لم يكن مفاجئًا القرار الذي اتخذه الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بالتصويت للوزير السابق سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية بعد كل هذه الزيارات والاجتماعات فيما بينهما. فما هي العوامل التي أدت إلى اتخاذ هكذا قرار؟ وهل من اتصالات خارجية لحل هذا الملف؟ وهل من زيارة مرتقبة إلى معراب؟ وماذا أبلغ بري بخاري؟ وما نصيحة شيا لجعجع؟

ثلاثة عوامل أدت الى موافقة جنبلاط على فرنجية

وفي حديث لـVdlnews كشف المحلل السياسي نضال السبع أنه "هناك ثلاثة عوامل أدت إلى تغير موقف الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، الأولى: قلقه من حالة الفراغ وتحلل المؤسسات، والوزير السابق وليد جنبلاط يستشعر بلحظة وطنية لضرورة اتخاذ قرار وبالتالي انهاء الفراغ الرئاسي".

وتابع: "أما العامل الثاني فهو مراجعة جنبلاط جيدًا للتاريخ المشترك بين عائلة فرنجية وعائلة جنبلاط خاصة أنه علينا أن نتذكر أن صوت كمال جنبلاط كان الصوت المرجح لانتخاب سليمان فرنجية الجد وهناك محطات تاريخية كبرى بين الطرفين كمواجهة الاجتياح الاسرائيلي عام 1982 وغيرها".

وأضاف: " أما العامل الثالث فهو يتمثل بخطوط الاتصال التي فتحت ما بين النائب تيمور جنبلاط والنائب طوني فرنجية ومن ثم زيارة تيمور جنبلاط إلى بنشعي واللقاء المطوّل مع سليمان فرنجية يليها زيارة فرنجية إلى دارة جنبلاط والتي ألغت الكثير من الحواجز الشخصية التي كانت تعترض العلاقة بين الطرفين".

بيضة القبان

 وأكد السبع أنه: "بالنسبة لوليد جنبلاط يبدو واضحاً من خلال إعلانه اليوم أنه كان قبل الطائف ولا يزال بيضة القبان وهو الذي يحدد من هو الرئيس في لبنان".

وقال: "سيكون لوليد جنبلاط دور كبير وأساسي وهام في العهد القادم وبإعتقادي هناك انسجام كبير بينه وبين سليمان فرنجية".

تفاهمات كبرى واتصالات من الخارج

شدد السبع على أن"هناك تفاهمات كبرى بين الطرفين عنوانها التمديد لقائد الجيش والتفاهم على رئاسة الأركان".

وأردف: "أما الأمر الأخير بإعتقادي الشخصي أنه من المعروف أن لدى وليد جنبلاط اتصالات دولية وربما سمع كلاماً من الاقليم ومن الخارج بضرورة السير بسليمان فرنجية خاصة أن المطلوب اليوم هو رئيس يحقق المتطلبات اللبنانية وعلى رأسها مطلب المجتمع الدولي المتعلق بالقرار 1701".

وأكمل: "لا يمكن تطبيق القرار 1701 والذهاب نحو المفاوضات من دون انتخاب رئيس للجمهورية ولا يمكن تطبيق هذا القرار وإبعاد حزب الله عن الجنوب اللبناني إلا بانتخاب رئيس تطمئن له المقاومة".

واستطرد: "هناك مهام أخرى تتعلق بسوريا والترسيم البري والبحري بالاضافة إلى وجود مليوني نازح سوري على الأراضي اللبنانية وهذا يحتم وجود رئيس يكون قريبا من الرئيس السوري بشار الاسد".

أكثر من 65 صوتاً

رأى السبع أننا "بحاجة إلى رئيس ذي حيثية وطنية وليست طائفية الـ 51 ونائباً الذي حصل عليهم سليمان فرنجية يوم 14 حزيران هم من كل الطوائف".

وتابع: "اليوم نضيف كتلة اللقاء الديمقراطي يصبح لسليمان فرنجية 59 صوتاً أضف الى ذلك كتلة الاعتدال المعروف موقف اعضائها المؤيد لسليمان فرنجية فنكون امام تسوية مكتملة يحصل عليها فرنجية فيحوز على اكثر من 65 صوتاً في حال ذهبنا الى جلسات متتالية كما تطرح اللجنة الخماسية".

هذا ما ابلغه بري للبخاري

أشار السبع الى ان: "الموقف الذي اتخذه وليد جنبلاط اتى بعد امرين: الامر الاول هو اللقاء الطويل والعشاء الذي جمعه بسليمان فرنجية والأمر الثاني بعد لقائه الرئيس نبيه بري".

وتابع: "الرئيس بري يتحدث عن تمسك الثنائي الشيعي بسليمان فرنجية وهذا ما أبلغه بالأمس للسفير السعودي وليد بخاري والسفير المصري الجديد في لبنان".

فرنجية حريص على هذا الامر

لفت السبع الى ان: "القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر سبق وتقاطعا على اسم الوزير السابق جهاد ازعور وبلحظة مفصلية وليد جنبلاط تخلى عن هذا الترشيح".

وأضاف: "جنبلاط لديه خياراته الوطنية والثنائي المسيحي أمام أمرين أما يكون جزءا من هذا التوافق الوطني بإنتخاب فرنجية وإما عملياً يبتعد عن المشاركة ونكون أمام غالبية لبنانية إلى جانب فرنجية".

وأردف: "أما فرنجية فهو حريص على مشاركة الثنائي المسيحي من سمير جعجع الى جبران باسيل وهو منفتح على هذا الامر".

فرنجية في معراب؟! ونصيحة لجعجع

كشف السبع أنه "في الوقت الحالي لا أعتقد أن هناك من زيارة الى معراب من قبل سليمان فرنجية ولكن، يبدو واضحاً أن سمير جعجع تلقى نصيحة من السفيرة الاميركية السابقة دوروثي شيا كان عنوانها التوافق مع نبيه بري من اجل تمرير التمديد لقائد الجيش ويبدو ايضاً انه تلقى نصيحة أخرى من شيا بضرورة التفاهم مع الثنائي الشيعي على مرشح رئاسي".

وأكمل: "الادارة الاميركية معنية جدًا بإنهاء الفراغ الرئاسي والذهاب نحو تطبيق القرار 1701".

واستطرد: "بحكم المؤكد في حال مشاركة القوات اللبنانية في هذا التوافق أنهم سيكونون شركاء في الحكم خاصة ان لديهم 19 نائباً وفرنجية معني بمشاركة الجميع بحسب تمثلهم في المجلس النيابي".

كلمة سر

واعتبر السبع أن: "هناك حراك لبناني الآن ومن الممكن ان يتلقفه الخارج خاصة ان هذا الأخير يتحدث عن ضرورة تطبيق القرار 1701 ولا نستطيع تطبيقه الا بحال انتخاب رئيس تطمئن له المقاومة وهذه المعادلة هي بمثابة كلمة سر تحدد مصير الانتخابات الرئاسية المقبلة وإسم الرئيس".

بعد القرار الذي اتخذه وليد جنبلاط بالتصويت لفرنجية لانتخابه رئيسًا للجمهورية هل سنكون امام مشهد سياسي مختلف عما سبق؟ وماذا ستكون ردة فعل الحلفاء المقربين لوليد جنبلاط؟ وهل سنرى المزيد من الانشقاقات بين القوى السياسية؟