلجأ الى عمليات الاغتيال التي قد تكون انجازاً بالنسبة للرأي العام الاسرائيلي".

وأشار في حديث لموقع"vdlnews" إلى أن "احتمال ان يصبح هناك عمليات اغتيال متبادلة بين الطرفين قائم، ولكن ليس ان يكون الانتصار بالاستهداف او الاغتيال والمسألة الاساسية هي في مجمل ونتائج المعركة القائمة".

وأكد عبدالساتر أن "ما يهم الحزب هو ان يقوم بالرد، ويمكن ان يكون الرد من خلال عملية اغتيال او باستهداف مواقع استراتيجية وربما ان يتطور اكثر ولكن بالتأكيد ليست المسألة باقامة توازن بين شخصية هنا وشخصية هناك".

وشدد على أن "هناك حديثاً واضحاً من قبل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني عن ضرورة خروج قوات التحالف من العراق بأسرع وقت وهذا الامر لا بد من ان تقوم به إدارة التحالف والدول الموجودة في العراق، وهذا المستوى السياسي هو ضربة كبيرة للقوات الاميركية بان يخرج الصوت الرسمي الاول المعبّر عن السياسة العراقية".

وأضاف: "اما على مستوى الجبهة اليمنية، القضية ليست بالمواجهة المباشرة بل بما احدثته من تحولات استراتيجية على مستوى الملاحة والتجارة ونحن نعلم ان الحرب في العالم هي اقتصادية وانعكست على كل الدول"، لافتاً إلى "أنّنا امام الهجوم السادس والعشرين على التوالي حيث استطاع "الحوثيون" أن يستولوا على سفينة اسرائيلية ويضربوا اكثر من سفينة ومنعها من عبور البحر الاحمر ولم تستطع اميركا وبكل قوتها ان تواجه هذا الامر، اذا الجبهة اليمنية فاعلة".

وأردف: "بالنسبة للجبهة اللبنانية هي الاكثر إيلاماً للواقع الاسرائيلي وهذا ما شكل شريانا نازفا على مستوى الاقتصاد والاعباء الداخلية الاسرائيلية، وها هي دبلوماسية العالم تأتي الى لبنان وتتوسل للبنان ان يبعد حزب الله وأن يطبق القرار 1701 لعودة المستوطنين"، معتبراً أنّ "هذا لم يكن لولا أنّ المقاومة استطاعت ان تحقق اهدافها وما يقوم به الإسرائيلي من اغتيالات هو تعبير عن وجعه".

وختم: "هذه الجبهات لن تتوقف ان لن يتوقف العدوان على غزة".